الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافات المتأسلمين 25- خرافة كتاب الله وسنتي

زهير جمعة المالكي
باحث وناشط حقوقي

(Zuhair Al-maliki)

2021 / 4 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في كل نقاش يتعلق بالاحاديث المنسوبة للرسول محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقوم المتاسلمين برفع حديث منسوب للرسول يسموه حديث كتاب الله وسنتي وكان اول من روى هذا الحديث مالك ابن انس فقد أورده الإمام مالك في "الموطأ" (3338) ولم يذكر له إسنادا وأخرجه الدارقطني في "السنن" (4/245) ، والبزار في "مسنده" (8993) ، والحاكم في "المستدرك" (319) ، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (632) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (20337) ، وأخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (951) ، وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (318) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (20838) . لذلك سنقوم الان بالبحث في صحة هذا الحديث كما ورد في كتب من يسمون انفسهم " اهل السنة والجماعة " لنعرف هل حقا هذا الحديث صحيح ام انه من خرافات المتاسلمين ؟
أولا ان هذا الحديث لم يروه أي من كتب الحديث السته المعتمدة عند اهل السنة والجماعة وهي صحيح البخارى ، صحيح مسلم ، السنن الصغرى ، سنن أبى داود ، جامع الترمذى ، سنن ابن ماجه. ثانيا ان اول من روى هذا الحديث هو "مالك ابن انس" في كتابه المعروف باسم " الموطاء " بلاغا أي بدون سند . قال الإمام مالك : بلغني أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: { تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً، كتاب الله وسنتي } وهذا الحديث من بلاغات مالك بسند منقطع، وكل موطأ الإمام مالك موصول -كما قال ابن عبد البر - إلا ثلاثة أحاديث، منها هذا الحديث، فقد انقطع على ابن عبد البر فقال: ما وجدت ما أصل به هذه الآثار، منها هذا وبذلك يكون هذا الطريق غير ثابت ولا يحتج به بالإجماع حيث أنه قد يكون موضوعاً مكذوباً.وحكم الشيخ الألباني على هذا الطريق بأنه معضل, وهو ما سقط من سنده اثنان فأكثر.اما الدارقطني والبزار والحاكم وأبو بكر الشافعي والبيهقي فقد رووه عن طريق ابي هريرة قالَ"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا: كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِي ، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ" . وفي اسنادة "صالح بن موسى الطلحي" الذي قال عنه الذهبي في "ميزان الاعتدال" قال :" قال يحيى: ليس بشيء ، ولا يكتب حديثه . وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك "، وقال إبن معين: ليس بشيء، وفي رواية: ليس بثقة, وقال أبو حاتم عنه: منكر الحديث جداً كثير المناكير عن الثقات. وقال أبو نعيم عنه: متروك يروي المناكير.ذن الحديث من هذا الطريق ضعيف جدا .
اما ابن عبد البر فقد روى الحديث من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف ، عن أبيه ، عن جده ، قال "قال رسول الله, صلى الله عليه وسلم: تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم " . وقد قال الذهبي عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف ، في "تاريخ الإسلام" ، "اتَّفَقُوا عَلَى ضَعْفِهِ ، وَضَرَبَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَلَى حَدِيثِهِ. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: هُوَ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الْكَذِبِ " . اما الحاكم والبيهقي فقد روياه عن طريق ابن عباس من طريق إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أُوَيْسٍ عن عكرمة عن ابن عباس . ). وإسناده تالف ففيه عكرمة المرمي بالكذب والمتهم بكونه من الخوارج.
وفيه أبو أويس المتهم بالكذب أيضاً, وكذلك إبنه إسماعيل إبن أبي أويس متهم بالكذب .
كذلك يروي الحديث الخطيب البغدادي في كتابه "الفقيه والمتفقه" عن أبي سعيد الخدري فاسناده ضعيف جدا لانه عن طريق " سيف بن عمر التميمي" الذي كان مشهوراً بالكذب ووضع الحديث واختلاق الحكايات والأحداث والأشخاص. حيث قال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال أبو داود: ليس بشيء, وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات. ونقل إبن حبان عن ابن نمير قوله فيه: وكان سيف يضع الحديث وكان قد اتهم بالزندقة . وقال الدار القطني عنه: متروك. وقال الحاكم فيه: إتهم بالزندقة وهو في الرواية ساقط. وقال أبو نعيم: متهم في دينه مرمي بالزندقة ساقط الحديث لا شيء. بالإضافة إلى وجود شخص ضعيف آخر في السند وهو شعيب بن إبراهيم التميمي. كذلك يروي الحديث "أبو الشيخ " في كتابه "طبقات المحدثين باصبهان" عن أنس بن مالك وسنده ضعيف لان فيه "هشام بن سلمان" وقد ضعفه ابن حبان فقال: منكر الحديث جداً ينفرد عن الثقات بالمناكير الكثيرة وعن الضعفاء بالأشياء المقلوبة على قلة روايته، لا يجوز الإحتجاج به فيما وافق الثقات فكيف إذا انفرد؟ وروايته هنا عن يزيد الرقاشي فقال ابن عدي فيه: وأحاديثه عن يزيد (الرقاشي) غير محفوظة. وضعفه أيضاً موسى بن إسماعيل.وفي سنده أيضاً يزيد الرقاشي وهو مطعون به جداً,حيث قال شعبة عنه: لئن أقطع الطريق أحب إلي من أن أروي عن يزيد الرقاشي، وفي رواية أخرى قال شعبة: لئن أزني أحب إلي من أن أروي عن يزيد الرقاشي. وقال عنه الفسوي وأبو أحمد الحاكم: متروك الحديث، وكذا قال النسائي، ولكنه في رواية ثانية قال عنه: ليس بثقة وضعفه إبن مسعود والدارقطني والبرقاني وابن معين أيضاً.
هذا من ناحية السند نرى ان جميع طرق الرواية المنسوبة للرسول ضعيفة ولايعتد بها بنص علماء الجرح والتعديل . اما من الناحية التاريخية فنجد ان اول من رفض اتباع سنة الرسول وقال حسبنا كتاب الله هو " عمر ابن الخطاب " بل وصل به الامر ان يسب الرسول ويقول عنه انه (هجر ) أي (خرف ) كما يروي البخاري . اذا رجعنا الى كتاب البخاري الذي يعتبره اهل السنة والجماعة " اصح كتاب بعد كتاب الله " نراه يروي وفي ثلاثة مواضع ان الصحابة " سبوا " رسول الله وقالوا عنه انه " يهجر " اي " يخرف " وحيث ان المـتأسلمين لا يستطيعون دفع هذه الرواية الثابته في " اصح كتبهم " فهم يحاولوا ان يدلسوا على اتباعهم بالقول انه لم يكن سوى استفهام او انهم لم يقولوا انه يهجر بل قالوا غلبه الوجع فلنفتح البخاري لنجد في "صحيح البخاري (ط. الأوقاف السعودية) " منشورات وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية، 1417 – 1997 ، نجده قد ذكر الحديث في كتاب الجهاد والسير باب (هل يستشفع الى اهل الذمة ومعاملتهم) الحديث رقم 3053 ، بالقول (حدثنا قبيصة حدثنا ابن عيينة عن سليمان الأحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء فقال اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه يوم الخميس فقال ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه وأوصى عند موته بثلاث أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ونسيت الثالثة) وذكر الحديث في باب اخرجو اليهود من جزيرة العرب برقم 3168 عن محمد عن ابن عيينة الى اخر السلسلة عن ابن عباس بصيغة " ماله ؟ اهجر ؟ استفهموه " وذكره بالحديث رقم 4431 بصيغة " ما شأنه ؟اهجر ؟ " وبالتالي فالشتيمة برواية البخاري قد صدرت من الصحابة عن النبي وهذه نفس الحادثة التي ذكرها مسلم ابن الحجاج في كتابه بالحديث رقم " 4124 " وقد حاول ابن تيمية في بعد ان ذكر ان "عمربن الخطاب " هو من قال هجر حاول التبرير كما ورد في كتابه منهاج السنة تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم الجزء السادس الصفحة 24 .
وقد قام أبو بكر بعد ان وصل الى الحكم بحرق الاحاديث المنسوبة للرسول فقد جاء في "تذكرة الحفاظ" للذهبي، أن أبا بكر جمع عن النبي خمسمئة حديث، ثم بات ليلته يتقلب، ولما أصبح قال لعائشة: أي بنية هلمي الأحاديث التي عندك فجئته بها فدعا بنا فحرقها فقلت: لم أحرقتها؟ قال: خشيت أن أموت وهي عندي فيكون فيها أحاديث عن رجل قد ائتمنته ووثقت ولم يكن كما حدثني فأكون قد نقلت ذاك. في "تقييد العلم" للخطيب أن عمر بن الخطاب، بلغه أنه قد ظهر في أيدي الناس كتب فاستنكرها وكرهها، وطلب من الناس رؤيتها، فظنوا أنه يريد أن ينظر فيها ويقوّمها على أمر لا يكون فيه اختلاف، فأتوه بكتبهم فأحرقها بالنار، ثم قال: أمنية كأمنية أهل الكتاب. ومنع عمر الرواة من تناقل الأحاديث .
كذلك نرى عمر ابن الخطاب لايكتفي بشتم الرسول والقول عنه انه يهجر بل يصل به الامر في منع كتابة الاحاديث ان يهدد كل من يروي الاحاديث بالعقاب . قال الحافظ ابن كثير : " وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زُرْعَةَ الرُّعَيْنِيُّ، ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن عبد اللَّهِ، عَنِ السَّائب بْنِ يَزِيدَ قَالَ: سَمِعْتُ عمر بن الخطَّاب يقول لِأَبِي هُرَيْرَةَ: لَتَتْرُكَنَّ الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولألحقنك بِأَرْضِ دَوْسٍ، وَقَالَ لِكَعْبِ الْأَحْبَارِ: لَتَتْرُكَنَّ الْحَدِيثَ عن الأول أو لألحقنك بأرض القردة.قال أبو زرعة، وسمعت أَبَا مُسْهِرٍ يَذْكُرُهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ نَحْوًا مِنْهُ وَلَمْ يُسْنِدْهُ. وهذه الحادثة يرويها أيضا ابن عساكر في كتابه " تاريخ دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الاماثل او اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها " الجزء السابع والستون ، الصفحة 343 ، تحقيق محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمري .
وفي عهد عثمان ابن عفان كما يذكر ابن سعد في "الطبقات الكبرى" وقف عثمان بن عفان على منبر وقال: لا يحل لأحد يروي حديثاً لم يسمع به في عهد أبي بكر ولا عهد عمر، فإنه لم يمنعني أن أحدث عن رسول الله ألا أكون من أوعى أصحابه عنه، ألا إني سمعته يقول: مَن قال عليّ ما لم أقل فقد تبوأ مقعده من النار. وترك كبار الصحابة أيضاً الحديث عن النبي. روى البخاري عن السائب بن يزيد أنه صحب من كبار الصحابة ولم يسمعهم يحدثوا، قال: إلا أني سمعت طلحة يحدث عن يوم أحد، وقال الحافظ بن حجر في شرح الحديث: قال ابن بطال وغيره: كان كثير من كبار الصحابة لا يحدثون عن رسول الله خشية المزيد والنقصان. أما العسقلاني، فقال " كره جماعة من الصحابة والتابعين كتابة الحديث واستحبوا أن يؤخذ عنهم حفظاً كما أخذوا حفظاً، لكن لما قصرت الهمم وخشي الأئمة ضياع العلم دوّنوه.
مما تقدم يتبين ان هذا الحديث لايعدوا اكثر من خرافة اخترعها المتأسلمين من اجل السيطرة على عقول اتباعهم وقيادتهم بالاتجاة الذي يرغبونه وهو بنص كتب من يسمون انفسهم اهل السنة والجماعة لايثبت لا نصا ولا سندا وكل من يحقق فيه يجده مكذوب على الرسول .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خرافات المتاسلمين والخروج من الاسلام زرافاتا
مروان سعيد ( 2021 / 4 / 21 - 08:10 )
تحية للاستاذ زهير جمعة المالكي وتحيتي للجميع
جيد ان ينكشف المستور ويظهر كل شيئ على طبيعته لكي لاينخدع كل مخدوع بهذا الدين الخرافي وهو الاسلام انه اختراع شيطاني خدع اكثر من مليار ونصف وادخلهم فيه غصبا ام ولادتا ام جهلا
وهذا الداعية الاسلامي الدكتور كريم العقيلي وزوجته الدكتورة نانسي اكتشفوا اللعبة ونفدوا من الاسلام وهذا تحقيق عقلاني لعلكم تتفكرون
https://www.youtube.com/watch?v=hAClaj6nZgQ&t=3424s
من اجمل المقارنات الفلسفية واسئلة يسئلها المسلم كل يوم اجابوا عنها
واذا اردت البقاء في الاسلام ارجع راسك للرمل ولا تشاهده وقل انه محرف وان عند الله الاسلام والاهك الشيطان لن يقبل بغيره دين
ومودتي للجميع

اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح