الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحول المصريين من السيرة الهلاليه لفتوات المسلسلات

هاجر محمد أحمد

2021 / 4 / 20
الصحافة والاعلام


كتبت-هاجرمحمدموسى
في أيامناهذه اصبحنانتعجب من صناعة السينما اوالمسلسلات التى تتمحور حول تصدير صورة "البلطجي" "الفتوة" او البطل الهمام الذي يسترد الحقوق وينصف المظلومين ويردع الاعداء بأي وسيلة متاحة له بسبب فقره وصعوبه حياته والتى يرسمها مؤلف العمل الفني ببراعة فيجعل البطل يتيم ويجعل أمه سيدة مظلومه ليؤثرعلى البسطاء وعامة المثقفين وأن كل ماتفعلة تلك القصص يظل منحصرا في تعزيز الميول التى تدفع الناس للإحساس بالتعاطف مع هذا الشخص وبالإيمان بإن الغايه تبرر الوسية وبإن الطرق غير المشروعة هي الحل .
ولكن الجميع تناسى بإن هذه القصه تشبه قصه بطولة أبو زيد الهلالي، الذي أنكر والده "رزق" نسبه واتهم أمه "خضرة" بالزنا وطردها من مضارب القبيلة وابنها لم يتجاوز 7 أيام، فتربيه أمه على الشجاعة و الفروسيه وبإنة يجب ان يسترد حقه من حاكم المدينه "فاضل الزحلاني" الذي لجأت اليه امه ورفض طلبها, حيث تظهر "السيرة الهلالية"ابو زيد رغم طفولتى يخوض صراعا مع بنى عقيل أعداء أهله بنى هلال، حتى يستعين مشرف العقيلي على أبوزيد بعدد من فرسان بنى هلال ومنهم عم أبوزيد الأمير عسقل الذي سأهم في طرد خضرة الشريفة من مضارب الهلالية، ويحارب أبوزيد فرسان الهلالية ويقتل عمه الظالم "عسقل" ويأتي لأمه بحقها بعد أن يعنف أباه "الأمير رزق بن نايل" ويحكم على بنى هلال أن تعود أمه خضرة الشريفة على بساط من حرير تأكيدا لبراءتها.
تلك قصه "أبوزيدالهلالي" والتى يحفظها الكثير من المصريين وتوارثت فالصعيد تزيد عن المليون بيت شعري في بعض الروايات. وهي عمل تتجلى فيه الحكمة الشعبية واعلاء كلمه الحق ولكن تعلق المصريين بها وخاصة فالصعيد اثبت بإن المصري يريد دائما " ايقونة بطل"لاأعلم هل تتشابه تلك الأيقونه مع فكره" المنقذ" المخلص " او السوبرمان" كما قرانا قصه هرقليز وشاهدنا مسلسل "زينه" فالتسعينات لدى الغرب.
نعود للتدرج التاريخي للبطل في اعلام المصريين حيث يعتبر رمز" الفتوة "هو الرمز المتكرر والذي له بريق منذ الأربعينات في السينما والمسلسلات المصريه
وكما يأتى معنى الفتوة في اللغة المصريه من الراجل الشجاع الذي ينصر الحق
فإن ( الفتى)/ الفتيان، بالمعنى النبيل، كما توارتثه الذاكرة العربية- وشعوب أخرى- حكاية وشعرا ونصوصا مختلفة ورد فيها الإسم بصيغ مباشرة ، اوغير مباشرة.(أضاعوني وأي فتى اضاعوا/ وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر/ سيعلم قومي بأني الفتى..الخ

حيث تجسده الأفلام بالشخص القوى ولكنه من اصول فقيرة يأتى بحق الفقراء ,وكما كان فيلم فتوات الحسينية” -أنتج سنة 1954 حيث يعتبر بداية ظهور ايقونه الفتوة في روايات محفوظ التي كانت تتمحور في مجملها حول شخصيات تسعى إلى تأسيس قيم العدل والحرية وانصاف الفقراء صور نجيب محفوظ الفتوة في "الفتوة والحرافيش" بإن الفتوة الحقيقي هو من لايظلم الفقراء .كذلك فيلم "الفتوة "لفريد شوقي والذي تعرض لكل انواع الظلم و الاهانه حتى تمرد وتحول لطاغية وانتقم من الظالمين,
تتدرجت الأفلام عن روايات محفوظ حيث يعتبر فيلم "الشيطان يعظ"فالثمانينات ، وهو بطولة فريد شوقي وعادل أدهم، وتدور أحداثه حول "الديناري" فتوة المنطقة الذى يضم "الحاجري" لأعوانه ويطلب منه البحث عن أجمل فتاة فى المنطقة ليتزوجها".
من محفوظ تحولت السينما لإفلام" السبكي" والذي صور صورة ابطل الشعبي بهيئة البلطجي سائق التوكتوك او الميكروباص الذي يسكن المناطق الشعبيه او بائع الخضار او مغنى الأفراح والذي لابد بإن يمتلك سلاح وأن يكون يتيم ومظلوم وكل اصدقائه يتعاطوا المخدرات وهو مثلهم ولكنه صاحب ضمير هم فقط مسطولين اما هو لا وهو ماشاهدناه في افلام "محمدرمضان" والتى تأتى بأعلى الأيرادات لإن المشاهدين يتتطابقون ولو بنسبه سبعون بالمئة من تلك الأعمال.
وإن صدقنا القول فأن الواقع فامناطق الشعبية لايختلف كثيرا عن أفلام السبكي ولكن للأسف تلك الأفلام كانت بعيده عن التلفاز العائلي ولكن فالسنوات الأخيرة اصبحت المسلسلات والتى تأتى في شهر رمضان المبارك تعرض تلك الأعمال فأصبح يشاهدها الفتيات والأطفال ايمانا من صانعي المحتوى بنشر قيم البلطجه والأدمان والزنا والملاهي اليليه قاموا بتصدير تلك الصور ولو كانت حقيقيه للجميع من اجل الإنتشار مثل ملوك الجدعنة وبنت السلطان والفتوة ومسلسل اخر لاأتذكر الا مشهد متداول لرجلا وسيده فالسرير مع بعض المخدرات.
ولكن هل فكر هؤلاء بإن ذلك المحتوى يؤثر فالأجيال القادمة بإن عملا فنيا ذو قيم قادر على تغير الأفكار والأخلاق فما بالهم بعملا يعرض القبح فيجب عليهم اخفاء القبح عن الأجيال وعن الشعوب المجاورة لإن مصر ليست بلدا للراقصات والمدمنين والبلطجيه يقول سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه"إماتة الباطل بالسكوت عنه" لم يكن سيحدث شيء لو كانت المسلسلات جسدت ماحدث خلال فترة الكورونا للأطباء وهيئة التمريض او ماحدث في مستشفيات العزل ولكننا شعب لايهتم الا "بالفتوات" لعل هذا من شعورهم بالنقص يحاولوا تعويض ذلك بوهم البلطجه؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا زادت الجزائر إنفاقها العسكري بأكثر من 76 في المئة؟


.. لماذا تراجع الإنفاق العسكري المغربي للعام الثاني على التوالي




.. تونس: هل استمرار احتجاز المتهمين بالتآمر على أمن الدولة قانو


.. ليبيا: بعد استقالة باتيلي.. من سيستفيد من الفراغ؟ • فرانس 24




.. بلينكن يبدأ زيارة للصين وملف الدعم العسكري الصيني لروسيا على