الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافات المتأسلمين 26 - خرافة استرضاع الرسول في بني سعد

زهير جمعة المالكي
باحث وناشط حقوقي

(Zuhair Al-maliki)

2021 / 4 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في التاريخ الذي كتبه المتاسلمون حاولوا الصاق كل المعايب الشخصية والعائلية والأخلاقية بالرسول مع تزويق كلامهم لمحاولة إخفاء تلك المعايب بغطاء خفيف من الكلمات الجوفاء التي لو ازيحت لبقيت القصص التي يخجل منها أي شخص اعتيادي وليس شخصا اختارته السماء ليحمل الرسالة الى البشر. ومن تلك القصص التي زوقوها وافتروها بكل اطيافهم سنة وشيعة قصة (استرضاع الرسول في بني سعد ) . لقد وضع المتأسلمون الاحاديث من اجل ان يزرعوا في اذهان اتباعهم هذه القصة باعتبارها حقيقة لا تقبل الجدال رغم انها لايمكن ان تثبت امام منطق التاريخ . لذلك فسنقوم اليوم بمراجعة تلك القصة من مصادر من يقدمون انفسهم باسم ( اهل السنة والجماعة ) الذين يعتبرون ما جاء في كتبهم مصادر مقدسة يقدموها حتى على القران .
لقد وردت قصة ( استرضاع الرسول في بني سعد ) في العديد من الكتب التي يعتبرها من يسمون انفسهم ( اهل السنة والجماعة ) بكلمات مختلفة ولكن الأساس يبقى واحد لذلك سنقوم بذكر احدها وهو كتاب (البداية والنهاية) للحافظ ابن كثير الذي ذكر القصة تحت عنوان "رضاعه عليه الصلاة والسلام من حليمة". . يقول ابن كثير " قال محمد بن إسحاق: فاسترضع له عليه الصلاة والسلام من حليمة بنت أبى ذؤيب، واسمه عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن حفصة بن قيس بن عيلان بن مضر.قال: واسم أبى رسول الله ﷺ الذى أرضعه - يعنى زوج حليمة - الحارث بن عبد العزى بن رفاعة بن ملان بن ناصرة بن سعد بن بكر بن هوازن. وأخوته عليه الصلاة والسلام - يعنى من الرضاعة - عبد الله بن الحارث، وأنيسة بنت الحارث، وحذافة بنت الحارث وهى الشيماء، وذكروا أنها كانت تحضن رسول الله ﷺ مع أمه إذ كان عندهم.قال ابن إسحاق: حدثنى جهم بن أبى جهم مولى لامرأة من بنى تميم كانت عند الحارث بن حاطب، ويقال له: مولى الحارث بن حاطب. قال: حدثنى من سمع عبد الله بن جعفر بن أبى طالب قال: حدثت عن حليمة بنت الحارث أنها قالت:قدمت مكة فى نسوة، وذكر الواقدى بإسناده أنهن كن عشرة نسوة من بنى سعد بن بكر يلتمسن بها الرضعاء من بنى سعد، نلتمس بها الرضعاء فى سنة شهباء، فقدمت على أتان لى قمراء، كانت أذّمت بالركب ومعى صبى لنا، وشارف لنا والله ما تبض بقطرة.وما ننام ليلتنا ذلك أجمع مع صبينا ذاك، ما نجد فى ثديى ما يغنيه، ولا فى شارفنا ما يغذيه، ولكنا كنا نرجو الغيث والفرج، فخرجت على أتانى تلك، فلقد أذمت بالركب حتى شق ذلك عليهم ضعفا وعجفا، فقدمنا مكة فوالله ما علمت منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله ﷺ فتأباه إذا قيل إنه يتيم تركناه، قلنا ماذا عسى أن تصنع إلينا أمه، إنما نرجو المعروف من أبى الولد، فأما أمه فماذا عسى أن تصنع إلينا؟ فوالله ما بقى من صواحبى امرأة إلا أخذت رضيعا غيري، فلما لم نجد غيره وأجمعنا الانطلاق، قلت لزوجى الحارث بن عبد العزى: والله إنى لأكره أن أرجع من بين صواحبى ليس معى رضيع، لأنطلقن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه.فقال: لا عليك أن تفعلى فعسى أن يجعل الله لنا فيه بركة. فذهبت فأخذته فوالله ما أخذته إلا أنى لم أجد غيره، فما هو إلا أن أخذته، فجئت به رحلى فأقبل عليه ثدياى بما شاء من لبن، فشرب حتى روي، وشرب أخوه حتى روي، وقام صاحبى إلى شارفنا تلك فإذا إنها لحافل، فحلب ما شرب وشربت حتى روينا، فبتنا بخير ليلة.فقال صاحبى حين أصبحنا: يا حليمة والله إنى لأراك قد أخذت نسمة مباركة، ألم ترى ما بتنا به الليلة من الخير والبركة حين أخذناه؟ فلم يزل الله عز وجل يزيدنا خيرا، ثم خرجنا راجعين إلى بلادنا، فوالله لقطعت أتانى بالركب حتى ما يتعلق بها حمار، حتى أن صواحبى ليقلن: ويلك يا بنت أبى ذؤيب هذه أتانك التى خرجت عليها معنا؟فأقول: نعم والله إنها لهي، فقلن: والله إن لها لشأنا، حتى قدمنا أرض بنى سعد، وما أعلم أرضا من أرض الله أجدب منها، فإن كانت غنمى لتسرح ثم تروح شباعا لبنا فتحلب ما شئنا، وما حوالينا أو حولنا أحد تبض له شاة بقطرة لبن، وإن أغنامهم لتروح جياعا، حتى إنهم ليقولون لرعاتهم أو لرعيانهم: ويحكم انظروا حيث تسرح غنم بنت أبى ذؤيب فاسرحوا معهم، فيسرحون مع غنمى حيث تسرح، فتروح أغنامهم جياعا ما فيها قطرة لبن، وتروح أغنامى شباعا لبنا نحلب ما شئنا. فلم يزل الله يرينا البركة نتعرفها حتى بلغ سنتين، فكان يشب شبابا لا تشبه الغلمان، فوالله ما بلغ السنتين حتى كان غلاما جفرا، فقدمنا به على أمه ونحن أضن شيء به مما رأينا فيه من البركة، فلما رأته أمه قلت لها: دعينا نرجع بابننا هذه السنة الأخرى، فإنا نخشى عليه وباء مكة، فوالله ما زلنا بها حتى قالت نعم، فسرحته معنا فأقمنا به شهرين أو ثلاثة.فبينما هو خلف بيوتنا مع أخ له من الرضاعة فى بهم لنا، جاء أخوه ذلك يشتد فقال: ذاك أخى القرشى جاءه رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاه فشقا بطنه، فخرجت أنا وأبوه نشتد نحوه، فنجده قائما منتقعا لونه، فأعتنقه أبوه وقال: يا بنى ما شأنك؟قال: جاءنى رجلان عليهما ثياب بيض أضجعانى وشقا بطني، ثم استخرجا منه شيئا فطرحاه، ثم رداه كما كان، فرجعنا به معنا، فقال أبوه: يا حليمة لقد خشيت أن يكون ابنى قد أصيب، فانطلقى بنا نرده إلى أهله قبل أن يظهر به ما نتخوف.قالت حليمة: فاحتملناه فلم ترع أمه إلا به، فقدمنا به عليها فقالت: ما ردكما به يا ظئر، فقد كنتما عليه حريصين؟ فقالا: لا والله إلا أن الله قد أدى عنا وقضينا الذى علينا، وقلنا نحشى الإتلاف والأحداث نرده إلى أهله، فقالت: ما ذاك بكما فأصدقانى شأنكما؟ فلم تدعنا حتى أخبرناها خبره. فقالت: أخشيتما عليه الشيطان، كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل، والله إنه لكائن لابنى هذا شأن، ألا أخبركما خبره، قلنا: بلىقالت: حملت به، فما حملت حملا قط أخف على منه، فأريت فى النوم حين حملت به كأنه خرج منى نور أضاءت له قصور الشام، ثم وقع حين ولدته وقوعا ما يقعه المولود، معتمدا على يديه، رافعا رأسه إلى السماء، فدعاه عنكما" . الى هنا تنتهي رواية ابن كثير وهذا الحديث قد روى من طرق أخر، وهو من الأحاديث المشهورة المتداولة بين أهل السير والمغازى.
الان ناتي الى القصة ونناقشها قمن حيث المصدر نرى ان مصدر الرواية هو (محمد ابن إسحاق ) وحتى نتعرف على ابن إسحاق فسال عنه معاصريه وما ورد عنه في الكتب التي يتبعها (اهل السنة والجماعة ) . لو سالنا عن ( مالك ابن انس الاصبحي ) امام المذهب المالكي وصاحب كتاب ( الموطاء ) عن ابن إسحاق وهو محمد بن إسحاق بن يسار ، كان جده يسار من موالي قيس بن مخرمة بن المطلب ، فهو القرشي المطلبي مولاهم ، كنيته : أبو بكر ، وقيل : أبو عبد الله ، ولد سنة ثمانين للهجرة في المدينة لوجدنا مالك يقول عنه " وما ابن إسحاق إنما هو دجال من الدجاجلة نحن أخرجناه من المدينة يشير والله أعلم أن الدجال لا يدخل المدينة " . وكان يقول: “محمد بن إسحاق كذَّاب”. وقال أبو جعفر العقيلي :" حدثني أسلم بن سهل ، حدثني محمد بن عمرو بن عون ، حدثنا محمد بن يحيى بن سعيد القطان قال: قال أبي: سمعت مالكا يقول: يا أهل العراق من يغت -أي يفسد- عليكم بعد محمد بن إسحاق " روى مالك عن هشام بن عروة قوله" أشهد أنه كذاب" وكانَ هِشام بن عروة بن الزبير يُجرِّحِه ، كما ان هارون ابن عبد الله الزهري قال سمعت ابن أبي خازم قال كان ابن إسحاق في حلقته فأغفى ثم انتبه فقال رأيت حمارا أقتيد بحبل حتى أخرج من المسجد فلم يبرح حتى أتته رسل الوالي فأقتادوه بحبل فأخرجوه من المسجد . كما ان ابن حجر ذكره في المدلسين حيث ورد في كتاب " طبقات المدلسين " والمعروف أيضا باسم " تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس " لاحمد بن علي بن حجر العسقلاني أبو الفضل شهاب الدين المعروف باسم الحافظ ابن حجرمنشورات (مكتبة المنار الأردن ) ، تحقيق وتعليق الدكتور ( عاصم بن عبدالله القريوتي ) الأستاذ المساعد بكلية الحديث والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، الطبعة الأولى ، طباعة جمعية عمال المطابع التعاونية ، عمان ، الأردن في الصفحة 51 ذكره في الطبقة الرابعة من المدلسين بالتسلسل 125 بقوله " محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي المدني صاحب المغازي صدوق مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجهولين وعن شر منهم وصفه بذلك أحمد والدارقطني وغيرهما " . قال عنه محمد بن عبد الله بن نُمير" إذا حدَّثَ عمن سَمِعَ منه من المعروفين فهو حسَنٌ صَدُوق، وإنَّمَا أُتِيَ من أنه يُحَدِّث عن المجهولين أحاديثَ باطلة". قال عنه ابن النديم في “الفهرست "وكان يحمل عن اليهود والنصارى ويسميهم في كُتُبِهِ أهلُ العِلم الأول..، وأنه كانَ يُعْمَل له الأشعار، ويؤتى بِها ويُسأل أن يُدخلها في كتابه فيفعل، فضمَّنَ كتابه من الأشعار ما صارَ به فضيحة عند رُواة الشِّعر" . نقل يحيى بن معين عن يحيى القطَّان أنَّ الأخير كان لا يرضى ابن إسحاق، ولا يروي عنه. وقال ابن المديني : سمحت يحيى يقول: قال إنسان للأعمش : إن ابن إسحاق حدثنا عن ابن الأسود ، عن أبيه بكذا وكذا ، فقال: كذب ابن إسحاق ، وكذب ابن الأسود ، حدثني عمارة بكذا وكذا . وقال الرازي : قال أبو حفص الغلاس : كنا عند وهب بن جرير فانصرفنا من عنده فمررنا بيحيى بن سعيد القطان فقال: أين كنتم؟ قلنا: كنا عند وهب بن جرير -يعني يقرأ علينا كتاب المغازي عن أبيه ، عن ابن إسحاق – قال تنصرفون من عنده بكذب كثير " . وقال الرازي : حدثنا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل حدثنا علي- يعني ابن المديني - قال: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: قلت لهشام بن عروة : إن ابن إسحاق يحدث عن فاطمة بنت المنذر فقال: أهو كان يصل إليها؟ فقلت ليحيى : كان محمد بن إسحاق بالكوفة وأنت بها؟ قال نعم ، قلت: تركته متعمدا؟ قال: نعم تركته متعمدا ولم أكتب عنه حديثا قط . اذن فرأي الكثيرين من معاصري ابن إسحاق ومن كتب عنه بانه (مدلس) وانه ( كذاب ) وانه ( دجال ) . فهل يصلح مثل هذا ان يكون مصدرا لمعلومة ؟
ناتي الى اخرين ذكروا موضوع ( استرضاع الرسول في بني سعد واشهرهم ( البخاري ) و( مسلم) وننظر ما هو راي ابن حجر فيهما؟ . فقد ذكر الحافظ ابن حجر في كتاب "تعريف اهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس" الصفحة 24 البخاري في الطبقة الأولى من المدلسبن في التسلسل 23 بقوله " محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرةا البخاري الامام وصفه بذلك أبو عبد الله ابن مندة في كلام له فقال فيه اخرج البخاري قال فلان وقال لنا فلان وهو تدليس ولم يوافق ابن مندة على ذلك والذي يظهر أنه يقول فيما لم يسمع وفيما سمع لكن لا يكون على شرطه أو موقوفا قال لي أو قال لنا وقد عرفت ذلك بالاستقراء من صنيعه". اما عن مسلم ابن الحجاج فيقول في نفس المصدر فيذكره باعتباره من الطبقة الأولى من المدلسين فيقول في الصفحة 26 وبالتسلسل 28 " مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري الامام المشهور قال ابن مندة انه كان يقول فيما لم يسمعه من مشائخه قال لنا فلان وهو تدليس ورد ذلك شيخنا الحافظ أبو الفضل بن الحسين وهو كما قال" . اذن مصادر هذه القصة هي عن أناس متهمين ( بالتدليس ) . كما ان أبو يعلى في الحديث رقم (7163) وابن حبان في الحديث رقم (6335) والطبراني في المعجم الكبيرالحديث رقم (24/212 – 215) والهيثمي في مجمع الزوائد الحديث رقم (8/220 – 221) ودلائل البيهقي (1/133 – 136)يروون الحديث عن ( عبد الله ابن جعفر ) عن حليمة السعدية . وعبد الله ابن جعفر كان عندما مات الرسول صغيرا لايتجاوز العاشرة من العمر فلم يلتقي حليمة السعدية ويسمع منها.
الان بعد ان تبين ان مصدر هذه القصة من أناس متهمين بالتدليس والكذب نعرض القصة على التاريخ لنعرف هل تثبت هذه القصة ام لا ؟ أولا يدعي من زور هذه القصة ان عادة اهل مكة ارسال ابناءهم الى البادية لتقوى اجسامهم وتتحسن بلاغتهم . وهذا من المضحكات لان مكة في ذلك الحين لم تكن في الحقيقة مدينة كبيرة مثل دمشق مثلا او مثل بغداد فالذي زور هذه القصة كان يتحدث وهو يسكن مدينة كبيرة بعيدة عن الصحراء فيخشى من وخمها على الصبيان فيتم ارسالهم الى البادية ولا يعرف ان مكة في الحقيقة ليست كذلك . كما ان اهل مكة كانوا من قريش اهل الفصاحة والبلاغة ولم تختلط السنتهم بامم أخرى فيخشى على الصبيان من ان تتاثر لغتهم كما هو الحال في المدن الكبيرة . والدليل على ان ذلك لم يكن من عادة اهل مكة ان ( حمزة ابن عبد المطلب ) عم الرسول وهو اكبر من الرسول بسنة رضع مع الرسول من ( ثويبة ) جارية ابي لهب عم الرسول بلبن ابنها ( مسروح) . أي ان عبد المطلب لم يرسل ابنه حمزة لكي يسترضع في البادية . كذلك أبو طالب عم الرسول لم يرسل ابنه علي ابن ابي طالب حتى يسترضع في البادية .
يدعي البعض ان حليب ام الرسول ( السيدة امنة ابن وهب ) قد جف فالتمسوا للرسول المراضع وهذا يخالف الحديث الذي زوروه عن ان صدر حليمة السعدية كان جافا فلما التقمه الرسول در حليبها فشرب حتى ارتوى كما ورد في كل المصادر التي ذكرت القصة فهل ان بركة الرسول تصيب حليمة السعدية ولا تصيب امه التي ولدته ؟ كذلك يقولون ان الرسول ارسل الى البادية من قبل جده عبد المطلب والمعلوم ان الرسول ولد بعد وفاة ابيه ( عبد الله ) بعدة اشهر وكان جده يحبه حبا جما فكيف يطيق ان يبتعد عنه بمجرد ولادته ؟ وهو الذي كان يجلسه جنبه على سريره . كذلك فامه ( السيدة امنة بنت وهب ) الزوجة الشابة التي ثكلت قبل اشهر بوفاة زوجها الشاب كيف تطيق ان تبتعد عنه الى مكان بعيد عنها دون ان تراه ؟
من دلائل كذب خرافة الاسترضاع ان رواة القصة يروون عن حليمة السعدية بانها كانت مترددة في اخذ الطفل لانه ( يتيم ) ولما راته من اعراض المرضعات عن اخذه وانها اخذته مضطرة عندما لم تجد احد ترضعه نتيجة ضعفها وهزالها وانه لاحليب في صدرها . وقد نسوا ان من يتحدثون عنه كان ابن زعيم مكه ورئيس مكه الذي كان يسمى شيخ البطحاء وبالتالي الجُل يرغب في التقرب منه وخدمته وكان يطعم الوحوش في الصحراء فهل يعجز عن اطعام ابن ابنه الذي فقده قبل اشهر وكان من اعز أولاده ؟ .
مما تقدم يتبين لنا ان هذه القصة الهزيلة لاتثبت لا مصدرا ولا منطقا ولكن السؤال لماذا يقوم المتسلمون بتزوير هذه الرواية المكذوبة ؟ السبب واضح جدا هو التقليل من قدر الرسول وجعله طفلا غير مرغوب فيه بحيث يتم ابعاده الى الصحراء وكذلك التقليل من شان الفصاحة التي اشتهر بها وجعل تلك الفصاحة مصدرها (اعراب ) البادية وليس وحيا سماويا . كذلك التقليل من شان الرسول الذي جعلوا منه يسترضع من الاغراب في حين ان موسى عليه السلام كرمه الله بان جعله لايرضع الا من صدر امه كما جاء في القران الكريم في قوله تعالى ﴿وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ فَرَدَدْنَاهُ إلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ . فقد تعمدوا جعل رسول الإسلام يسترضع من البوادي وموسى عليه السلام لايرضع الا من امه التي ولدته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح