الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة شعرية قصيرة

صفوان الحريرى

2021 / 4 / 21
كتابات ساخرة


تحيا الاميس

منذ اكثر من ربع قرن
كنا نحتسي الخمر في احدى مقاهي باريس
قال صديقي العراقي حمزة
كلنا عرب في عظامنا الخوف يعيش
فهيا نعرى خوفنا لبعضنا
ونقول ما في النفس يجيش
قلت ...قل انت حمزة اولا
فانت مبدع االفكرة وامير السكرة
سكت و ولمحت دمعة في عينيه يخبأها

اخرج من شنطته وريقات عتيقة
وقال كانت هذه اول اشعارى
قلنا ويحك حمزا لا نريد شعرأ
نريد ان نحكي حكايات الخوف المسجونة داخلنا
هز وريقاته فنزفت وقال
هذا شعر من الوطن
وطن خائف مازال فينا يعيش

كنت في الخامسة
كانت مدرستى تسمي روضة وحضانة الياسمين
ورغم الحب واللهو جاء يوم الخوف الحزين
كان مدير مدرستنا الطيب الحنون يبكي
فقد اخبروه الخبر
بعد غد سوف يحضر فخامة الرئيس
ثم رفع حمزة وريقاته
في مساء هذا اليوم حضروا بكل طقوسهم السوداء
احاطوا الحضانة بالعسكر
هربت كل القطط التى كنا نعرفها
كنا نطعمها ونصادقها ونلاعبها
هربت من صوت خطي الاحذية الثقيلة التى تدب
ونعيق اوامر القادة كالسياط في اجواء المكان
فبين القائد والقائد قائد
يتنافسوا بحماس الظربان
في من اعلي في الصياح
في الصباح أحضرونا مبكرا
رصونا كالسبايا والعبيد
فتشونا ثلاثة مرات ومنعوا الكلام
وحرموا علينا الحركة ودخول الحمام
صرخوا فينا... افهموا هذا حدث هام
هذا حدث عظيم ستقابلون الرئيس
ابعدوا المدرسات ....
احضروا بدلا منهن بعض الموميسات
وراقصات تحت التدريب
ملصوقة على وجهن البسمات ويمضغن الكلمات الجوفاء
فتشوا الجدران وداروا بالكلاب تشم المكان
بعد سويعات القلق جاء الخبر
اقترب موكب الرئيس
في السماء كانت طائرات للمراقبة
على الاسطح كان هناك رجال للمراقبة
على الارصفة كان العسكر متخشبين مرصوصين
بين الاعمدة بنظرات ميته
يحملون بنادق شرفية ليس بها رصاص
منعوا مرور المارة واختبئت حتى الصراصير
وصل موكب الرئيس
قفز من السيارات رجال حرس الرئيس
ارتعش رجال الامن الذين كانوا يستأسدون علينا
منذ قليل وتخشبوا
حين لمحوا حرس الرئيس
والموميسات اللائي احضروهن كبدائل للمدرسات لاسباب ا منية
لصقن بسرعة بسمات اوسع وتمارحن كالمدهوشات
لكن الاطفال سرقوا ببراعة المشهد
صففوا طويلا ولوحوا بالزهور
لكن ما ان اقترب الرئيس
حتى صاحوا يحيا الاميس ..يحيا الاميس
ارتعب الرئيس
لكنه اقترب من الاطفال بحنكة الاب الامام
وقال لهم ومن الاميس ؟
قالوا نصفه امير... ونصف رئيس
فيكون اسمه الاميس ...انت الاميس
ضحك الرئيس
فتنفس الحشد الرسمي الصعداء
اقترب الرئيس من طفل جميل
كل ما فيه مشذب نظيف
داعب بيده الغليظة وجنه الطفل
فجفل وارتعد
وتلجلج في فمه الكلام
فقال له متقاربا ....اتعرف من انا
انت فخامة الاميس
انت من تركب الشعارات
وتركبنا نحن المراجيح
في الصباح تفتتح المشاريع
وفي المساء لا تمل حفالات المديح
انت من تملك القصور والذهب كامير
وانت من ينتخبوك بالصندوق كرئيس
انت الاميس
ونحن الرعايا نحن المتاعيس
قال مؤامرة مؤامرة
اقبضوا على كل اولياء الامور
وكل المدرسات
واسحبوا كل الحلوى الموزعة والهديا من الاطفال
وفي صباح يوما اخر
حضر ضابط كبير واجتمع بنا
قال ما اكثر شئ تحبوه في هذه الحضانة
قلنا له القطط
فأمر القوات بالقبض على كل القطط
وامر بذبحها امامنا
صرخ طفل في هستريا ليه ..ليه
قال حتى تتعلموا الادب في حضرة الاميس
نطقها وحسب انه قال الرئيس
فتلوه في اليوم التالي
فكل شئ في بلادنا مسجل من اجل فخامة الاميس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني


.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق




.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع


.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر




.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته