الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى رئيس وزراء العراق 🇮🇶 مصطفى الكاظمي ...

مروان صباح

2021 / 4 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


/ إذا أشاح المرء بنظرة حول ما يجري في العراق 🇮🇶 وصوب عميقًا في جملة تصريحات وأفعال وإجراءات، فإن من الصعب إقناع مواطنيه من الكفى بالمطالبة بالحكم الذاتي هنا 👈 وهناك👈 ، بل أيضاً الحكم الذاتي لا يشبع غليلهم المتعطش إلى أمجاد الماضي ، لأن حادثة اليوم تظهر حجم الانحطاط الذي وصل إليه بلد علي باب ، وبالطبع ، سبب في قولنا هذا بسيط ، هو الشاعر سعدي اليوسف صاحب الساعة المتقلبة ، الذي يُعتبر من أهم شعراء العراق 🇮🇶، بل هناك من صنفه بأهمهم قاطبةً ، وعندما نذكر العراق الجديد فأننا نأتي على أمثال السياب والجواهري ، إذن ًفي المقام الأول ، اليوسف تم تكريمه بجوائز دولية عدة ، هذه الدول التى كرمته تقف اليوم في مصاف الدول الكبرى ، لقد حصل على جائزة كافاف وجائزة فيرونيا وجائزة المتروبولس الكندية ، أي أن كبريات الدول المصنعة والرائدة ثقافياً في العالم أعترفت بموهبته وإنتاجه الشعري ، في المقابل ، دولته وأدواتها وفي مقدمتهم وزير الثقافة بالحكومة الحالية ، الذي فشل في الدفاع عن موقفه عندما رضخ على الفور لفئة لا تعلم شيء عن الإسلام وقواعده الأصيلة ، ممتنعةُ عن مساعدته وهاجمت وزير الثقافة وهددته بضرورة التراجع وتقديم الاعتذار ، في المقابل ايضاً ، نستحضر القيم الكبرى للإسلام عندما كان يقاد من عمالقته ، لأن كيف نفسر موقف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما سأل عجوز المدينة عن سبب جلوسه في الشارع ، فكان رد الرجل ، أنا يهودي وأتسول لأدفع الجزية ، فقال الفاروق مقولته الشهيرة والتى تبين بوضوح 🙄 لا لبس بها مسؤولية الدولة أمام مواطنيها على اختلافاتهم العقائدية والفكرية ، ( والله ما انصفناك نأخذ منك شاباً ثم نضيعك شيخاً والله لأعطينك من مال المسلمين ) ، وأعطاه عمر رضي الله عنه من مال المسلمين ، وهو لم يكن فقط ناقداً للنبي ، كما يزعم البعض حول اليوسف ، بل كان اليهودي كافراً بمحمد وبما أنزل عليه ، وقد ذكر تلك الواقعة ابن القيم في أحكام أهل الذمة وصاحب كنز العمال .

إذنً ، أيعقل في أرض على بابا والسندباد يعاقب وزيراً لأنه نصح بالمساعدة الطبية لشاعرها الأهم في منفاه والذي قال عنه أحد رفاقه ، إن عذابات المنفى تهون ما دام سعدي يوسف معنا ، وهو القائل( نبي يقاسمني شقتي يسكن الغرفة المستطيلة وكل صباح يشاركني قهوتي والحليب ، وسر الليالي الطويلة وحين يجالسني، وهو يبحث عن موضع الكوب في المائدة ـ وكانت فرنسية من زجاج ومعدن ـ أرى حول عينيه دائرتين من الزرقة الكامدة ، وكانت ملابسنا في الخزانة واحدة☝، كان يلبس يوماً قميصي وألبس يوماً قميصه) .

وهنا يتساءل المرء ، حول رجلاً اجتهدت في الماضي والحاضر مجموعات سواء بسواء بالخيانة وكتابة التقارير والوشاية أو من اخمدوا للتو انتفاضات الحرية والاستقلال وقتل الناس بدم بارد ، هل لها أن تكرم شاعراً كتب بروحية الرافضة للموت والمنحازة للحياة ، بل هل يتوقع المرء من هؤلاء تقديم المساعدة لمريض طريح الفراش في منفاه ، كانت ومازالت تتلاعب بالنصوص وتحريف محتواها في كثير أو قليل ، لكن من المؤكد الدول التى تعرف قيمته الشعرية وكرمته سابقاً ، ستهرع لتقديم كل ما يمكن لعلاجه ، وبالتالي ، بعد هذه المهزلة العاصفة والفاضحة والسقيمة ، وعلى مستوى أوسع نستعين من موسوعة أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ، مقولته التى تُعتبر من ضرباته التعليمة العميقة والأبدية لتلك السلالات الجائعة ، ( أطلبوا الخير من بطون شبعت ثم جاعت لأن الخير فيها باق ، ولا تطلبوا الخير من بطون جاعت ثم شبعت لأن الشح فيها باق ) ، واخيراً ، هنا ماذا عسانا أن نقول لوزير الثقافة ، أنت مواطيك من أي بطون ، الخير فيها باق أو الشح فيها باق . والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة