الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهايات التجربة الافغانية

ساطع راجي

2021 / 4 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


من الجيد أن يتذكر زعيم سياسي عراقي التجربة الافغانية وهو يدعو للسير على نهجها في التعامل مع القوات الامريكية في العراق بهدف دفعها للانسحاب ويقصد بذلك تحديدا القتال الذي خاضته حركة طالبان ضد الامريكان وحلفائهم والنظام السياسي الجديد في كابول الذي انطلق عام 2001 بعد عملية "الحرية الباقية" التي اطاحت بحكم طالبان وحليفتها القاعدة، اسم "طالبان" وتاريخها في الحكم لا يحب أحد في العراق تحديدا تذكره لذلك يتم الاكتفاء بافغانستان في الحديث، رغم ان طالبان لا تمثل الجميع هناك وتحديدا الشيعة وهي اقرب الى داعش والقاعدة بالتأكيد كما ان نظام الحكم في كابول هو بأسسه وظروفه وتركيبته أقرب لنظام الحكم في بغداد والاعداء المعروفين للنظامين هم انفسهم.
يؤكد العدد الاكبر من المؤرخين والمراقبين ان حركة طالبان تنظيم تم تشكيله برعاية باكستانية وعندما وصلت الى الحكم اعترفت بها السعودية وقطر والامارات اضافة لباكستان طبعا، واذا كان هناك شيء يجمع بين العراق وافغانستان فيجب ان يكون انهيار حكومة القوى الدينية التي قاتلت الاتحاد السوفيتي بدعم امريكي ثم حكمت للفترة من 92 الى 94 وتبخرت بمجرد ان ظهرت طالبان حول كابول لتنتهي فصائل المقاومة الافغانية الاسلامية المجاهدة التي يصل عمر بعضها الى عشر سنوات بضربة سريعة من طالبان التي تأسست عام 94، ويبدو ان القوى الجهادية المنتصرة آنذاك بدأت تتصرف بطريقة لا تتناسب مع حجمها ليحكم عليها التاريخ لاحقا انها لم تكن موجودة الا بفضل الحماية الامريكية دون قاعدة اجتماعية ولذلك تلاشت حالما غضبت عليها واشنطن.
تختلف طالبان عن اي فصيل عراقي انها كانت في الحكم اصلا من 1994 الى 2001 وقد قدمت بصلافة وجها قبيحا للعالم لكنه وجه تمسكت به الحركة وتبين ان لها داعما اجتماعيا وعقائديا كبيرا مكنها من الصمود عشرين عاما بعد خسارتها للسلطة ولم تدخل في اي حكومة افغانية رغم الاغراءات وحافظت على ايقاع عسكري ثابت ويبدو ان ما ساعدها على الصمود هو فساد رجال النظام الجديد في كابول أكثر من اي شيء آخر، وهذا الدرس الافغاني المركب يحتاج العراقيون لفحصه، حيث المقاوم لا يشارك في الحكم والقوى الداعمة في باكستان او الخليج لم تفرض اجنداتها على طالبان او ان هذه الاخيرة لم تسمح بذلك كما ان الحركة المتطرفة لم تهادن او تناور فيما يتعلق بعقائدها والنظام الاجتماعي الذي تريد فرضه ومن المتوقع ان الانسحاب الامريكي اذا ما تم كاملا فإن طالبان ستعود سريعا للحكم.
المنطقة تقبل على تحول كبير جديد، طالبان تختلف عن القاعدة فهي مدعومة رسميا وعلنيا من دول خليجية كانت هي الوسيطة بين طالبان والامريكان واحتضنت مفاوضاتهما وهو ما يعني ان طالبان ستكون في محور دعم الاصولية السنية الذي ستكون افغانستان نافذته الجديدة على ايران، وبهذا لن تكون امريكا قد خسرت كل الحرب مع طالبان بل اعادت توجيه قوة طالبان الى هدف جديد وهو تطبيق آخر لنظريتها القديمة المؤذية "الاحتواء المزدوج" حيث لا نصر ولا هزيمة للمتحاربين انما استنزاف للمجتمعات وتحطيم للدول.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس


.. قتلوها وهي نائمة.. غضب في العراق بعد مقتل التيكتوكر -فيروز أ




.. دخول أول دفعة من المساعدات الإنسانية إلى خانيونس جنوبي قطاع


.. على وقع التصعيد مع إسرائيل .. طهران تراجع عقيدتها النووية |#




.. هل تتخلى حركة حماس عن سلاحها والتبعية لطهران وتلتحق بمعسكر ا