الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سعيد ناشيد: محنة الفكر المضاد في المغرب

محمد بقوح

2021 / 4 / 29
التربية والتعليم والبحث العلمي


بدءا، لا يسعنا سوى إعلان تضامننا المطلق مع سعيد ناشيد، ليس فقط كزميل مهني، ولكن أساسا كفكر حر ينتصر بكتاباته النقدية لقضايا الشعب و الإنسان..
من هنا، فقضية سعيد ناشيد تتجاوز أن تكون قضية شخص تم طرده من سلك التعليم و الوظيفة، بسبب تقصيره في مهمته المهنية، كما تروج له أطروحة الجهة الرسمية المشغلة، تلك التي تبدو للعيان ساذجة إلى حد بعيد في سطح وقائع ما جرى. و إنما تعتبر هذه القضية، على الأقل من منظورنا، منعطفا خطيرا في تعميق انحراف العلاقة بين المثقف النقدي و السلطة. أي مواصلة الإجهاز الحكومي الممنهج، كسياسة تعليمية و اجتماعية فاشلة، على المكتسبات التاريخية للشعب المغربي العريق، وذلك بضرب، هذه المرة، شريان حرية التفكير المتنور و التعبير الفاضح بالمغرب الراهن. بل أكثر من ذلك، هي محاولة يائسة في زمن أفول الأصنام البائدة، لاغتيال العقل الحر في المجال التربوي الحيّ، بموارده البشرية الذين يراهنون، دائما وأبدا، في عملهم الأخلاقي، قبل المهني، مع تلامذتهم، كرموز وطنية الشعب، أو شعبية الوطن، على ثقافة الحق و الواجب. لكن، حين ينتهك الحق، لابد أن يحتج أصحابه في الميدان.. أو بمعية نضال الفكر و اشتعال لهيب الكتابة.
هذا يعني أن الدولة هنا، ومن خلالها الجهاز الحكومي المنفذ للحكم الجائر في قضيتنا، تقدم الحجة القاطعة ضدّ علاقتها التاريخية المتوترة مع الحقل التعليمي و التربوي منذ الاستقلال السياسي إلى الآن.. باستثناء لحظات التواري مع حكومات النور التي مرت خفية من هنا.. ومن تمّ، فمحاربة الأستاذ سعيد ناشيد بمعاقبته كشخص، أي بالنيل من وضعه الاجتماعي له صلة بالبقاء في حياة الأحرار، هي محاربة رمزية لا تقل قساوة وعنفا، من محاولة القتل الجسدي لرموز الفكر الحر، من لدن رصاصات الفكر الظلامي الذي يتغذى من ثقافة الخرافة و النكوص و التقليد، وكذلك من تواطؤه المجاني مع سلطة الاستعمال الخبيث للسياسة و السياسيين..
هكذا، يبدو أن قضية سعيد ناشيد، هي قضية الفكر المضاد الذي يواجه بالسيف بدل بالفكر. وهو سلوك الجبناء الطغاة الذين ما فتئ التاريخ يلفظهم وينساهم بعد توالي الأيام.
لا يمكن، أولا وأخيرا، إخفاء الشمس بالغربال، كما يقال..
لهذا، فكل الاحتمالات واردة إن لم يتم تدارك الموقف الذي تم اصطناعه، وتعمل الجهات الرسمية على القطاع التربوي، على بدء الاصلاح التعلمي الحقيقي، وليس الصوري، بدءا بحماية كيفية التفكير.. قبل تعليم أبجديات توظيف السياسة !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست