الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة نكراء تفاقمت في تونس.. ظاهرة التخلّي عن الأطفال الرضّع.. القانون يجرّم والشرع يحرّم (من يوقف هذا..النزيف..؟! (بحث)

محمد المحسن
كاتب

2021 / 4 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


ظاهرة نكراء تفاقمت في تونس.. ظاهرة التخلّي عن الأطفال الرضّع.. القانون يجرّم والشرع يحرّم
(من يوقف هذا..النزيف..؟! (بحث)



كثرت في الآونة الأخيرة بتونس ظاهرة إلقاء الأطفال حديثي الولادة بالشوارع وبصناديق القمامة في تصرف ضد طبيعة مخلوقات الله، فالحيوانات برغم قسوة الحياة التي تعيشها في الغابة لا تتخلى عن صغارها حتى الموت.
لكن بعض الأمهات تتجرد من جميع مشاعر الإنسانية والرحمة،ربما يكون خوفا من الفضيحة فتلقي بطفلها في صندوق قمامة أو بجوار مسجد أو مستشفى ليصبح مصيره الموت أو ضائعا في الشارع.
أطفال الشوارع خطر قادم يهدد أمن المجتمع والانسانية وظاهرة رمي الأطفال الرضع في صناديق الزبالة ومداخل العمارات من أكبر المشاكل التي يواجهها المجتمع وهي ظاهرة قد تعود لاضطراب في القيم واهتزاز في المفاهيم و تعود أيضا الي غياب الوازع الديني وعدم التمسك بقيم الاسلامية وضعف التربية وعدم الإحساس والشعور بالمسؤولية وضعف الروابط والثبات وموت القلوب وقسوتها حيث أصبحت القلوب في عصرنا الحديث الا مارحم ربي كالحجارة او أشد قسوة وان كان من الحجارة مايلين.
إن رمي الأطفال الرضع في صناديق الزبالة ومداخل العمارات من اكبر المخالفات الشرعية وهي جريمة لاتغتفر في حق النفس البشرية وحق المجتمع ومن العادات الجاهلية وقد حرم الاسلام ذلك حينما كان المجتمع يعج بالفساد قديما وخاصة في الجاهلية لما كانوا يوؤدون البنات وقدنهانا الاسلام عن ذلك فما بالك بالطفل الرضيع الذي يلقى في الشارع وليس له ذنب.
وقد تعود هذه الظاهرة الي انتشار الزنا والخوف من الفضيحة او ضعف مالي او هروب الأب من المسؤلية والأمانة المصاريف او تفشي الطلاق او الخلافات الزوجية والأسرية المعلقة بدون حل او انتهائها ولاشك أن الاسلام يحرم ذلك ويامرنا ان نحافظ علي الذرية والنسل من الاختلاط ومن الضياع فقال تعالي موضحا قيمة الاولاد وأنهم زينة المجتمع وداعي الفخر.(المال والبنون زينة الحياة الدنيا… )وقوله صلي الله عليه وسلم عن التربية الحسنة والطيبة للولد وان ينفع أباه وأمه بعد موتهما او ولد صالح يدعو له وبين الاسلام ان من يحسن تربية اولاده يكون ذلك كالجهاد في سبيل الله فقال الرسول الكريم الساعي علي الارملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله.
وعليه فإن الاسلام كفل رعاية الرضيع كروح وجس إنساني لان رمي الأطفال بهذه الطريقة مهانة في الإنسانية جمعاء وامتهانا لحقوق الأطفال قانونيا ودينيا وقهر للمجتمع وناقوس خطر يعد كيان البشرية وضياع لكل القيم والروابط الأسرية إضافة الي انها جريمة لاتغتفر تبدأ وتانيب بضمير الإنسان الذي يعيش علي ظهر هذه الحياة وهو في الأصل يعد في تعداد الموتي جراء ما حدث منه في حق الأطفال الرضع وأنه خان الأمانة ولم يؤدي الرسالة التي كلف بها من قبل السماءفليحذر هذا الخطر أطفال الشوارع القتلي اوأطفال الملجأ الذين يتربون بعيدا عن أسرهم وبهذا الشكل نصدر للمجتمع مشاكل تدمع لها القلوب علي مر الأزمنة والعصور وهو ما يحتاج الي تكاتف مؤسسات الدولة للتوعية واعمال دور المسجد ودور الشباب والثقافة والاعلام بانواعه والله اسأل ان يرد الناس الي الحق والعدل ودينه المستقيم وأن يجنبنا الخطأ ويشرفنا الي الحق.
على سبيل الخاتمة:
تعتبر غريزة الأمومة من أقوى الغرائز لدى المرأة السوية وهي تظهر لديها فى الطفولة المبكرة حين تحتضن عروستها وتعتنى بها، وتكبر معها هذه الغريزة وتكون أقوى من غريزة الجنس، فكثير من الفتيات يتزوجن فقط من أجل أن يصبحن أمهات ودائماً لديهن حلم أن يكون لهن طفل أو طفلة يعتنين به. ولولا هذه الغريزة القوية لعزفت معظم النساء عن الزواج والحمل والولادة. ولا يمكن الحديث عن المرأة في صحتها ومرضها دون الحديث عن الأمومة، فهي من أقوى خصائصها ووظائفها منحها الله إياها لتعمر بها الحياة، والأم في اللغة هي أصل الشيء، وهى الوالدة، وهي الشيء يتبعه فروع له. أما في التعريف الاصطلاحي، فإن الأمومة هي علاقة بيولوجية ونفسية بين امرأة ومن تنجبهم وترعاهم من الأبناء والبنات. والأمومة، يقول الدكتور محمد.س استشاري الطب النفسي: هي نظام تعلو فيه مكانة الأم على مكانة الأب، وهذا هو التعريف للأمومة الكاملة التى تحمل وتلد وترضع (علاقة بيولوجية) وتحب وتتعلق وترعى (علاقة نفسية). وهذا لا ينفي أنواعاً أخرى من الأمومة الأقل اكتمالاً كأن تلد المرأة طفلاً ولا تربيه بل تتركه لأي سبب من الأسباب فتصبح في هذه الحالة أمومة بيولوجية فقط، أو تربي المرأة طفلاً لم تلده فتصبح أمومة نفسية فقط”.
إن ملامسة موضوع من قبيل رمي الأطفال في حاويات القمامة يفتح الباب على مصراعيه لمقاربات مترامية الأطراف، ولن يكون هذا التناول سوى نقطة في واد، وإلا فإن المقام الذي يتسع لهذا الموضوع مقام أرحب من مقال حاول ملامسة قضية تتطاير شظاياها لتسع كل مكونات المجتمع وتؤثر فيها ولو بالنزر اليسير، فهذه قطرة البداية التي تفتح الشهية للمهتمين بالموضوع ليدلي كل واحد بدلوه،من أجل صيانة كيان الأسرة وبالتالي صيانة المجتمع الذي يتعرض للنخر من كل زاوية.
ختاما أقول :
إنطلاقا مما سبق يمكن إستنتاج أن "ظاهرة الأطفال المتخلى عنهم وأطفال الشوارع هي ظاهرة جد خطيرة نظرا للمشاكل الوخيمة التي تطرحها سواء على هذه الفئة من أطفالنا نفسها أو على المجتمع ككل خاصة وأن الظاهرة هي في تزايد مستمر كما تشير إلى ذلك الإحصائيات،لذا وجب حماية هذه الفئة وضمان تمتعها بالحقوق المقررة للأطفال الواردة في الاتفاقيات الأممية ذات الصلة وكذا في دساتير الدول وقوانينها الوطنية،كما يجب اعتماد سياسات واستراتيجيات فعالة من أجل تنزيل هذه القوانين على أرض الواقع،دون أن ننسى ضرورة خلق وعي مجتمعي إزاء الظاهرة الشيء الذي سيمكننا من حصر هذه الأخيرة والتقليل من آثارها السلبية.."
على هذا الأساس تعتبر ظاهرة رمي الأطفال محرمة شرعا بنص الكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة،مهما كانت الأسباب،والتي أرجعها-في تقديري- إلى العلاقات غير الشرعية خارج مؤسسات الزواج،خوفا من الفضيحة والعار،خاصة أن المجتمع لا يرحم.
وهنا أشير إلى أن هناك فئة قليلة من الناس من يتخلصون من الأطفال خشية الإملاق، وهذا -الفعل المشين-يتنافى مع التكريم الإلهي للإنسان حيا أو ميتا،وأستشهد بقوله تعالى: “ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم” سورة الأنعام الآية 151.
وعليه،أقترح بعض الحلول للحد من الظاهرة؛ كتيسير الزواج للشباب والاهتمام بالصحة النفسية والتوعية والتحسيس عبر المؤسسات التربوية،انطلاقا من الأسرة مرورا بالمدرسة والمسجد وصولا إلى الإعلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشكل طريف فهد يفشل في معرفة مثل مصري ????


.. إسرائيل وإيران.. الضربات كشفت حقيقة قدرات الجيشين




.. سيناريو يوم القيامة النووي.. بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم


.. المدفعية الإسرائيلية تطلق قذائف من الجليل الأعلى على محيط بل




.. كتائب القسام تستهدف جرافة عسكرية بقذيفة -الياسين 105- وسط قط