الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تغييب

صالح محمود

2021 / 4 / 29
الادب والفن


لن يدرك السجناء الموضوع في اللانهائي ،
فالدائرة لا تمثل المركز،
أعني الكوكب ، لا الجاذبية و الشعاع ، الهالة ،
شعلة زاردشت المقدسة ،
بل أخر حدوده ، الشفق ، السديم ،
الظلال ، تؤوّل دائرة ...
أي الرسوم ، الأسطورة و السحر ،
ما يردده السجناء عند ترتيل الآيات ،
في الشريعة و تابوت العهد ، أثناء المناسك و الشعائر ،
بيقين ثابت ، إدراكهم الصفر ...
و الحال أن الهيروغليفيا نفسها تظل صامتة بشأن الهرم ،
تشير إلى الفراكتال ، بدلا عن ذلك ، ما يدعيه الفقهاء ،
و هذا محال لا لكونه فراكتال ، في جوهره عدد ،
يتبدد في الفصول ،
بل لكونها كلمة ، تشير إلى الشعور ، إلى الحضور ،
تشير إلى الكل ،
المطلق لا مجال فيه للتأويل و الأحالة ،
لا مجال فيه للفقه و الفتاوى ...
ففي اللانهائي يستحيل تجريد الكوسموس ،
وفق النحت و الحفر ، وفق الرسم و التصور ، وفق المثال ،
فهذا مخالف للصفر ،
إذ حضور الكل يعني المطلق ،
من خلاله يتحقق الحلول ،
أعني الشعور ، أي الكلمة ،
و بناء على ذلك ، لن يكون الكوسموس كوسموس ،
بل رسما و تأويلا ، إحالة و استعارات ،
إذا ، ما ننتظره الحلول فحسب ،
كشف السرمدية في بابلون ،
أخبروني ، أين الأول و الآخر في اللانهائي ،
أعني أين الأطراف ،
اين تبدأ الدائرة و أين تنتهي ،
أين الدائرة ...
لكننا نشير إلى الكوكب ،
و الكوكب يحيلنا على الكوسموس ،
أعني من يحدد لي الموضوع بدقة ،
أعني الذات ...
الحق أقول لكم : تبدأ الكلمة من الصفر و تنتهي إليه ،
ليتم كشف الملكوت في الحلول ، في الأبوكاليبس ،
وفق البدء ...
ثم إننا نتحدث عن السجناء ،
كانوا قد أعلنوا انفصالهم عن المركز بانتمائهم إلى الدائرة ،
بانتظارهم المسيح في الظن التخمين ،
في الحنين و الذكرى ، في الحلم ،
ببحثهم عن برهان في السموات ، عن بعد آخر ،
بسعيهم الدائم لتأويل الكوسموس و تجريده هرم ،
ارادوه مثالا صلبا فاستحال صفرا ،
و هذه جريمتهم الكبرى ، ايمانهم بالدائرة ،
و كفرهم بالمركز ، أعني الكوسموس ،
فعلى الدوام يشيرون إلى الماقبل و المابعد ،
و ما بينهما الحلول ، هذا ما يتوقعون لقاءه ،
يبحثون عن الحق عبر الصراط ،
لعجزهم عن تفكيك شيفرة الصفر ،
و تحويله ظاهر ، تحويله عدد ...
اعني ما وراء ، غيب ، دينونة ...
بتغييب الشعور في اللاشعور ،
ملاذهم الوحيد للخلاص ،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-