الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يموت المعارضون ، ويبقى الدكتاتور

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 4 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


يموت المسنون ، وكذلك الشباب فالموت لا يعرف التفريق بينهم ، لكن يبدو أن جيل الأربعينيات هو الأوفر حظّاً في الموت ، وهنا لا أعني البشر العاديين بل الطبقة السياسية سواء منها الحاكمة، أو المعارضة . أغلب من تعرّض للسجن هم الشيوعيون حيث كان جيل الأربعينيات من السجناء ينتمي للحزب الشيوعي السّوري، وفيما بعد إلى حزب العمل الشيوعي ، وكان نصيب حزب العمل الشيوعي هو أكبر حصّة من الجميع ، كما أن الإخوان المسلمين كان لهم حصة، وكذلك القوميين اليساريين ، و إذا استثنينا الإخوان فإن الجميع يصب في نهر الشيوعية السوفيتية يوم تأسيس تلك الأحزاب .
أعرف من الذين رحلوا عن عالمنا أشخاصاً كثر ، وبعضهم سجن لأكثر من عشرين عاماً، و لم تحتف صفحات التواصل بهم بل كان المرور على ذكرهم هو مرور الكرام ، لكن رحيل المعارض السوري ميشيل كيلو ألهب صفحات التواصل ، وجعل المباراة بين المنصات حيث يتفنّنون في نعيه لدرجة أنّنا أغلقنا صفحات التواصل أمام هذا الابتذال . أنا شخصياً أحترم ميشيل كيلو لأن ماضيه يشبه ماضينا ، وهناك من يقول أنّه رهن نفسه، وهنا أنا لست محام دفاع ، لكن لو لم يدخل تلك المنصات لم يستطع أن يبرز كشخصية كانت عليها إشارات استفهام إلى شخصية وطنية بامتياز ، لقد صعد، ومن يصعد يصعد نجمه ، وهو ذلك الموظف البسيط المتقاعد .
لقد كنت شيوعية ، و أتفهم موضوع النّضال الذي لم يسفر سوى عن السجن لمن يتبناه ، ووصول الدكتاتورية ففي النهاية جميع اليسار العربي كان للاتحاد السوفيتي بصمة في وجوده، وجميعهم حصلوا منه على منح دراسية ، حتى عندما نقول عن شخص أنه ناصري فإننا نعني أنه ينتمي إلى اليسار.
السلطة في الموالاة، أو " المعارضة" هي التي تخلق النّجوم ، وقد لفت نظري بعد التوقف عن بث مسلسل الملك في مصر وهي قصة لنجيب محفوظ أن نجيب محفوظ -حسب التحليلات من متنورين مصريين -كان ابن السلطة ولديه مغالطات تاريخية -عفواً منكم- أعرف ردكم .، لكنّني أقول بأنّنا لم نتغيّر في إسلوب تقديس الفرد ، و إيصاله إلى مرحلة الألوهية ، عندما مات حاتم علي ترحم عليه الجميع ، و أجزموا أن جنازته كانت تسير في دمشق رغماً عن السلطة! ! وكان التباكي سيد الموقف حتى أنّني تذكرت موت باسل الأسد في جميع الأحوال فإن " الفنان الكبير ، المعارض جمال سليمان هو أدرى بالسّر" .
مات ميشيل كيلو، ومات الأطفال ، اغتصبت النساء ، لكنّ هؤلاء ليسوا نجوماً ولا يتم التباري حول تقديم العزاء ، بل يتسلق الجميع على دمائهم .تقديس الأفراد وتسميتهم بالعظماء مرض تاريخي مزمن في وطننا العربي . لا يحق لنا أن نتشفى بالموت ، فهو سوف يطالنا جميعاً، وبنفس الوقت لا يحق لنا أن نقيّم الأشخاص بشكل قطعي، ففي تاريخ ميشيل كيلو كتب، وترجمات سوف تقيمها الأجيال المقبلة، وليس نحن، كما أنّه كما جميع السوريين لجأ إلى الغرب ، وعانى من اللجوء ، لكنه كان نجماً على المحطات ، وكذلك لم يتوقف لحظة عن الكتابة ليعرض وجهة نظره، أي أن حياته كانت غنيّة ، وفي النهاية هو ليس نحن، لكن العجيب في الأمر أن بعض الذين خاصموه عادوا لتقديسه . لا يسعنا إلا أن نقول لترقد أرواح جميع من لم تتلطخ أيديهم بالدم السوري بسلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن