الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو قيادة موحدة لدعم الانتفاضة واستمرارها وحمايتها من التنسيق الأمني

عليان عليان

2021 / 4 / 28
القضية الفلسطينية


بقلم : عليان عليان
دخلت الهبة الشعبية الفلسطينية التي انطلقت من القدس يومها السادس ، مبشرةً باستمرارها في ضوء مفاعيلها واتساع نطاق فعالياتها ، التي شملت كل بقعة في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وبتنا نشهد مواجهات وصدامات بين أبناء شعبنا في مدن الخليل وبيت لحم ونابلس ورام الله والبيرة ونابلس وجنين وأريحا ، وفي كل مدن ومخيمات الضفة ،مع قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين ،ولسان حال المنتفضين مع تنوع الهتافات والشعارات يقول: "الانتفاضة انطلقت حتى تحقيق أهدافها في الحفاظ على هوية وعروبة القدس وفي دحر الاحتلال ، وأنها لن ترضخ لمتطلبات التنسيق الأمني" .
أما القدس قاطرة الانتفاضات الفلسطينية ، فلا زالت تغلي كالمرجل ، ويتسع نطاق الفعل الانتفاضي في أحيائها على نحو أربك قوات الاحتلال وحكومة العدو ، التي باتت تتخبط في التعامل معها ، وهي ترى أن كل حي من أحيائها، وكل ضاحية من ضواحيها في الطور والعيسوية والشيخ جراح ووادي الجوز وغيرها ، يجترح أساليب نضالية في مواجهات نهارية وليلية مستمرة ، تكشف عن إصرار عنيد في أن القدس أخذت زمام المبادرة غير آبهة بأي قمع للاحتلال وبأي حسابات سياسية ، وأية مراهنات على التسوية مجدداً من بوابة الإدارة الأمريكية.
الانتفاضة تحقق إنجازها الأول
لقد حققت المنتفضون المرابطون أمام باب العمود ( باب الثورة) انتصارهم الأول بتحطيمهم الحواجز الحديدية ، والتي نصبها العدو للتحكم في دخول الفلسطينيين للبلدة القديمة وللمسجد الأقصى وكنيسة القيامة.
ورفع هذا الإنجاز الميداني لانتفاضة القدس من الروح المعنوية للمنتفضين ، وفق مقولة أن النصر يستولد النصر ، إذ ما أن أعلن المنتفضون عن تحقيق انجازهم التكتيكي الأول في إزالة الحواجز الحديدية، حتى رأينا مدن وبلدات الضفة الغربية تهرع إلى نقاط التماس مهللةً بهذا الإنجاز ، رافعة عقيرة الصدام والاشتباك مع قوات الاحتلال والمستوطنين .
وقبل تحقيق هذا الإنجاز الميداني ، الذي سيتم البناء عليه لاحقاً ، تحقق الإنجاز السياسي الكبير ممثلاً بوحدة شعبنا في الداخل وفي كافة مناطق تواجده ، إذ ما أن اندلعت المواجهات في القدس قرب باب العامود وفي باحات المسجد الأقصى ، حتى انتقلت إلى كافة أرجاء الوطن ، في حين تحرك أبناء شعبنا في الشتات لدعم القدس ، ما يؤكد وحدة شعبنا في مواجهة الاحتلال ، وأن هذه الوحدة تتعمق في ظل نهج المقاومة وتتراجع في ظل نهج التسوية البائس .


غزة ودعم الانتفاضة بالنار
والتطور البارز والحاسم في هذه الانتفاضة، الدور الكبير لقطاع غزة في دعمها بالنار إذا أنه ما أن اندلعت المواجهات في القدس في باب العامود، وفي باحات المسجد الأقصى حتى هب قطاع غزة عن بكرة أبيه لدعم الانتفاضة، عبر مسيرات جماهيرية حاشدة ، بينما أخذت فصائل المقاومة على عاتقها فتح جبهة إسناد لانتفاضة القدس الرمضانية بدعمها بالنار ، إذ بتنا نشهد قصفاً متواصلاً بالصواريخ لمستوطنات غلاف غزة ، وبتنا نشهد جرحى من المستوطنين جراء هذا القصف .
وهذا التطور في إسناد غزة للقدس وانتفاضتها ، كشف عن تآكل الردع الإسرائيلي في مواجهة قطاع غزة ، مثلما كشف مبكراً عن تآكل قوة الردع في مواجهة أبناء القدس فحكومة العدو باتت تعيش حالة تخبط في مواجهة صواريخ غزة ، وفي مواجهة انتفاضة القدس ، تمثلت في الخلافات المستحكمة بين المستويين الأمني والعسكري.
فقد كشفت "قناة 12" الإسرائيلية ،أن المستوى السياسي قرر نهاية الأسبوع "رفض اقتراح أجهزة الأمن إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق ضد فصائل المقاومة وتدفيعها تثمن إطلاق الصواريخ على مستوطنات غلاف غزة".
فحكومة العدو برئاسة نتنياهو ، تدرك جيداً بأن الحملة العسكرية على قطاع غزة ، ستعمل على تأجيج مفاعيل الانتفاضة من جهة ، ومن جهة أخرى ستخلق إرباكاً غير مسبوق للجبهة الداخلية الإسرائيلية ، من زاوية أن المقاومة لن تكتف بدك مستوطنات الغلاف، بل ستدك عمق الكيان الصهيوني بصواريخها متطورة .
هتافات تعكس البرنامج القادم
ومن يستمع لهتافات المنتفضين ، عبر الفيديوهات التي جرى تسريبها ، يتعرف على توجهات المنتفضين قبل أن يتبلور البرنامج المتكامل للانتفاضة ، إذ اشتملت على التأكيد على عروبة القدس وهويتها ، وإسقاط صفقة القرن ، وأن القدس عاصمة فلسطين التاريخية كما اشتملت على شعارات منددة بنهج السلطة السياسي وبالتنسيق الأمني ، والتأكيد على أن المقاومة هي الطريق الوحيد لدحر الاحتلال .
لكن ما لفت الانتباه في الشعارات التي رفعها المنتفضون ، تلك التي عبرت عن ازدراء الشعب الفلسطيني لحكومات الدول المطبعة، في الخليج العربي والسودان والمغرب وغيرها واقتربت هذه الهتافات في مضامينها من ما جاء في قصيدة مظفر النواب ( القدس عروس عروبتكم) " ، وأكدت أن جماهير الشعب الفلسطيني ستفشل توجهات الحكومات المطبعة المتأسرلة في دعمها للكيان الصهيوني على غير صعيد ، وستعريها أمام شعوبها بأنها لا تعدو كونها دمى بيد الكيان الصهيوني والإمبريالية الأمريكية.
الكرة في مرمى الفصائل
ما يلفت الانتباه أن بعض قادة الفصائل راحوا يربطون بين انتفاضة القدس وبين الانتخابات التشريعية المنوي إقامتها في 22 أيار ( مايو ) القادم ، وأنه ينبغي إقامتها في آتون الانتفاضة المشتعلة في القدس ، وفي هذا الربط ظلم كبير للمنتفضين ولأهداف الانتفاضة .
فالانتفاضة العفوية التي انطلقت من باب العمود ومن باحات المسجد الأقصى ، لم تنطلق من أجل إجراء انتخابات في ظل الاحتلال ، بل انطلقت من أجل دحر الاحتلال ، من أجل الحفاظ على هوية القدس وعروبتها ، انطلقت رفضاً لنهج التسوية البائس الذي شكل غطاءً لتهويد القدس ، ولإفشال صفقة القرن خاصةً في البند الذي يعتبر القدس عاصمة موحدة للكيان الصهيوني ، وللتأكيد على أن القدس هي عاصمة فلسطيني التاريخية.
واستمرار الانتفاضة يلقي الكرة في مرمى الفصائل ، بأن تأخذ دورها في توفير سبل إدامة الانتفاضة ، وأن لا تكتفي ببيانات الإشادة بها وبإنجازاتها ، وأن لا تكتفي بتشكيل غرفة التنسيق الفصائلية ،التي أعلنت أن القدس والأقصى خط أحمر ، بل يتوجب عليها أن تتحمل مسؤولية تشكيل قيادة موحدة للانتفاضة ، تضم إلى جانب ممثلي الفصائل ممثلي الفعاليات الرئيسية في الشارع الفلسطيني ، وتوفير الدعم اللوجستي لها ، وحمايتها ليس فقط من الاحتلال بل من نهج التنسيق الأمني المتربص بها وبكل فعل مقاوم ، وأن تدفع بكوادرها للنزول إلى الشارع والالتحام به من أجل تنظيم فعالياته الكفاحية وتطويرها .
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة