الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصاروخ من المعتدى عليهم إلى المعتدين عليهم

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2021 / 4 / 23
مواضيع وابحاث سياسية





تتناقل وسائل الإعلام ، هذه الأيام ، أخبارا تفيد عن انفجار صاروخ في جنوب فلسطين غير بعيد عن مفاعل نووي عسكري بناه الإسرائيليون و بعض الدول الغربية في سنوات 1960 لجعل الرؤوس النووية المحور الأساس لإستراتيجية عسكرية إسرائيلية قائمة على مبدأ خلاصته أن إسرائيل تَضْرب و لا تُضْرَب ْ. أو بكلام أوضح الهادفة إلى نزع سلاح جيوش الدول المجاورة لفلسطين انسجاما مع المشروع الإستعماري الأصلي الذي تولّدت عنه دولة أسرائيل نفسها .

من البديهي أننا الآن ، أمام معطى جديد في موضوع صراع الشعوب المنكوبة ضد الإستعمار الغربي ممثلا بالإستعمار الإستيطاني الإسرائيلي . بتعبير آخر ، أغلب الظن ان الترسانة العسكرية الملأى بالرؤوس النووية لم تعد كافية لضمان تمادي اسرائيل في تشريد الناس في البلدان المجاورة و في تهديم عمرانها . فانفجار صاروخ بالقرب من المركز العصبي النووي الأسرائيلي هو برهان على أن إعطابه ممكن ، و بالتالي ما يزال اختيار اسقاط الهيكل " علي و على أعدائي " من الخيارات المتاحة امام المعذبين في الأرض المتضررين من المشروع الاستعماري الإستيطاني الإسرائيلي.

و لا شك في أن هذه المسألة تحديدا ، تبطن دلالة على متغيرات جذرية على مستوى القيادة التي أرسلت التحذير بإن " اسقاط الهيكل " على رؤوس الجميع ، و من ضمنهم المستعمرين ، إحتمالية واردة ، إذا " كان لا بد من الموت بد " . الأمر الذي يعني أن حروب التدمير و التقتيل التي تشنها الدول الغربية الكبرى إلى جانب إسرائيل منذ خمسين سنة تقريبا ، على دول المنطقة ، و لّدت في نهاية المطاف عقلية قيادية جديدة ، بدل تلك التي اعتمدت بعد حرب 1973 ، على سياسة الإنتظار و الصبر و المساومة و تقديم التنازلات وصولا إلى توظيف الوكلاء و العملاء و المفسدين و المنحطين أخلاقيا ، لعل إظهار الضعف يحد من الغلواء و الجشع و من التوحش لدى المستعمرين في الغرب ، الذين يبدو أنهم في " حالة نقص " لحروب الإبادة و الإقصاء بين الفينة و الفينة ، و لكن هذا كله كان دون جدوى ، بل على العكس زاد القيادة الصهيونية شراسة.

أعتقد أن التحول في عقلية قيادة الشعوب المقهورة و المستهدفة كان متوقعا في المدى المنظور ، و لكن السؤال هو عما تفهمه القيادة الاسرائيلية من التهديد بتدمير المفاعل النووي العسكري ، و ما هي الحلول التي سوف يتفتق عنها ذهنها ؟

من البديهي أن اسرائيل ، و ما تمثل في المشروع الإستعماري الغربي ، تستطيع أن تنقل المفاعل النووي العسكري أو تخبئه في مكان غير ظاهر ، و لكن الإشكال في هذه المسألة ليس في المفاعل و مكانه و أنما هوفي المتغيرات و الخيارات التي صارت متوفرة لدى المعتدى عليهم . والأهم في هذا الأمر هو أن هذه الخيارات ،بعد حروب سنوات الخمسين الماضية ، تثبت بان الإبادة الجماعية والتطهير العرقي يشكلان في هذا الزمان ، أخطارا وجودية على الجميع ، و بأن شروط حل القضية الفلسطينية باتت معروفة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بمشاركة بلينكن..محادثات عربية -غربية حول غزة في الرياض


.. لبنان - إسرائيل: تصعيد بلا حدود؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أوروبا: لماذا ينزل ماكرون إلى الحلبة من جديد؟ • فرانس 24 / F


.. شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف




.. البحر الأحمر يشتعل مجدداً.. فهل يضرب الحوثيون قاعدة أميركا ف