الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتغيرات النفسية لدى ضحايا التنمر المدرسي

بوراس اسماعيل

2021 / 4 / 19
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تعد مرحلة الطفولة من المراحل المهمة في حياة الإنسان، لما لها من دور أساسي في تنشئة الفرد، حيث يكتسب خلالها الخبرات التي تؤدي إلى تكوين قيمه وإتجاهاته وسلوكياته التي تصاحبه في مراحل حياته، لذا تحظى هذه المرحلة باهتمام الكثير من العلماء والمتخصصين في العديد من المجالات.

إلا أن هذه المرحلة لا تخلو من العديد من الاضطرابات السلوكية التي تؤثر سلبا على الصحة النفسية للطفل، حيث تشكل بعض هذه الاضطرابات خطرا كبيرا يهدد الفرد أو الأسرة أو المجتمع بأسره.

ويعد التنمر المدرسي School Bullying بما يحمله من عدوان تجاه الآخرين من المشكلات التي لها آثارا سلبية سواء على القائم بالتنمر أو على ضحية التنمر أو على المتفرجين على هذه السلوكيات أو على البيئة المدرسية بأكملها.

حيث يظهر المتنمر العديد من الاضطرابات السلوكية مثل: السلوكيات العدوانية، والفوضوية، وسوء التوافق الاجتماعي، وسلوكيات مضادة للمجتمع، وعناد، وقد يتعرض للفصل من المدرسة ....... وغيرها. (Scholte et al.. 2007)

كما أن للتنمر المدرسي آثارا سلبية على المتنمر عليه (ضحية التنمر) Victim of Bullying حيث نجد أن ضحية التنمر تعاني الوحدة، وسوء التوافق النفسي والاجتماعي، وقلة أو ندرة في الأصدقاء، وقصورا في العلاقات الاجتماعية، والخجل، مع تدني في تقدير الذات، والانسحاب الاجتماعي، كما تعاني الخوف من الذهاب إلى المدرسة وقصورا في المهارات الاجتماعية، وأحلام اليقظة، وتدني في مستوى التحصيل الأكاديمي، كل هذه الأمور من شأنها أن تعوق النمو السليم للطفل.

(Ericson. 2001 Fox & Boulton. 2005 Jontzer. Hoover & Narloch. 2006)

حيث يقضي الأطفال ضحايا التنمر وقتهم في المدرسة في خوف وقلق من المتنمرين وماذا سيفعلون بهم المرات القادمة، وربما يعانون من ألم وعدم ارتياح عندما يكون التنمر جسديا، وربما يبدأ هؤلاء الأطفال في الانسحاب من الأنشطة المدرسية والطرق الذي يحدث فيها التنمر، وقد يهربون من المدرسة خوفا من المتنمرين، وفي أسوأ الحالات نجد أن العديد من الأطفال يعانون المرض ويحبطون وقد يقومون بأعمال انتحارية. Quiroz. Arnette & Stephen. 2006))

وربما يعاني ضحايا التنمر المدرسي من الاضطهاد وسوء تقدير الذات، والقلق، والإحساس بالعزلة، كما أنهم يتغيبون كثيراً من المدرسة، ويتدنى مستوى التحصيل الأكاديمي لهم، كما تتطور لديهم سلوكيات المخاطرة للقيام بالسلوك العنيف. Burmaster. 2007)).

ولقد وضح سمبسون Sampson.2004)) أن ضحايا التنمر المدرسي كثيراً ما يتغيبون من المدرسة، ولا يمكنهم التركيز في الأعمال المدرسية كما أنهم ليس لديهم الاعتداد بالنفس، ويعانون الاكتئاب الذي يمكن أن يستمر لسنوات، كما أن لديهم قصورا في التوافق الاجتماعي، والقلق، والأرق ليلاً.

ويؤثر التنمر على الضحية حيث يقوم هؤلاء الضحايا بالتمارض حتى لا يذهبون إلى المدرسة، كما أنهم مشغولون عن متابعة الدروس داخل الفصل في التفكير في كيفية تجنب المتنمر، وبما أن المتنمر يترك آثاراً سلبية في شخصية الضحية لدرجة أن أصدقاء الضحية يحاولون ألا يقيموا علاقة معه على اعتبار أن هؤلاء الضحايا مستسلمون للمتنمر برغبتهم مما يسبب آثاراً سيئة على شخصية الضحية.

حيث تعاني ضحية التنمر من عواقب قصيرة المدى وطويلة المدى؛ أما عن العواقب قصيرة المدى، حيث يكون الضحية مصاب جسديا ولديه أسنان مكسورة، فقدان الثقة بالنفس، فقدان الثقة بالأصدقاء وقدرتهم على حمايته وتأييده، الشعور بالراحة عند نهاية الأسبوع والأجازات المدرسية، فقدان الشهية بسبب القلق، عدم القدرة على النوم، كثرة الكوابيس، الغضب من المدرسة والمدرسين لعدم منعهم للتنمر، أما العواقب طويلة المدى فتتمثل في التمسك بالأفكار السلبية عن النفس، الإخفاق في العمل، التشاؤم المفرط، والقلق الاجتماعي والعزلة، وتزايد الرغبة في الانتحار. .National Children s Resource Center. 2002))

كما يتعرض الأطفال ضحايا التنمر المدرسي لمشاكل جسمية ونفسية مثل: الضغط العصبي، تدني تقدير الذات، ومشكلات في تكوين صداقات، والخوف من ركوب وسائل المواصلات، والخوف من استخدام دورات المياه ودخول الأماكن المغلقة، والخوف من الذهاب إلى المدرسة خوفا من المتنمرين، والرغبة في تغيير المدرسة والهروب منها، والبحث عن الانتقام ومحاولة الانتحار . Mayer. Ybarra. 2003)).

ومما يزيد من تفاقم المشكلة أن 66% من ضحايا التنمر المدرسي أكدوا أن استجابات المتخصصين في المدرسة تجاه هذه المشكلة ضعيفة، كما أن ضحايا التنمر لا يخبرون أحد عن وقوعهم ضحية للتنمر للعديد من الأسباب منها: الخوف من المواجهة، الإحساس بالخزي من عدم قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم، الخوف من أن ألا يصدقهم أحد، عدم رغبتهم في إزعاج آبائهم، إيمانهم بعدم تغيير أي شيء نتيجة لإخبارهم، اعتقادهم بأن إبلاغ الآباء والمعلمين ستجعل المشكلة أسوأ بكثير، خوفهم من أن يخبر معلموهم المعتدي عن الذي أخبرهم. Sampson. 2004)).

كما تظهر العديد من الأعراض على الأطفال ضحايا التنمر المدرسي التي من الممكن أن يتم التعرف على أن هذا الطفل ضحية للتنمر المدرسي ومنها: التردد غير المفسر للذهاب إلى المدرسة، الخوف والقلق غير العاديين، اضطرابات النوم، الكوابيس، الشكاوى المبهمة، الصداع، المغص، فقدان الممتلكات الشخصية، تمزيق ملابسه، تحطيم ممتلكاته الشخصية. (Perkins & Berren. 2002).

كما أن هناك العديد من الأسباب وراء وقوع الطفل ضحية للتنمر المدرسي منها أسباب أسرية، أو أسباب بيئية، أو أسباب مدرسية، ومنها أسباب تتعلق بالطفل نفسه.

حيث أشارت العديد من الدراسات السابقة والأطر النظرية أن هذه المشكلة مرتبطة بالعديد من المتغيرات المتعلقة بالطفل مثل: القلق، تدني مفهوم الذات، فقدان الأمن النفسي، اضطراب المزاج، تقدير الذات المنخفض، الانسحاب الجماعي، الوحدة النفسية، قصور في المهارات الاجتماعية، أساليب المعاملة الوالدية اللاسوية ..... وغيرها. وبالرغم من تناول هذه المشكلة بالدراسة في التراث السيكولوجي الغربي بشكل كبير إلا أن هذه المشكلة لم تحظ بالدراسة في المجتمعات العربية .
التنمر المدرسي: School Bullying
"شكل من أشكال الإساءة للآخرين، ويحدث عندما يستخدم فرد أو مجموعة (المتنمر أو المتنمرين) قوتهم في الاعتداء على فرد أو مجموعة (الضحية أو الضحايا) بأشكال مختلفة منها ما هو جسدي، لفظي، نفسي، اجتماعي، جنسي، إلكتروني، كتاب، ديني، عنصري (سلالي)، أو الاعتداء حتى على المعاقين، ويتضمن ثلاث خصائص، أنه مقصود، بأن المتنمر يتعمد أذى شخص ما، متكرر، أي أن المتنمر غالبا ما يستهدف أذى نفس الضحية لعدة مرات، عادة ما يحتوي على عدم توازن القوى أي أن المتنمر يختار الضحية الأقل منه قوة".

ضحايا التنمر المدرسي:Victim of School Bullying
"هم مجموعة من الأطفال الذين تقع عليهم الإساءة من زملائهم، سواء أكان ذلك بصورة فردية أو جماعية، يساء إليهم بصورة جسدية أو لفظية أو نفسية أو اجتماعية أو جنسية أو إلكترونية أو كتابية أو حتى يساء إليهم لأنهم يدينون بديانة معينة أو ينتسبون لسلالة مختلفة عنهم، وتكون الإساءة بصورة متكررة ومقصودة، وغالباً ما تكون الضحية أقل قوة من المتنمر.

سمة القلق: Anxiety Trait
" هي سمة من سمات الشخصية المزاجية أحادية البعد، وتشير إلى استعداد سلوكي كامن للقلق يكتسب في الطفولة ويستمر مع الفرد بعد ذلك في حياته المستقبلية كما يختلف مستواه من شخص لآخر وفقا لاستعداده والعوامل المهيئة التي مر بها". ( عبد الرقيب البحيري، 2005: 21)

حالة القلق: Anxiety State
"هي حالة انفعالية ومؤقتة يشعر بها الإنسان عند وجود خطر معين ويصاحبها تنبيه لجهازه السمبتاوي، فتزداد ضربات القلب، وضغط الدم، والتنفس وتزول هذه الحالة بزوال الخطر".(عبد الرقيب البحيري، 2005: 21)

(5) تقدير الذات: Self – Esteem

" هو المدى الذي يحدد من خلاله المدعمات، والقيم، والآراء، وحبه لذاته. ويعتبر تقدير الذات في العلوم الاجتماعية مفهوما افتراضياً، وبناء على ذلك يعتبر تقييماً مؤثرا في الذات الإنسانية، وقيمتها، وأهميتها، ويلخص هذا المفهوم الافتراضي قياس اتجاهات الشخص نحو ذاته والتي تعكس تقديره لذاته". (عبد اللطيف خليفة، وفاء عبد الفتاح، لمياء بكري، 2007: 3)

(6) الأمن النفسي: Emotional Security

" هو شعور مركب يحمل في طياته شعور الفرد بالسعادة والرضا عن حياته بما يحقق له الشعور بالسلامة والاطمئنان، وأنه محبوب ومتقبل من الآخرين، مع إدراكه لاهتمام الآخرين بما يمكنه من تحقيق قدر أكبر من الانتماء للآخرين، مع إدراكه لاهتمام الآخرين به وثقتهم فيه حتى يشعر بقدر كبير من الدفء والمودة ويجعله في حالة من الهدوء والاستقرار، ويضمن له قدر من الثبات الانفعالي والتقبل الذاتي واحترام الذات، ومن ثم إلى توقع حدوث الأحسن في الحياة مع إمكانية تحقيق رغباته في المستقبل بعيداً ( مع خلوه ) عن خطر الإصابة باضطرابات نفسية أو صراعات أو أي خطر يهدد أمنه واستقراره في الحياة". (زينب شقير، 2005 : 6-7)

(7) الوحدة النفسية: Loneliness

"هي شعور الفرد بافتقاد التقبل والتواد والحب والاهتمام من قبل المحيطين به، بالإضافة إلى افتقاد للعديد من المهارات الاجتماعية التي تمكنه من إشباع حاجته إلى الانخراط في علاقات مشبعة مع الآخرين ". (أماني عبد الوهاب، د. ت: 6)
المصدر :
موقع ميادين ، التنمر : https://bit.ly/3ed7USH
https://www.almayadeen.net/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد بين إيران وإسرائيل .. ما هي الارتدادات في غزة؟ |#غرف


.. وزراء خارجية دول مجموعة الـ7 يدعون إلى خفض التصعيد في الشرق




.. كاميرا مراقبة توثق لحظة استشهاد طفل برصاص الاحتلال في طولكرم


.. شهداء بينهم قائد بسرايا القدس إثر اقتحام قوات الاحتلال شرق ط




.. دكتور أردني يبكي خلال حديثه عن واقع المصابين في قطاع غزة