الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا تعترف بمجازر الأرمن لأول مرة في التاريخ

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2021 / 4 / 25
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


حرية – مساواة – أخوة


حينما تقول الفلسفة فأنت تتحدث اللغة اليونانية .و حينما تقول العقلانية الفلسفية فأنت ضد الخداع و الأكاذيب و انت مع سمو الانسان الفكري .


لذلك فأرض اليونان التي لأول مرة في التاريخ أنجبت الفكر الفلسفي و أصدقاء الحكمة و النور نجدها دائما عرضة لهجومات المخادعين والكذابين والمجرمين و الظلاميين مثل ما وقع اثناء الحكم العثماني الغاشم من مجازر للأرمن واليونانيين لتأبيد الجهل و العبودية و الديكتاتورية الدينية و منع النور من الاستمرار في الاشعاع عبر العالم ..


فهؤلاء القتلة يخشون الحقيقة و يخشون أن تكتشف أعمالهم الدنيئة والوحشية المضللة.. لذلك يكرهون الفلاسفة و الفلسفة و يحاربونهم في كل مكان ...


و نفس التهمة التي لاحقت سقراط قرونا قبل الميلاد و هي "التسفيه بالآلهة و إفساد عقول الشباب "

هي نفسها التي إتهم بها ناهض حتر في الأردن و غيره في أماكن أخرى و لكن بمصطلحات أخرى مثل التطاول على الذات الإلهية و نشر الكفر...رغم أن العقل كما نعتقد كصناعة إلهية من طرف القدرة الإلهية العظمى هو مجال الفلسفة. وبالتالي فالتفكير الفلسفي يكون إرادة إلهية .أي أن الله هو من أرادنا أن نفكر و أن نتفلسف ...


فالناس لا يفكرون لأنهم يريدون ذلك بل لأنهم مجبرون على ذلك بسبب تركيبتهم البيولوجية مثلما يأكلون و يشربون رغما عنهم تجبرهم على ذلك منبهات داخلية يصدرها الجسم نفسه .. و لا شك على الاطلاق في ذلك ...


لذلك فمجازر الاتراك ضد الارمن واليونانيين كانت في الحقيقة ضد الفكر العقلاني الفلسفي باساليب غاية في الوحشية ..


و قد دعونا السنة الماضية هيئة الامم المتحدة إلى الاعتراف بمجازر الارمن بما أن دولا كثيرة قد إعترفت بالمجازر المرتكبة في حق اليونانيين والأرمن.. من أجل إحقاق الحق و إنصاف الضحايا على الاقل رمزيا..


بالأمس السبت 24 ابريل 2021 إعترف الرئيس الأمريكي جو بايدن لاول مرة في التاريخ بمجازر الأرمن كحدث رمزي سيقلب علاقة تركيا بامريكا رأسا على عقب ...


و رغم ان حكام تركيا المنافقين يقولون بأفواههم انهم أ صدقاء لامريكا ، فهم في الواقع ليسوا كذلك. فتهديدهم بالتخلي عن صداقة امريكا بعد الاعتراف الامريكي الاخير يدل على انهم منافقين .لان التخلي عن صديق كما قال أرسطو يعني أنه لم يكن يوما صديقا.


و العثمانيين الأتراك كانوا دوما من هذه الشاكلة المنافقة الاجرامية عبر التاريخ ...و رغم أن لديهم ارشيف عسكري سري للعمليات العسكرية و الطرق الوحشية التي يندى لها الجبين و مورست على الضحايا اليونانيين والارمن الذين بلغ عددهم الملايين مثلما إرتكبوا مجازر اليوم في شمال سوريا (بكوباني و عفرين) و العراق ضد الكورد و الاشوريين و العراقيين ، فهم دائما لا يعترفون بجرائمهم حتى و لو بشكل رمزي من باب صحوة الضمير و من اجل انصاف للضحايا و اسرهم من الناحية التاريخية ..


و هل من العقل في شيء إنتظار المجرمين اليوم أن يعترفوا بجرائمهم التي أرتكبوها في حق الأرمن واليونانيين في بونطوس.؟؟


ببساطة لأنهم مجرمين .


فهل يمكن للسراق أن يعترفوا بأنهم سارقين ؟؟ هذا بديهي ..


إن إعتراف أمريكا بمجازر الأرمن هي إلتفاتة تجاه الضحايا و أسرهم و التاريخ حتى لا يُقتل الضحايا مرتين مرة على يد الهمجيين الأتراك العثمانيين و مرة من طرف المجتمع الدولي ...لذلك نجد اليوم الحكام الأتراك ينددون بذلك الاعتراف و اصابهم الصعار بقول امريكا للحقيقة ..


و تخليد ذكرى مجازر الأتراك القدامى في حق اليونانيين في بونطوس و في حق الارمن يوم 19 ماي المقبل مثلما ستخلد ذكرى الهولوكوست يوم 6 ماي المقبل هو من أجل البشرية لكي لا تتكرر المآسي و من أجل التصالح مع الواقع و التاريخ و من اجل السلام و الاخوة الانسانية..

سنحيي هذه الذكرى على طريقتنا في المغرب لأن جذورنا يونانية و لأن جذور طائفة كريكا grega في المغرب يونانية (أو الأصح هيلينية) شاء من شاء و أبى من أبى .و تواجدها في المغرب كان قرونا قبل الميلاد و ليس وليد الأمس ..


ببساطة لأن مسألة الهوية ليست مزاحا أو لهوا أو إختيارا يمكن التخلي عنه أو مقايضته .فلا يمكننا أن نكون شيئا لسناه ...و لا يمكن لليهود ان يكونوا شيئا ليسوه .و لا يمكن للعرب ان يكونوا شيئا ليسوه و لا يمكن للامازيغ ان يكونوا شيئا ليسوه كذلك ..


نشكر الرئيس الأمريكي و إدارته على الجرأة في قول الحقيقة لإنصاف الضحايا على الأقل و هم ميتون و رد الاعتبار لأسرهم الذي عانوا الشيء الكثير من الآلام .....

و أتمنى أن تتمكن اليونان من إسترجاع أراضيها التي إحتلتها الهمجية العثمانية في شمال قبرص و في بونطوس و الاناطوليا و كنائسها في قسطنطينوبوليس و خاصة كنيسة أيا صوفيا.و كذطلك اراضي الأرمن في شرق تركيا ...


المجد لأرمينيا ولليونان Ellada.


و الخزي والعار للهمجية الإسلامية التركية العثمانية الجبانة و لمن يمشي في فلكها ...

شكرا أمريكا...


و أهدي القراء أغنية للمغني اليوناني Apolas Lermi باليونانية عنوانها" وطني الذي إفتقدته

"تين باتريدا مي كاصا " Την πατρίδα μ έχασα


و هو يصف المجازر العثمانية التركية الهمجية الجبانة في بونطوس بصوته الجدي..


رابط الفيديو :
https://www.youtube.com/watch?v=TnUz6dTsWZ0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على