الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغيير الديمغرافي ، من حوارنا مع د. أسلم الشمري - الحلقة الثامنة – من توثيق جرائم الحرب - في بؤرة ضوء

فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)

2021 / 4 / 23
مقابلات و حوارات


التغيير الديموغرافي يكون مصحوبًا برغبة جهة ما حكومية غالبًا و بشكل ممنهج ومخطّط مسبقًا له مباشر أو مبطن لسكان منطقة ما على النزوح من مناطقهم ، وتتم الإجراءات بآليات مختلفة سواءً خدمية أو سياسية أو إقتصادية أو غيرها التي من شأنها التضييق على سكان تلك المنطقة بالقدر الذي يكفل نزوحهم إلى أماكن أخرى .
أو أن تتمثل بممارسات تنفّذها المليشيات أو القوات الحكومية أو مجموعات متعصّبة مذهبيًا، بهدف إخلاء أرض معينة من ناسها و إحلال مجاميع سكانية أخرى عوضًا عنها كما حدث في الثرثار، أو ما يمكن تسميته بالتهجير الجماعي قسرًا و قهرًا دون أي سند قانوني.
إذن ابحثوا عن وجوه التغيير الديموغرافي؛ ستعرفون إلى أي الجهات تنتمي سياسيًا وكم لديها من الأدوات العسكرية، والخطط المبينة لتبديل التركيبـة السـكانية في اللطيفية وجرف الصخر، وحزام بغداد معتمدة على مختلف الأساليب لإكراهم على الهرب وترك مساكنهم وأراضيهم،لتستولي عليها فئة لها عرق أو دين أو مذهب مختلف.

يجيبنا د. أسلم الشمري المستشار القانوني في مركز توثيق جرائم الحرب، على سؤالنا أدناه.

8. التغيير الديمغرافي أين تضعونه في إطار توثيقكم لجرائم الحرب، وماهي الضوابط القانونية والإنسانية التي تجدون أنها دالة على تلك الجرائم وإدانتها؟

عمل الاحتلال الأمريكي على تغيير ديموغرافية العراق وذلك لرسم خارطة جديدة في الشرق الأوسط والتي تعرف بالشرق الأوسط الجديد القائم على تقسيم الدول إلى دويلات، وتقسيم العراق إلى شيعي وسني وكوردي، وهذا المخطط عملت عليه الحكومات المتعاقبة والميليشيات خاصة بعد تفجير المرقدين في سامراء والتي تعد نقطة تحول في المشهد العراقي الداخلي على جميع الأصعدة، واعتمد في عملية التغيير الديموغرافي الصبغة الطائفية والإثنية والعرقية فقامت الميليشيات بمحاربة المكونات الصغيرة في كل محافظة وفي كل منطقة وعمدت على تهجيرهم بالقوة، ومن أكثر المحافظات التي شهدت ولا تزال تشهد تغييرات ديمغرافية: نينوى وديالى وكركوك، وحزام بغداد التي تتكون من قوميات وطوائف متعددة.
وأخيرا ما حدث في مناطق اللطيفة حيث قامت الحكومة بإنذار سكان المنطقة باخلائها تمهيدًا للاستيلاء عليها بدون سند قانوني وتسليمها لوزارة الدفاع وتحويلها من زراعية إلى سكنية، وأكدت منظمة حقوقية أن هذا الاستيلاء هو عملية تغيير ديموغرافي جاء رغبة من مسؤول في حكومة الكاظمي في تحويل هذه المنطقة الزراعية بعد تهجير أهلها إلى منطقة سكنية غير معروف أصحابها.
ولاتزال هناك عمليات مستمرة في حزام بغداد وفي ديالى وفي الموصل وبابل تتم خلالها انتهاكات صارخة في الاعتقال والتهجير وتجريف البساتين تحت غطاء مطاردة فلول داعش، أما محافظتا نينـوى وكركـوك فتعيشان وضعًـا مختلفًـا إلى حد كبير، حيث يقل الاحتكاك الطائفي لقلة الشيعة فيهما، إلا أن المكون المسيحي والصابئي أيضا تعمل عليها الحكومة والميليشيات من أجل تهجيرهم.
إن هذا التغيير بالغ الخطورة لأنه يهدف إلى زرع الفتنة الطائفية والكراهية بين مكونات المجتمع العراقي، والحقيقة أن ما حصل هو كارثة اجتماعية وإنسانية خطيرة لا يمكن إصلاحها بوقت قصير، وتحتاج إلى جهد كبير في وقت هذه العمليات ولا سيما بتطبيق القانون وإبعاد الميليشيات من المشهد وتجريم ما قامت به من عمليات تغيير ديموغرافي، وإرجاع المدنيين إلى بيوتهم وأماكنهم وتعويضهم عما فقدوه وخسروه من بيوت وأراضي.
مع هذه التحديات وفشل السلطة والأحزاب السياسية في ضمان التعايش السلمي، فإن الأمر منوط بمنظمات المجتمع المدني والفعاليات الاجتماعية لتعزيز السلم والأمن المجتمعي، هذا الحراك ينبغي أن لا يستبعد أحدًا ممن يدركون الخطر الذي يواجه العراق وشعبه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير من الحرس الثوري الإيراني في حال هاجمت اسرائيل مراكزها


.. الاعتراف بفلسطين كدولة... ما المزايا، وهل سيرى النور؟




.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟


.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟




.. طهران تواصل حملتها الدعائية والتحريضية ضد عمّان..هل بات الأر