الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد... والمقاطعة!

محمد مسافير

2021 / 4 / 20
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


رأي للنقاش...
أبتدئ هذا الرأي بالمسلمة التالية: نحن أصحاب حق، وشرعية مطالبنا لن ينازعنا فيها أحد، ونحن على استعداد لاتمام المشوار إلى آخره، ومهما بهظت التكلفة...
لكن السؤال الذي لا يجب أن نتغاضى عنه هو إلى أي مدى تكترث هذه الدولة للتعليم أصلا، وهي التي تتنازل عنه أقساطا؟ هل تعتقدون حقا أن النهوض بهذا القطاع صعب إلى هذا الحد؟ أليست الإرادة السياسية هي الناقصة في المشهد كله؟ هل تظنون أن بهم ذرة غيرة على تعليم أبناء فقراء هذا البلد؟ إن كنت تظن ذلك، فكف عن قراءة هذا المنشور، وانطلق إلى غيره...
عاش الشعب الإيطالي ويلات الأزمة الاقتصادية عقب الحرب العالمية الأولى، فقر وجوع أينما حللت وارتحلت، مما أجبر العمال على خوض اضرابات مستمرة، وعلى هذا الأساس، ظهرت الفاشية، كتيار يحاول إقناع باقي ضحايا الأزمة بأن سبب جوعهم وقهرهم وغلاء الأسعار هو العمال الذين لا يريدون العودة للعمل، فتقلص الانتاج، وها أنتم لا تجدون ما تأكلون..
استطاع هذا الخطاب أن يجند الشعب كله ضد الطبقة العاملة، فحملوا الهراوات واقتحموا وحدات الانتاج واضطهدوا المناضلين وأجهضوا الاحتجاجات وأخرسوا الصوت الحر، وتحولت إيطاليا كلها إلى دولة فاشية تجرم العمل النقابي والتظاهر.
لم تتدخل الدولة كجهاز، لكنها أشعلت فتيل الحرب بين الجوعى الذين لم يفهموا أصل الداء، وكذلك بسبب غياب الحنكة والبصيرة في قيادة الاضرابات.
سمعتم كلكم كلام أمزازي، تحدث عن الحلقة الأضعف، عن ضحايا الاضرابات، عن التلاميذ، وخطابه هذا لم يكن موجها للأساتذة، لكنه خطاب ذو نية مبيتة، وهو تأليب الآباء والأمهات وأولياء التلاميذ ضد الأساتذة، بعد أن عولوا على العياء سبيلا إلى إخراسهم، وهنا يجرد نفسه وحكومته من المسؤولية، ويلقيها على عاتق الأساتذة المضربين!
وإن نكرنا سلفا غيرته على التعليم، فيجب أيضا أن نساءل أنفسنا، إن كانت النية في الاضراب هي إلحاق صوتنا إلى أصحاب القرار، وإن كانت فعلا آذانهم من عجين، ولا يكترون أبدا بضياع التلاميذ، أبناؤنا وإخواننا... فيجب صراحة أن نهتم، ونساءل أنفسا عن نجاعة الوسائل، دون المساومة بالقضية!
مقاطعة الأساتذة للدروس هو إسقاط لتقليد عمالي ناجع بامتياز، فحين يقاطع العمال يتضرر رب العمل، لأن مقاطعتهم تمس جيبه، فيجبر على الرضوخ والجلوس إلى طاولة الحوار، لكن حين يقاطع الأساتذة، لا يلحق الضرر إلا دويهم وأبناء من هم في طينتهم، لذلك لن يرضخهم ولو أعلناها سنة بيضاء، إلا إن كنا في دولة حداثية تصنف التعليم ضمن الأولويات، ونحن نرى عاما بعد عام، إغلاق مدارس عمومية يدرس بها أقل من ثلاثين في القسم، للإبقاء على رداءة التعليم العمومي، ووضع الشعب أمام خيار جشع الخواص!
يجب أن نبرهن فعلا أننا أشد غيرة على الاصلاح منهم، دون أن نصمت، لندخل فصولنا، ونقدم أفضل ما لدينا، وفي نفس الوقت، نتظاهر في مسيرات كفاحية في الشوارع الرئيسية، وربما نقوم بخطوات أكثر تصعيدا يمكن أن تجبرهم فعلا على الالتفات، ولنا مئة ألف دماغ، فلنطلق العنان للإبداع..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التعاقد
محمد **المغرب ( 2021 / 4 / 21 - 01:57 )
سلام لم توضح لنا يا استاد كيف فرض عليكم التعاقد، هل بالتهديد بطردكم من الوظيفة او تهديد خاص.
حسب علم الجميع ان المتعاقدين وقعوا العقد عن طواعية وهم في اتم قوتهم العقلية وليس تحت اي اكراه.


2 - مكره أخاك لا بطل
محمد مسافير ( 2021 / 4 / 22 - 04:11 )
هذه اسطوانة مشروخة سبق وأن تم الرد عليها في أكثر من منبر، نقول فرض علينا لأننا لم نكن أمام خيارين، خيار الإدماج في الوظيفة العمومية الذي هو حق لم يعد كائنا، وخيار التعاقد مع الأكاديميات، لو كنا أمام هذا الخيارين، لكنت محقا في ما قلته، لكن الإشكال في حالتنا أنه كان لنا خيارين من نوع آخر، إما التعاقد أو الارتماء في أحضان البطالة، وأنت في المغرب، وتعرف جيدا مدى شح فرص الشغل، ودناءة ظروف القطاع الخاص، لذا كنا مجبرين على قبول الحل الوحيد، ثم النضال من أجل تجويده

اخر الافلام

.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024