الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تحدث الأزمنة الثلاثة ( الماضي والحاضر والمستقبل ) بالتزامن ؟!

حسين عجيب

2021 / 4 / 24
العولمة وتطورات العالم المعاصر


هل تحدث الأزمنة الثلاثة ( ماض وحاضر ومستقبل ) بالتزامن ؟!

1
يتعذر الجواب المختصر بنعم أو لا .
بكلمات أخرى ،
تحدث الأزمن الثلاثة بالتزامن ، ولكن ذلك لا يتعذر اختباره فقط ، بل تنطوي العبارة نفسها على مغالطة فكرية .
فكرة الجوهر الفرد ، أحد أخطاء الحدس المشترك ، والموروث .
الوجود ثلاثي البعد والنوع : زمن ، وحياة ، ومكان .
ومن غير الممكن اختزالها إلى اثنين ، ولا إلى الواحد بالطبع .
....
الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن ظاهرة ، وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ، فوق أي نقطة على سطح الأرض .
مصدر الحياة الماضي المطلق ( الأزل ) ، حيث يتعذر وصول الزمن .
مصدر الزمن المستقبل المطلق ( الأبد ) ، حيث يتعذر وصول الحياة .
هذه الظاهرة _ الثلاثية ، أو متلازمة الحياة والزمن والمكان _ تتضمن الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، والعكس غير صحيح .
بعبارة ثانية ، الجدلية العكسية بين الحياة والزمن تمثل الواقع المباشر فقط ، بينما يتضمن الواقع الموضوعي المكان بالإضافة إلى الماضي والمستقبل .
وتتعقد المشكلة أكثر ، مع فهم المتلازمة الوجودية الحياة والزمن والمكان .
....
العمر الفردي يوضح الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، حيث يتزايد العمر الفردي بدلالة الحياة ( من يوم الولادة حتى يوم الوفاة ) . ويحدث العكس أيضا ، حيث يتناقص العمر الفردي بدلالة الزمن .
وهذه الظاهرة ، يتعذر تفسيرها سوى باعتبار أن الزمن سلبي بالنسبة إلى الحياة ، مثل اليمين واليسار أو الشمال والجنوب .
2
( الوقت أو الزمن ليس له وجود واقعي ، والأزمنة الثلاثة الماضي والحاضر والمستقبل تحدث معا بالتزامن ) ....
هذه الفكرة التي تتناقلها وسائل الاعلام الغربية حاليا صحيحة ، ولكن ؟!
يجب التفريق أولا بين طبيعة الزمن والوقت ، حيث القضية جدلية بين طرفين ، يعتبر الأول منذ أرسطو ، أن الزمن مجرد فكرة عقلية وعداد آلي من ابتكار البشر والساعة وسيلته المحورية . بينما يعتبر لطرف الثاني المقابل ، ممثلا بالقديس أوغستين أن الزمن موجود بالفعل ، وله بداية ونهاية أيضا . وهنا لا يمكن الحسم المنطقي بين الجانبين المتناقضين _ ولا تقبل القضية البديل الثالث أيضا _ حيث أن أحدهما مخطئ بالتأكيد والثاني صح . لكن المستقبل وحده سوف يقدم الدليل التجريبي .
موقفي الشخصي ، أعتقد أن للزمن أو الوقت وجوده الموضوعي مثل الكهرباء .
أما الفكرة الثانية ، وحدوث الأزمنة الثلاثة دفعة واحدة ، فهي مغالطة شعورية لا أكثر . وبصرف النظر عن الجدل السابق ، الساعة والتوقيت والتأريخ ، هي حقائق موضوعية في العالم ، مثل اللغة والثقافة . وحركة مرور الوقت حقيقة تقابل حقيقة التقدم في العمر واكتماله من الصفر حتى العمر الكامل بدلالة الحياة ، أو العكس وتناقص العمر بدلالة الزمن والوقت من العمر الكامل ( بقية العمر لحظة الولادة ) إلى الصفر .
وتتجسد المشكلة ، او العقبة الفكرية ، بأن الوقت أو الزمن سلبي وليس إيجابي مطلقا ، كما تفترض الفلسفة _ والفيزياء بشقيها _ أيضا فيزياء الكم أو فيزياء الفلك . المغالطة الشعورية تقوم على افتراض ان سهم الزمن ( والحياة أيضا ، لكن بشكل ضمني وربما لاشعوري ) ينطلق من الماضي إلى المستقبل ومرورا بالحاضر . وهذا خطأ صريح وتجريبي ، والعكس هو الصحيح ، وما يحدث للشعور الإنساني مع حركة مرور الوقت يشبه تجربة حركة القطار المجاور ، حيث نشعر ونعتقد أن القطار الذي نجلس فيه مصدر الحركة ، وهو يتحرك بالفعل . ومع الخبرة والتكرار فقط ، نصدق أن شعورنا لا يعكس الواقع الموضوعي . وقد ناقشت هذه الأفكار في الكتاب الأول " النظرية " بشكل تفصيلي ومتكرر .
والمخطوط ينتظر موافقة دار نشر عربية ...
عسى ولعل ، توجد دار نشر عربية تقدر قيمة المخطوطة بالفعل !؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط