الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
اسم الحب
حسين عجيب
2021 / 4 / 23العولمة وتطورات العالم المعاصر
الحب خاصية إنسانية أولية ، وشاملة على المستوى المشترك ( الحب بدلالة الحاجة ) . لكنه يختلف على مستوى الثقة بين فرد وآخر ، أو الحب كمهارة عليا ( على مستوى الثقة ) . وبينهما مستوى ثالث ومتوسط ( الحب على مستوى العادة ) .
يهدف هذا النص إلى مناقشة فكرة الحب ، تشابهه وتنوعه ، بشكل مبسط وواضح .
....
كلنا نعرف الحب بسهولة ، ونميزه عن غيره من المشاعر الأخرى ، ونشتاق إليه في مختلف الأعمار والأحوال والظروف .
وكلنا نحلم بالحب يملأ حياتنا بلا شروط ، الحب الحقيقي والمتكامل ، الذي لا يتبدل ولا يتحول إلى نقيضه من المشاعر المزعجة مثل الخوف والعداء والمقت .
ومع ذلك يوجد اختلاف مزمن ، وسوء فهم ، حول الحب الحقيقي وغيره من النزوات المختلفة والمتقلبة أو الحب الزائف لو جازت التسمية .
....
يمكن وبسهولة التمييز بين ثلاثة أنواع للحب ، أو مستويات .
1 _ الحب على مستوى الحاجة والغرائز .
أو الحب السلبي .
2 _ الحب على مستوى العادة .
وهو مزدوج بطبيعته ، حيث أنه يتضمن الجانبين السلبي والايجابي معا .
3 _ الحب على مستوى الثقة .
أو الحب الإيجابي ، الذي تكتب له الأغاني والقصائد والملاحم ، ويمثل أجمل صبوات الانسان واشتياقه الأعمق .
....
1 _ الحب السلبي ، ينتهي مع انتفاء الحاجة ، أو الاشباع ، وقد ينقلب إلى نقيضه بسرعة وسهولة .
الأمثلة عليه كثيرة ومتنوعة ، ربما أبسطها وأكثرها وضوحا :
يصل أحدنا إلى الكراجات ، ويجد الحافلة فارغة إلا من السائق ، الذي ينتظر أن تمتلئ لينطلق في رحلته . ثم تصل سيارة ركاب ممتلئة ، تتوقف ويتجه الركاب إلى الحافلة .
نشعر بالراحة ، والود الصريح تجاه الواصلين وكأنهم معنا أو فريقنا .
وفي مرة أخرى يحدث العكس ، نصل إلى الكراج فنجد الازدحام الشديد مع نقص في السيارات والباصات . حيث يوجد ركاب يحتاجون لأضعاف سيارات النقل الموجودة . ثم تصل سيارة مشابهة للسابقة ، ويتجه الركاب إلى مكان الازدحام . فنشعر بالانزعاج والتنافس معهم ، وكأنهم خصومنا بالفعل .
والمثل الثاني الذي يخبره الجميع أيضا ، في حالة مخالفة القانون لصالحنا ( شرطي المرور أو محصل الفواتير المتأخرة ) نشعر بالسرور والامتنان ، للموظف الذي يخالف القانون لصالحنا وبما يوافق حاجتنا ورغبتنا . وبالعكس تماما ، عندما يطبق القانون ضد مصلحتنا ، نشعر بالكراهية تجاهه ، وهو يطبق القانون حرفيا .
نفس الشيء بدلالة الغرائز او الحاجات الضرورية .
من منا مثلا ، يتذكر قيمة الهواء الذي نتنفسه كل لحظة ، أو الماء ، وقبل وجود مشكلة صحية أو غيرها ....؟!
مع ان التنفس الكامل ، على طريقة اليوغا خاصة ، من أفضل تمارين الاسترخاء إلى اليوم .
2 _ الحب المزدوج ، أو بدلالة العادة .
لا أحد يجهل شدة الرغبة بالعادات السلبية ( الإدمانية ) ، اللاشعورية والانفعالية بطبيعتها ، مع التعلق الشديد غير الارادي واللاشعوري غالبا بها ، بعد مرور فترة على العادة ، مثل المخدرات والقمار والتدخين والكحول وغيرها .
يشعر المدمن _ ة ويعتقد ، أنه يحب إدمانه وعادته الجديدة ، في البداية خاصة .
بالمقابل ، لا أحد قوة يجهل العادات الإيجابية أيضا ( الهوايات كممارسة الرياضة أو تعلم اللغات أو الموسيقا وغيرها ) ، الشعورية والارادية بطبيعتها ، وهي على النقيض من العادات السلبية ( الإدمانية ) ، حيث يسهل التوقف عن ممارستها عند الرغبة بذلك .
وهذا الفرق النوعي بين العادة الإيجابية ( الجيدة ) ، وبين العادة السلبية ( السيئة ) ، حيث تتميز العادة الجيدة بأنها صعبة في البداية ، وهي تحتاج غالبا إلى الخطة الواعية والالتزام والجهد الارادي ، مع العيش بمستوى جهد أعلى من العادي المتوسط والمشترك . على النقيض من ذلك العادة السيئة ، فهي سهلة ولذيذة في البداية ، لكن يصعب التوقف عنها لاحقا .
تشبه العادة السيئة النزول إلى حفرة أعمق ، فأعمق .
وعلى النقيض العادة الإيجابية ، فهو تشبه الصعود إلى الأعلى ، فالأعلى .
ويشرح علماء النفس ذلك ، بالمقارنة مع الطاقة الإيجابية بدلالة المال ، حيث يمثل الرصيد الإيجابي العادات الجيدة ، والعكس بالنسبة للرصيد السلبي والاستدانة للعادات السيئة .
وبالعموم العادات الإيجابية شعورية وإرادية وواعية ، بينما العادات السلبية انفعالية ولاشعورية وغير إرادية بطبيعتها .
كما يوجد النوع الثالث من العادات المتوسطة أو العادية ، حيث لا تكون سلبية أو إيجابية ، بل تتحول إلى أحد الاتجاهين ، بحسب الشخصية الفردية أو تكرار العادة أو درجة التعلق بها .
مثلا الطعام ، عند البعض يتحول إلى شراهة وعادة سلبية ، بينما يبقى عند الأغلبية في المستوى المتوسط والعادي . ومثله التسوق ، أو تبديل الألبسة أو الأغراض المتنوعة .
3 _ الحب الإيجابي .
يتمحور الحب الإيجابي حول الثقة ، وعتبته الاحترام .
أيضا الحب الإيجابي يوجد في أكثر جوانب المجتمع ، حيث أغلب علاقات القرابة مثلا أو الجيران وغيرها ، تكون بحدود المتوسط عادة . بالطبع توجد حالات سلبية عديدة ومتنوعة أيضا ، في مختلف العلاقات الاجتماعية ، ويبقى المشترك بينها كلها فقدان الاحترام والثقة . على العكس من العلاقات الجيدة ، حيث تتمحور حول الثقة والاحترام بلا استثناء .
....
الثقة والاحترام ، أو التقدير الذاتي المناسب والموضوعي ، علاقات تبادلية بطبيعتها .
لا يستطيع الانسان أن يحب نفسه بمعزل عن تنمية الاهتمام بالعالم وبقية البشر ، بل الحب خاصية إنسانية شاملة مثلها الذكاء والشجاعة والتواضع والتسامح ، وغيرها من الصفات والمهارات المرغوبة من الجميع .
وفي هذا المجال توجد فكرة موروثة وخاطئة ، وللأسف ماتزال شائعة ، حيث يفترض عادة أن الشخصية الأنانية أو النرجسية تحب نفسها كثيرا جدا ( وغيرها من الشخصيات ما دون النضج المتكامل ) . والحقيقة هي على العكس تماما . الشخصية الأنانية ، النرجسية أكثر ، مريضة وجديرة بالشفقة ، ولا تحب نفسها سوى في حالات خاصة وشاذة غالبا .
وهذه الفكرة تعود إلى أريك فروم المفكر والمحلل النفسي المعروف ، حيث يناقش بشكل تفصيلي قضية " حب النفس " ، وهي لا تنفصل عن حب الانسان خاصة في كتابه الشهير " فن الحب " .
....
الحب مهارة عليا ، فردية ، ومكتسبة .
....
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. رويترز عن مصادر أمنية: 36 قتيلا بقصف إسرائيلي على حلب بينهم
.. شعارات الحملات الانتخابية..جدل الإنجازات وسخاء الوعود
.. المرصد: الغارات الإسرائيلية على حلب استهدفت مستودعات أسلحة ت
.. مسؤولون أميركيون: أضعفنا قدرات الحوثيين لكن الحرب ضدهم لم تن
.. كيف نراقب الوزن في شهر رمضان؟ |#رمضان_اليوم