الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملحق النظرية الجددسة للزمن _ الخلاصة

حسين عجيب

2021 / 4 / 27
العولمة وتطورات العالم المعاصر


" لا أنت ولا أنا...
لا أحد يعرف حدود جهله "
....
تتمحور النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ، حول الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن ، المتعاكستين بطبيعتهما .
ولا أحد يعرف كيف ولماذا ، إلى اليوم ، وربما لزمن يطول ...
فكرة الجدلية العكسية بين الزمن والحياة اكتشاف أو حقيقة موضوعية ، وهي ظاهرة أدركها بعض الشعراء والفلاسفة سابقا ، مثل رياض الصالح الحسين أو أنسي الحاج على سبيل المثال .
تناقش النظرية فكرة الزمن أو الوقت ( طبيعته ، وحركته ، واتجاهه ، وسرعته ) .
....
ثلاثة أسئلة ، توضح الجدلية العكسية بين حركتي الزمن والحياة بشكل منطقي ، على أمل أن يصل العلم الحديث قريبا وخاصة الفيزياء ، إلى إمكانية اختبار ذلك بالفعل .
1 _ هذا اليوم ( أو اللحظة أو السنة ) ينقص من عمرك أم يضاف إليه ؟
2 _ هذا اليوم ( وأي فترة زمنية أخرى ) ، يوجد في الحاضر أم في الماضي أم في المستقبل ؟
3 _قبل ولادتك أنت ( أو أي انسان آخر ) أين كنت بالنسبة للزمن والحياة ؟
بحسب طريقة التفكير الحالية ، السائدة في الثقافة العالمية والعربية خاصة ، لا يمكن التوصل إلى الأجوبة الصحيحة ( التجريبية أو المنطقية ) .
لكن بعد فهم الجدلية العكسية بين الزمن والحياة ( حيث اتجاه حركة الحياة يبدأ من الماضي إلى المستقبل ومرورا بالحاضر ، بينما اتجاه حركة مرور الزمن بالعكس ، من المستقبل إلى الماضي ومرورا بالحاضر ) يمكن وبسهولة ، نسبيا ، معرفة الأجوبة الصحيحة الثلاثة .
1_ العمر الفردي ، يتزايد كل يوم بدلالة الحياة ، بينما تتناقص بقية العمر بنفس المقدار ، أو العمر يتناقص بدلالة الزمن . والسبب أنهما متعاكسان ، حيث أن العمر يمثل الحياة وبقية العمر تمثل الزمن . لحظة الولادة تكون بقية العمر كاملة ، بينما يكون العمر في بدايته ويساوي الصفر . ولحظة الموت يصير العكس تماما ، يكون العمر قد اكتمل بالفعل ، بينما بقية العمر تناقصت إلى الصفر .
التفسير الصحيح ( المنطقي والتجريبي ) لهذه الظاهرة ، والتي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ، يكون باعتبار أن الحياة موجبة والزمن سالب ، وعلاقتهما تتحدد بالمعادلة الصفرية :
الحياة ( س ) + الزمن ( ع ) = الصفر .
العمر الحالي لكل فرد ، يمثل نقطة أو مرحلة بين الولادة والموت ( تتحرك من الولادة إلى الموت بشكل موجب بالنسبة للحياة ، وبشكل سالب بالنسبة للزمن ، من الاكتمال أو بقية العمر الكاملة ، يبدأ التناقص حتى الصفر ) .
وهذه المعادلة " معادلة كل شيء " أعتقد ...
كانت حلم ستيفن هوكينغ ، وهو يؤكد أنها سوف تكتشف في المستقبل القريب ، وأنها ستكون سهلة وبسيطة معا ( كتاب تاريخ موجز للزمن ) .
س + ع = الصفر . الحياة + الزمن = الصفر . هل يوجد أبسط من ذلك !
هذه المعادلة البسيطة ، تفسر الكثير من المشاكل المزمنة في الفلسفة ، والمعلقة منذ قرون . أهمها مشكلة الصدفة ، حيث الوجود الموضوعي والواقعي ، يتضمن الصدفة والسبب معا .
النتيجة أو الواقع = السبب + الصدفة .
الحياة تمثل السبب والسلاسل السببية ، بينما يمثل الزمن الصدفة والاحتمالات المفتوحة ، والمجهولة بطبيعتها .
أيضا في الفيزياء ، حيث تتمثل المشكلة بين فيزياء الكم وفيزياء الفلك أو الفيزياء الكلاسيكية ، بوجود نوعين مختلفين من القوانين .
تتمحور فيزياء الفلك ومعها الفيزياء الكلاسيكية حول تكرار نتيجة التجربة وقابلية الاختبار بلا نهاية نظريا ، بيقين ، وبصرف النظر عن المجرب . بينما فيزياء الكم احتمالية بطبيعتها ، والنتيجة تتغير مع كل تجربة .
وما يزال تفسير هذه الظاهرة ، أو الفرق بين نوعين من قوانين الفيزياء ، يدور في مستوى التخمين والتقدير الذاتي .
تفسر الجدلية العكسية التناقض بين نوعي الفيزياء ، حيث أننا لا نرى ونخبر سوى الماضي . كل الأحداث والتفاعلات والحركات ، بلا استثناء تنتقل مباشرة من الحاضر إلى الماضي ، بسرعة الحركة التعاقبية للزمن ( 1 _ مستقبل 2 _ حاضر 3 _ ماض ) ، وهي التي تقيسها الساعة .
وهنا يتكشف الجواب الصحيح على سؤال هايدغر وهاجسه المزمن : ما الذي تقيسه الساعة ؟
كما تتوضح الفكرة من رؤية الشمس ، حيث نرى الأشعة الشمسية على الأرض بعد مرور ستة دقائق على حدوثها أو انطلاقها ، لا في لحظتها .
بينما في حالة فيزياء الكم _ بفضل أجهزة الرصد الحديثة _ يتم رؤية الحدث في لحظة الحاضر خلال تحوله إلى الماضي ، وهنا تدخل الصدفة ( أو الاحتمال ) إلى جانب السبب في تكوين النتيجة .
....
أيضا تفيد الجدلية العكسية في توضيح العلاقة بين الزمن والحياة ، أيضا العلاقة بين الماضي والمستقبل ، والعلاقة الثالثة والهامة بين الواقع المباشر والواقع الموضوعي . وقد ناقشت العلاقات الثلاثة بشكل تفصيلي وموسع في الكتاب الأول ( النظرية ) .
2_ هذا اليوم ( وأي فترة زمنية مهما طالت أو قصرت ) ثلاثي البعد :
_ يمثل الحاضر بالنسبة إلى الأحياء .
_ ويمثل المستقبل بالنسبة إلى الموتى .
_ ويمثل الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد .
وهذه الفكرة _ الظاهرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم . مع أنها تحتاج إلى تفسير ، كيف تجتمع الأزمنة الثلاثة دفعة واحدة ؟!
الحياة والزمن جدلية عكسية ، ومجموعهما يساوي الصفر دوما .
بعبارة ثانية ،
نحن نعرف الحياة بدلالة الزمن ، والعكس صحيح أيضا .
وينكشف السؤال الجديد والمروع : من أين يأتي المستقبل ومعه الزمن ؟!
....
يمكن اقتراح فكرة جديدة ، كنوع من التفكير بصوت مرتفع ، الكون متوازن ومستقر طالما أن مجموع الحياة والزمن هو الصفر .
من غير المنطقي أن يكون في حالة تمدد ، أو انكماش .
بعبارة ثانية ،
الواقع المباشر يكافئ الواقع الموضوعي ويساويه بالقيمة المطلقة ، والفرق بينهما يتمثل بالتفاعل المستمر بين الحياة والزمن .
الواقع المباشر يمثل الماضي الجديد أو المستقبل القديم أو متلازمة الحاضر والحضور والمحضر .
....
3 _ قبل ولادة الانسان _ وكل كائن حي ....
يكون في وضع غريب ومدهش تماما :
يكون جسده وحياته في الماضي ( المورثات في جسدي الأبوين ، وبقية السلالة القادمة من الأجداد والأسلاف ) ، بينما يكون زمنه أو وقته في المستقبل ( عمر الشخص ، يكون كله في المستقبل قبل الولادة ) .
وهذا نفسه سؤال التنوير الروحي : أين كنت قبل ولادتك ؟!
....
طبيعة الزمن أو الوقت ، مسألة جدلية وخلافية حتى اليوم .
فريق أول يعتبر أن الزمن مجرد فكرة عقلية ، وبدون وجود موضوعي في الكون ، ويمثل هذا الفريق أرسطو .
بالمقابل يوجد فريق معاكس ، يمثله القديس أوغستين ، الذي يعتبر ان الزمن مخلوق من الله ، له بداية ونهاية مثل بقية المخلوقات .
وحتى اليوم ، الموقف الإنساني على المستويين الفردي والمشترك يتذبذب بين الطرفين الحديين ، ويشبه قضية الايمان بوجود خالق للكون .
اتجاه حركة مرور الزمن ، يمكن تبينها من خلال الانتباه والتركيز :
خلال قراءتك لهذه الكلمات ، فعل القراءة نفسه صار في الماضي .
( تحول من الحاضر إلى الماضي ، وهو يبتعد كل لحظة في الماضي الابعد فالأبعد ) .
وتصلح فكرة العمر الفردي المزدوج بطبيعته ( عمرك مثلا ) كبرهان أيضا ، منطقي وتجريبي ، على اتجاه حركة مرور الزمن بالعكس من نمو الحياة وتطورها .
وأما سرعة مرور الزمن فهي مزدوجة تتضمن النوعين ، الحركة التعاقبية وهي التي تقيسها الساعة ، والحركة التزامنية وهي تساوي سرعة الضوء أو تتجاوزها . بالطبع هذه القضية ، وغيرها أيضا ، سوف يحكم المستقبل على مصداقيتها أو خطأها .
....
آمل أن تفتح هذه المناقشة ، باب التساؤل والحوار المفتوح حول الأفكار المطروحة ، فهي على الأقل محاولة للتفكير من خارج الصندوق .
....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي