الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-كل ما تتزنق اقلع-! -كعب اخيل- نظرية -الاعتراف بالسد، مقابل الاعتراف الافريقى-!

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2021 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


الاستاذ عبد الناصر سلامه الكاتب الصحفى، ورئيس تحرير الاهرام الاسبق، يعتقد كما كثيرين، ان كارثة سد النهضة ومركزها، توقيع السيسى على ثيقة مارس 2015، كانت بسبب رغبة نظام 3/7/2013، فى استعادة عضوية مصر فى الاتحاد الافريقى، الذى كان قد تم تجميدها بسبب عزل نظام 3/7، للرئيس المنتخب محمد مرسى.(1)

قبل اى شئ .. لا مصر ولا الدول العربية، ولا جامعة الدول العربية، ولا اثيوبيا ولا الدول الافريقية، ولا الاتحاد الافريقى، يمكن لها ان تحدد السياسات الدولية فى افريقيا، على اعتبار ان سد النهضة، هو مشروع سياسى فى المقام الاول.

دعونا فى البداية، نمر سريعاً على الامور التى من المفترض انها فى حكم المعلوم المتفق عليه، ثم ننتقل بعدها، الى جملة من نقاط الخلاف فى مقال سلامة، كنموذج مكتمل لوجهة نظر منتشره بين كثير من النخب المصرية، وفى نفس الوقت، تعتمد على عدد من التفسيرات المغلوطة، التى تسير بها فى الطريق الى "كعب اخيل" نظرية "الاعتراف بالسد، مقابل الاعتراف الافريقى"!.

من المعلوم ان، افريقيا كلها مازالت محتلة، وانتقلت الى امريكا الكثير ممن كان فى يد دول استعمار ما قبل الحرب العالمية الثانية، فليس من الواقعى فى شئ، التعامل مع الاتحاد الافريقى باعتباره مستقل، حر الارادة، خاصة فيما يتعلق بالسياسات الدولية بشأن القارة الافريقية.

من المعلوم ان، البنك الدولى، والولايات المتحدة، هى المساهم الاعظم فيه، هو المسئول عن كل السدود الكبيرة فى العالم، باعتبار ان السد "ماء/طاقة"، هو جوهر حياة الشعوب، لذا تعتبر السدود من اكثر الادوات فاعلية فى ايدى المهيمنين على المجتمع الدولى، كاداة فعالة فى اخضاع الارادات السياسية، للدول التى تقع على مجرى النهر، بعد السد.

من المعلوم ان، مشروع سد النهضة، وكذا السدود الملحقة به، تم عمل دراساتها ومخططاتها، بواسطة مكتب الولايات المتحدة لاستصلاح الاراضى، احدى إدارات الخارجية الأمريكية، من خلال عملية مسح للنيل الأزرق أجريت بين عامي 1956 و1964، دون الرجوع إلى مصر، كما تشترط اتفاقية 1929.

من المعلوم ان، عملية تجهيز اثيوبيا وتقويتها، كما تم تجهيز ضابط المخابرات ابى احمد فى واشنطن، يتم تجهيزها، كقائد اقليمى ميدانى يمينى قوى، للمشروع الامريكى لمجابهة التغلغل الصينى فى افريقيا، مشروع القرن الافريقى الكبير "افريكان"، وهو المعادل الجيوسياسى للمشروع الامريكى فى الشرق الاوسط، الكبير الجديد، وجرى ويجرى تجهيز وتقوية اسرائيل، بالارض والغاز والماء واستمرار التفوق العسكرى .. الخ، كقائد اقليمى ميدانى يمينى قوى، كحاجز دفاعى امام اى محاولة لصحوة اى اطماع تمدد للعدو التاريخى للولايات المتحدة، روسيا، ومن المفهوم طبعاً، ان المشروعان، الافريقى والشرق الاوسطى، هما جزء من المشروع الكبير لليمين العالمى الحاكم، بقيادة امريكية، فى عولمة العالم، لتحقيق اهداف اقتصادية واستراتيجية.

من المعلوم ان، نظام يوليو كلما فقد جزء من باقيا شرعية 52، يقدم تنازلات لليمين العالمى الحاكم، حدث ذلك فى محطات عديده، ابرزها فى القرن الماضى، محطة 1967، الاعتراف باسرائيل بقبول مبادرة روجرز والقرار 242، وبعدها فى "ثغرة" 1973، بطرد الخبراء الروس، و99% فى يد امريكا، ثم الانفتاح الاقتصادى .. وبعكس ما يعتقد الكثير، بان التنازلات تقدم فى اعقاب ظهور الحدث الرئيسى على خشبة المسرح "مسرح الحياة"، الا انه فى الحقيقة، ان كثير من هذه التنازلات يكون قد تم الاتفاق عليها، او اتخذت خطوات واقعية تسيرفى اتجاه هذه التنازلات، دون ان تفضحها، ان التنازلات السابقة، بهذا المعنى، تعتبر ممهد للحدث الرئيسى، كما هى نتيجة له فى آن.

من المعلوم ان، زلزال 25 يناير 2011، كان بمثابة اعلان طلاق، "فسخ العقد الاجتماعى"، بين الشعب المصرى وسلطة يوليو، التى فشلت على مدى سته عقود فى تحقيق اياً من مبررات وجودها، عندها ادركت النسخة الاحدث من سلطة يوليو الممتدة، نسخة 3/7، انها قد فقدت البقية الباقية من شرعية يوليو 52، التى فقدت الكثير فى الطريق، حتى حصلت على دفعة فى اعقاب حرب اكتوبر 73، والتى اخذت تستهلكها، حتى وصلت الى ما يلامس الصفر فى 25 يناير 2011، عندها ادركت السلطة، انه قد ان اوان "الجهاد الاعظم"، جهاد النفس، ليس فى اتجاه تقديم التنازلات للشعب الذى اعلن القطيعة معها، وانما فى الاتجاه المعاكس، فى اتجاه تقديم المزيد من التنازلات للقوى العالمية الحاكمة، فاخذت تقدم التنازلات المتسارعة، فى كل اتجاه، تحت رعب "فوبيا" زلزال 25 يناير .. فكان، تغيير العقيدة القتالية من عقيدة العدو الخارجى، الى عقيدة الحرب على الارهاب، صفقة القرن/ الوطن البديل/ شمال سيناء، غاز شرق المتوسط، سد النهضة، السحارات/ ترعة السلام، تيران وصنافير/ تحول ممر تيران، الى ممر دولى، الغاء الدعم وتعويم الجنيه، رفع يد الدولة عن السوق، استهلاكا وتملكاً، شركات قطاع الاعمال، حتى شركات الجيش "عرق الجيش" ..الخ.
يتبع





المصادر:
(1) "الحقيقة الغائبة في أزمة السد الإثيوبي"، عبد الناصر سلامه، الشروق.
http://elsharqtv.org/76200/?fbclid=IwAR0FUrpaZsezN_6TFnnGIdQfFO2hi3vIJ_YDFRrQZqiHXbswrCyLHs4npXM








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير من الحرس الثوري الإيراني في حال هاجمت اسرائيل مراكزها


.. الاعتراف بفلسطين كدولة... ما المزايا، وهل سيرى النور؟




.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟


.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟




.. طهران تواصل حملتها الدعائية والتحريضية ضد عمّان..هل بات الأر