الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحالف الفارسي الٍاسرائيلي حقيقة ... أم وَهم ..؟ ( 1 )

آدم الحسن

2021 / 4 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


بعض المحللين و بسبب سيطرة نظرية المؤامرة على اسلوب تفكيرهم أو بسبب قصور في قدرتهم على التحليل الموضوعي و ما يعانوه من نقص في المعطيات التي يعتمدونها في التحليل و بالتالي يقودهم كل ذلك الى الوصول الى نتائج لا علاقة لها بالواقع و تطوره , هذه الأمور و غيرها تجعل هؤلاء المحللين يتخيلون وجود تحالف استراتيجي مستمر عبر التاريخ بين الفرس و اليهود و تحديدا الصهاينة منهم , و هذا التحالف يكون معلن في فترات تاريخية معينة و سري غير معلن في فترات أخرى و المستهدف في هذا التحالف هو الإسلام العروبي أو العروبة بلباسها الإسلامي .

و خلال القرنين أو الثلاثة الأخيرة صار هذا التحالف مدعوما بشكل اكثر كثافة و وضوح من قبل الغرب المسيحي و بالتالي يتوصلون الى نظرية غريبة مفادها وجود ثالوث فارسي متشيع - يهودي متصهين - غرب مسيحي يميني , يحيك هذا الثالوث المؤامرة المستمرة التي تهدف الى تدمير العروبة و الإسلام .

هذه المؤامرة عند البعض من هؤلاء المحللين لا يعتبرونها نظرية و إنما حقائق تاريخية تمتد اصولها الى ما ورد في التورات (العهد القديم ) الذي يتحدث عن حب اليهود ابناء اسرائيل للملك الفارسي كورش الذي يمجدونه و يصفونه بالمخلص و بالملك العظيم الذي انقذ اسراهم من السبي البابلي و ساعدهم في اعادة بناء الهيكل في اورشليم .

أي أن هذه المؤامرة عمرها هو الأطول من بين كل المؤامرات في التاريخ البشري , فمنذ بضعة قرون قبل الميلاد ليومنا هذا مرورا بعدة محطات رئيسية منها اغتيال الخليفة الثاني عمر ابن الخطاب على يد أبو لؤلؤة نصرة للإرادة المجوسية الى الثورة الفارسية الخمينية التي قامت بمساعدة الغرب المسيحي و على رأسهم امريكا ليس لإزاحة الشاه من على عرشه و انما لغرض ارتداء الأطماع الفارسية للعمامة السوداء المتشيعة كي تكون وسيلة اقوى و اكثر فاعلية في مد اذرع الأخطبوط الفارسي لتلتقي مع اذرع الأخطبوط الإسرائيلي في العراق بلاد ما بين النهرين و هم يفترضون أنه بدون هذا التلاقي بين هذين الأخطبوطين الحليفين و بدعم من حليفهم الثالث المتمثل بالغرب المسيحي لن يتحقق الحلم الصهيوني القديم ( من النيل الى الفرات ) .

هذه المؤامرة تقول أنه يجب أن لا تعود بابل الى مجدها من جديد و أن لا يسمحوا , كما تقول التورات في عهدها القديم , ببقاء حجر على حجر في بابل , يجب أن تبقى بابل مهدمة , انقاض , لا تقوم لها قائمة , و المقصود ببابل هنا هو العراق فالخطر الحقيقي الذي يهدد الحلم الصهيوني حسب هذه النظرية هو العراق , فعبر التاريخ كان العراق دائما هو العدو الأكبر على الحلم الصهيوني في اعادة بناء الهيكل الذي من خلاله سيتمكون من السيطرة على العالم من اقصاه الى اقصاء .

و لأن الغرب المسيحي , حسب هذه النظرية , يسير خلف اليهود ظهرت الماسونية التي تشكل الملتقى الفكري و الثقافي للعناصر الأساسية الثلاث لهذه المؤامرة المتمثلة باليمين المسيحي المتصهين و الصهيونية اليهودية و التشيع الفارسي الصفوي .

من يسيطر على العراق يسيطر على الشرق الوسط و من يسيطر على الشرق الوسط يسيطر على العالم , هذا تعبير آخر لهذه النظرية الذي يحاول اصحابها جعلها نظرية متكاملة الأركان .

و دفاعا عن العروبة و الإسلام ظهر الحجاج ابن يوسف الثقفي ليحكم العراق بقطع رؤوس قد اينعت في ذلك الوقت و حان قطافها و كان الحجاج فعلا لها و قطع كل الرقاب التي امتدت و حاولت صعود المد المجوسي اليهودي للسيطرة على العراق .

الصراع بين الإسلام العروبي و الصهيونية بشكلها القديم و الحديث استمر عبر التاريخ و ظهر بطرق مختلفة , و احدى هذه الطرق هو ظهور القائد صدام حسين ليقود الحلم العربي الإسلامي في مواجهة الحلم الصهيوني فجاءت جيوش الغرب المسيحي بمباركة و إسناد التشيع الفارسي الصفوي لأسقاط النظام الصدامي الذي كان يشكل الخطر الأكبر على إسرائيل و على المشروع الصهيوني , هذا النظام الذي اطلق عدد من صواريخه ارض - ارض على اسرائيل و كانت كل النتائج لهذا القصف إصابة امرأة عجوز اسرائيلية بجروح و حالة من الفزع دخلت على اثرها الى المستشفى للمعالجة و لإزالة ذلك الفزع الذي تسبب به قائد العروبة و الإسلام .

لا ينفع الحديث و الحوار مع اصحاب هذه النظرية المؤامراتية لأن هذه المؤامرة قد تحولت في عقولهم من افكار الى معتقدات معجونة بالدوافع الطائفية الإرادية منها و اللاإرادية .

مهما بينت لهم أن قوات الغزو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية التي احتلت العراق في 2003 لم تمر عبر بلاد الفرس بل مرت عبر بلاد الإسلام و العروبة فالقوات البرية للولايات المتحدة الأمريكية و معها حليفتها بريطانيا دخلت جنوب العراق عبر الكويت و الطائرات الأمريكية التي قصفت الأهداف العسكرية و المدنية في العراق انطلقت من قطر و الأسطول البحري الأمريكي الذي اشرف على عملية احتلال العراق كان يتخذ من البحرين مقرا له و غيرها ... و غيرها من الدلائل التي تؤكد انغماس المسلمين العرب في مساعدة قوى الاحتلال الأمريكي للعراق , لكنهم سيعطونك الأذن الطرشة و يقولون أن المستفيد من احتلال العراق هو اسرائيل و التشيع الفارسي الصفوي فباطن الأهداف شيء و ظاهرها شيء أخر .

(( يتبع ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تفرض عقوبات جديدة على طهران بعد الهجوم الإيراني الأخي


.. مصادر : إسرائيل نفذت ضربة محدودة في إيران |#عاجل




.. مسؤول أمريكي للجزيرة : نحن على علم بأنباء عن توجيه إسرائيل ض


.. شركة المطارات والملاحة الجوية الإيرانية: تعليق الرحلات الجوي




.. التلفزيون الإيراني: الدفاع الجوي يستهدف عدة مسيرات مجهولة في