الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الثرى والثريا

حاتم عبد الواحد

2021 / 4 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


انها لمن مهازل هذا الزمان السيئ، رسالة وزير الثقافة العراقي الى جمهور المثقفين العراقيين الذين طالبوا برعاية من كان وسيبقى أحد أعمدة الشعر العراقي خلال النصف قرن الماضي.
لم تكن تلك الرسالة بغريبة على أسلوب ذاك الصبي الكوفي المشحون بحمولة طائفية لا يمكن وصفها الا بدمّلة ملآى بقيح لا ينضب، حيث ابتدأ فترة استيزاره برسالة تشتم كل من كتب او غنى او مدح صدام حسين ونظامه، ثم فاجأ الجميع بتعيين شعراء معروفين بمدحهم لصدام في مناصب ثقافية يستحقونها متغافلا الوصمة الصدامية التي يبرر بها النظام الثيوقراطي الحاكم في العراق منذ الاحتلال الأمريكي لمهد البشرية، نبذه وكرهه ومعاداته لشعراء وادباء وفناني تلك الفترة من تاريخ العراق. ولم يكن ذلك التغافل هفوة او كبوة، انما كان منهجا طائفيا يتسامح مع أبناء الطائفة الحاكمة ويتسافح مع أبناء الطوائف الأخرى.
ومن المفيد ان اذكر ان تاريخ حسن ناظم لا يصلح ان يكون غرزة في نعال سعدي يوسف، فهذا الكوفي الطائفي ذو تاريخ غفل، وتاريخ البصري سعدي يشهد له بالخروج ثائرا على مسلخ صدام حسين، فهل يستطيع المناضل الولائي حسن ناظم اخبارنا عن (نضاله) و(جهاده) ضد دولة صدام حسين البوليسية؟
لقد ذكر الوزير الطائفي في معرض رسالته التي اعتذر فيها عن رعاية سعدي يوسف بانه كان يدعو الى الوقوف مع سعدي يوسف في أزمته الصحية لبعد انساني يؤمن هو به، رغم وصفه لكتابات سعدي يوسف المناوئة لمرجعية النجف الساعية الى تدمير العراق وبنيته التاريخية والديمغرافية والسوسيولوجية باسم الدين بـ(التخاريف).
ثم علل انسحابه من دعوته لمساندة سعدي في صراعه مع سرطان الرئة بـالقول (إيماني بقيمي الدينية المقدّسة واحترامي وتقديري لمشاعرِ الكثرةِ الكاثرةِ من الناسِ أهمُّ من تعاطفي ذاك لإيماني كمسؤولٍ في الدولةِ بأنّ القيمَ المقدّسةَ ومشاعرَ الناسِ أولى بالمراعاةِ دائماً من أيِّ اعتبارٍ آخرَ، لذلك أقدّمُ اعتذاري لكلِّ من شعرَ بألمٍ في ضميرِهِ الوطنيّ والدينيّ والإنسانيّ). وبتعليله هذا يكون قد كشف عن قبح العقيدة التي يحكم بها نظام بغداد في هذه المرحلة من هذا الزمن القبيح، فقيم الصبي الكوفي المشبع بالطائفية (مقدسة) في رأيهِ. وهذا يحيل بالضرورة الى (عدم قداسة) معتقدات الاخرين. او بالأقل عدم أهميتها.
ومشاعر الكثرة الكاثرة كما اسماها هذا المتثاقف هي اهم بكثير من مشاعره، ولكنه نسي ان الكثرة الكاثرة في العراق هي كثرة جائعة ومقموعة واميّة، وان ملايين العراقيين لا يعرفون من هو سعدي يوسف ومن هو بدر شاكر السياب، لان الجوع والمرض والموت المبرمج التي تديره المليشيات التي استوزرته جعلهم في دوامة البحث عن الخبز والصحة والأمان.
ان موقف حسن ناظم لم يكن غريبا قط، فهو ابن المليشيات وان كان قد روج لنفسه بانه (وزير خارج المحاصصة الطائفية)، ايعقل ان يستوزر أحد في ظل حكم المليشيات الموالية لإيران ان لم هذا الاحد من الباصمين على فرمانات وليه الفقيه، ومتابعة بسيطة لمقابلات الصبي الكوفي المثقل بدمامل الكراهية لمن يخالفه الفكرة والمعتقد تكشف عن ولعه باجترار عبارات روزوخونية بالية، ولعل تبريره للتنصل عن الوقوف مع سعدي يوسف يكشف المخبوء مما لايقال،( الكثرة الكاثرة) هي إشارة الى طائفة الصبي الكوفي، ولكن ما لم يعلمه خادم مولاه ان العراق بلد متنوع الأديان والطوائف والقوميات، وعندما تقرر ( كثرته الكاثرة) شيئا فانه سيكون غير ملزم للآخرين الذين لا يشاركونه رايه وعقيدته، وتصريحه هذا هو دليل كامل على قتل حرية الرأي والمعتقد اللتين ينص عليهما الدستور العراقي، ولكن ابن المليشيات الإيرانية تاخذه العزة بالإثم فيعمم أفكاره على كل العراقيين زيفا وبهتانا.
ان عقيدة الحاكمين في بغداد تحمل أسباب زوالهم القريب، لانها عقيدة ترتكز على التهميش والتهشيم ومنطق الثأر، ورغم معرفتنا بأزمة سعدي يوسف الصحية الا انني واثق تماما بان هذا المحارب السومري المؤثل والذي اضطر الى ان يحمل جنسية بريطانيا العظمى لن يطاطيء راسه محنيا لصدقة يقدمها مرابو بغداد، سعدي يوسف شتم الاحتلال بشطريه، الغربي والإيراني، وشتم تجار الدين متعددي ألوان العمائم، وشتم لاحسي مداساتهم، وشتم ذيول المحتلين وشتم اللصوص والغرباء والذباحين والمرتشين والمتاجرين بفروج بناتهم واخواتهم وامهاتهم. وشتم الصنم الإيراني المركون في حي من احياء مقبرة النجف، وانه لمن الحيف والاجحاف والاستهانة بقيم الانسان وتاريخه وحضاراته ان يحكم العراق من النجف المقبرة، وليس من النجف عاصمة الامام علي عليه السلام.
واغلب الظن ان زوجة سعدي او حبيبته العراقية هي التي اعتقدت بانها تستطيع ان تساعده في شيء ما لو كتبت للحكومة العراقية مناشدة إياها في طلب المساعدة.
ولكيلا تتلوث دماء سعدي يوسف وصفحات تاريخه الطاهرة بالسحت الحرام المداف بدم الشهداء الأبرياء من أبناء العراق، ندعو عائلة سعدي يوسف لفتح حساب دولي للتبرع مباشرة من اجل كسب كلمة اخرى من كلمات سعدي التي يبتدئ منها نسغ المستقبل العراقي الخالي من العبودية والظلامية والتبعية والصنمية التي يراد لها ان تشيع في ارض النبوات. ففي البدء كانت الكلمة، ومن له اذنان فليسمعْ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. WSJ: لاتوجد مفاوضات بين حماس وإسرائيل في قطر حاليا بسبب غياب


.. إسرائيل تطلب أسلحة مخصصة للحروب البرية وسط حديث عن اقتراب عم




.. مصادر أميركية: هدف الهجوم الإسرائيلي على إيران كان قاعدة عسك


.. الاعتماد على تقنية الذكاء الاصطناعي لبث المنافسات الرياضية




.. قصف إسرائيلي يستهدف منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة