الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكى لا نجعل السلام حافزا لمجرمى الحرب

محمد مهاجر

2021 / 4 / 23
الارهاب, الحرب والسلام


-
لقد شهد السودان أطول حرب أهلية في افريقيا والسبب هو تقاعس الحكومات المختلفة عن إرساء وتثبيت السلام الدائم, ولكأن قادة بلادنا يريدون للحرب ان تستمر. وقد استمرت حرب الجنوب منذ عام 1955 الى عام 1972 ثم اندلع القتال مجددا في عام 1983 واستمر الى عام 2005, وفى خلال فترة الحرب الأخيرة توسع القتال ليشمل كل السودان ما عدا الوسط والشمال. والسؤال الذى يطرح نفسه هو لماذا تعاود بلادنا الحرب؟

ان احد التدابير الصارمة لانهاء الحروب هي الامتناع, وبشكل قاطع, عن تقديم حوافز لامراء الحرب نظير قبولهم بوقف القتال. ولان الحرب تقترن دائما بتجاوزات كثيرة يكون معظم ضحاياها من الأبرياء خاصة المدنيين, فان افلات الجناة من العقاب سيشجعهم على تكرار اقتراف جرائمهم. فعوضا عن ان تكون الحرب عند البعض تكتيكا من اجل الضغط لنيل الحقوق او لرد العدوان, تصبح عندهم خيارا استراتيجيا. هؤلاء هم مجرمى الحرب وتجارها.

لقد خلق نظام الدكتاتور السابق عمر البشير امراء حرب اصبحوا يمتلكون الشركات والاستثمارات العابرة للقارات والمناجم والبنوك والمزارع وغيرها, وفوق ذلك صنع لهم مكانة اجتماعية مزيفة ووهبهم الرتب العسكرية التي يكدح في سبيلها المجنديين من الجيش السودانى سنينا عددا وأخيرا لا ينال رتبة الضابط منهم الا من اكمل تعليمه وتدريبه في الكلية الحربية. لقد ضرب البشير بالدستور والقانون والنظم واللوائح عرض الحائط فترك وضعا مختلا في القوات المسلحة حتى أصبحت الميليشيات التي صنعها تمتلك أجهزة موازية لأجهزة الجيش.

ان الامتناع عن تقديم حوافز لامراء الحرب بحد ذاته لا يكفى لاقامة سلام دائم, فعلى الجانب الاخر هنالك ضحايا يجب ان ينصفوا. وأول مراحل الانصاف هي المحاكمات العادلة, وهى ليست للانتقام او التشفى. والتعويض واجب على الرغم من استحالة تعويض الارامل والاقارب واليتامى باب يحل محل الاب الذى قتل, لكنها مساهمة من الدولة والمجتمع في جبر الضرر الذى حاق بهم. ويستتبع ذلك باتعويض عن الاضرار التي حدثت وارجاع القرى والمدن التي دمرتها الحرب الى وضع السلم والامن. وكل هذه التدابير يجب ان تحدث في ظل دستور وقوانين خالية من الثغرات التي يمكن ان تقود من جديد الى وضع الحرب.

ان احد الضمانات لبناء واستتباب السلام الدائم هي تشرك في عملية السلام المنظمات الدولية مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الامن ومجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية والهلال والصليب الأحمر والاتحادين الاوربى والافريقى. ان اشراك هذه المنظمات يعطى ضمانات إضافية ويقدم دعما ماديا ومعنويا لعملية السلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئاسيات موريتانيا: ما هي حظوظ الرئيس في الفوز بولاية ثانية؟


.. ليبيا: خطوة إلى الوراء بعد اجتماع تونس الثلاثي المغاربي؟




.. تونس: ما دواعي قرار منع تغطية قضية أمن الدولة؟


.. بيرام الداه اعبيد: ترشّح الغزواني لرئاسيات موريتانيا -ترشّح




.. بعد هدوء استمر لأيام.. الحوثيون يعودون لاستهداف خطوط الملاحة