الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هبّات إسلامية

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 4 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نحن أبناء بيئتنا حتى لو كانت أفكارنا مختلفة فإن عقلنا الباطن تصبح العادة لديه حقيقة بعد فترة من الزمن . أنت شيوعي ، اسماعيلي، سنّي، بعثي، شيعي، علوي، درزي، كردي ، إيزيدي، سرياني، آشوري، أم يهودي فإنّك ابن البيئة، فقط أنت من يفهم ما يدور حولك، قد تعارضه ثم تصبح من ضمنه .
أتحدّث اليوم عن رمضان في الماضي و الحاضر ، وقد كان له بعض الطقوس التي نجمّلها ، ونجعلها موطن حنين، في طقوس رمضان طرفان هما اليد العليا التي تمارس سكب الصحون لليد السفلى تحت أسماء مختلفة منها عند أهل ماردين :حصة الميتين ، وعلى ذكر أهل ماردين ، وهم -كما يقال عرب- لكن بعضهم اليوم يقول أن أصله كوردي تيمناً بالإدارة الذاتية، وهذا أمر طبيعي .
في رمضان ما قبل 2004 كان الكثير من رجال العائلة" الميردلية" يزورنا في المكتب عندما يكون مدفع اإفطار على وشك أن يطلق صوته، يطلبون مني فنجان قهوة، وفي مرة سألت أخو زوجي: هل لا يمكنك شرب القهوة في البيت. قال: إنّه رمضان، و الحكم فيه للنساء!
فيما بعد عرفت أن بعض النساء لا تصوم، ويخرجن كفارة ، لكنهن يلزمن أولادهن بالصيام، وربما أولادهن وجدوا منفذاً لا أدري.
ذهبت 2006 إلى الإمارات حيث طقوس رمضانية لا أدري إن كانت إماراتية أم مصرية ، وفي مرة ذهبت إلى جامع على كورنيش الشارقة ، وكان قد تبقى القليل على الإفطار . كانت بعض السيارات على جانبي الطريق توزع حصص الإفطار، اكتفيت بثلاثة حصص ، وتوجهت إلى الجامع الذي قلّ فيه المصلون ، وبخاصة من النساء. في باحة الجامع جلست النساء -الوافدات – لتناول الإفطار، جلست معهن ، ولم يكن ألمّ بي جوع ، فتحت وجباتي الثلاث ، فتخاطفتهن نساء ربما من أفغانستان أو ماشابه ، وضعتهن في أكياس أحضرنها، وعندما خرجت رأيت ما لايقل عن 200 شخصاً على مائدة إفطار أغلبهم هندوس، و مسلمين من دول فقيرة ، وربما سيخ . كان المنظر و الأداء مؤلماً .
في أحيان كثيرة نتحدث كثيراً كي نوصل فكرة ما ، لكن علينا أن نقول الحقيقة دائماً ، و إذا حق لي أن أسمي العصر هو عصر النفاق العالمي فإننا نعجب بكلمات نتنياهو وبايدن ، وزعماء الدول عندما يقولون بالعربية رمضان كريم. هم يضحكون علينا، ونحن نمجدهم، ولو ادخلنا السياسة في الدين، وهي جزء منه لوجدنا مثلاً أنّ المنصات المعارضة تقتطف بعض المقاطع من أقوال بايدن، أو مسؤول آخر من الدرجة العاشرة، وتعتقد أن الحل السوري سوف يكون في الغد، يتجاهلون تقرير المخابرات الأمريكية و أنه لا حل في سورية على المدى القريب.
سوف أعود إلى مايسميها البعض تحبباً " سوريتنا" وهي ليست لنا طبعاً حيث الطوائف المتنافرة ، و القوميات المتعادية حتى لو خرجت أصوات من بينها تقول أن::" الشعب السوري واحد" فهذا الشعار أصبح من الماضي ، وهنا سوف أتحدث حصراً عن الطوائف من الأقليات كالاسماعيليين و العلويين و الدروز . قد تكون الإسلاموية قد فشلت في الوصول إلى السلطة، لكنها نجحت في تطبيع العقول ، أغلب العقول أصبحت سنية أصولية على نمط طائفي ، ومن مظاهر ذلك على سبيل المثال : الصيام في رمضان حيث كان قبل جيل ليس وارداً بالنسبة للطوائف المذكورة ، لكنه أصبح اليوم من ضمن ثقافة الأقلية الاسماعيلية، و العلوية ، وعندما يتحدّث الرجال عن كيفية أنهم يحضرون طعام الإفطار لزوجاتهم تعتقد أن الصيام و الصلاة هي اختصاص نسوي. أصبحت الطوائف من الأقليات سنية متمسكة بالأصولية على طريقة طائفية ، وقد قالت لي إحدى صديقاتي الاسماعيليات: هل لديك شكّ أن الصيام حق؟ أجبتها أنني لم أتعود على سماع ذلك من قبل، بل إن إحدى صديقاتي العلويات تقول وهي ترثي زوجها المقتول في رمضان : من سوف يرتل لنا آيات الذكر الحكيم في هذا الشهر الفضيل؟ إنّه التحوّل الحقيقي ،وليس التقية.
أيها السيدات و السادة: كبروا عقلكم، فلا ترودو يهتم إلا لصندوق الانتخاب، وهو يستفز عواطفكم، وكان نجاحه للمرة الثانية بسبب الدعم الاسلامي له ، ولا بايدن يعنيه أمر الإسلام أو المسيحية ، فلا تهللوا ، كل شيء في الغرب حول الإسلام سوف يكون وفق قوانينهم، وكل شيء حول الموت في بلادنا سوف يكون وطنياً ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح