الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عواقب استمرار الديكتاتورية البعثية

خالد محمد

2006 / 8 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ليم يعد خافيا على أحد اسباب الحرب المشتعلة اليوم في لبنان ، وافتعالها في هذا الوقت بالذات على يد حزب الله ، احدى ادوات النظام السوري البائسة ، اضافة لملالي ايران الذين اسسوه وأمدوه بالسلاح والمال وما زالوا يفعلون ذلك علنا وسراً . انهما النظامين المعاني كل منهما من عزلة وضغوط دولية ، نتيجة سياستهما الخارجية والاقليمية الحمقاء ، التي ما عادت مقبولة في العالم ومن مخلفات القرون الوسطى . هذه الحرب التي يدفع ثمنها شعب لبنان قتلاً وخرابا ونزوحا ، بحجة دعم المقاومة في مزارع شبعا تارة ، وتارة اخرى بحجة مبادلة الاسرى اللبنانيين في سجون اسرائيل . بينما جبهة الرفاق البعثيين ، في الجولان المحتل هادئة منذ اكثر من 30 سنة . وفيما تبتلع ميزانية الجيش السوري أكثر من نصف الدخل الوطني للبلد الفقير والأمس للحاجة للتنمية وحل مشكلة البطالة وغيرها . هذا الجيش صار مكانا للفساد والارتزاق لغالبية ابناء الطائفة الحاكمة ، ومهمته الوحيدة حماية النظام من غضب الشعب السوري ونقمته ، كما هو حال الاجهزة الامنية وفروعها السرطانية.

المضحك والمبكي أنه في هذه الأثناء ، التي يتدمر فيه لبنان ، أن يخرج علينا أركان النظام بتصريحات بطولية . مثلما الأمر في تصريح وزير الاعلام السوري ، الذي توعد برد عسكري : " في حال توغلت القوات الاسرائيلية في أراضي لبنان واقتربت من الحدود السورية " .. ويتناسى الوزير الهمام ، أن القصف الاسرائيلي استهدف أطراف دمشق (عين الصاحب) ، كما أن الطائرات الاسرائيلية حلقت مراراً فوق قصر رئيسه الأسد ، في اللاذقية ! إضافة الى أن جبهة الجولان نفسها على مشارف العاصمة السورية ومحتلة ولا يسمح بتاتاً أن تنشأ فيها مقاومة سورية أو حتى أن يتظاهر نازحوا الجولان مقابل قراهم وبلداتهم المحتلة ! ولنتذكر مصير سفير سوريا في اسبانيا ، الذي صرح في العام الماضي أن بلاده سترد عسكريا على اسرائيل ، إذا ما قام طيرانها مجددا بخرق الاجواء السورية ، وكيف تم نفي الخبر رسميا والقول على لسان وزير الاعلام السوري نفسه بأن هذا رأي السفير الشخصي " كمواطن " وليس رأي حكومة بلاده !!

المأساة هنا أن يعود لبنان مرة اخرى ، ليصبح أحد أوراق النظام السوري التي فقد أكثرها بسبب رعونة سياسته في العراق وفلسطين . هذه الأوراق الاقليمية التي استطاع من خلال اللعب بها ، أن يستمر في السلطة لأكثر من ثلاثين عاما ينكل بالشعب السوري ويجعله في ذيل الدول المتخلفة ، مقابل إغتناء فاحش لعصابته . هذه الاوراق المتلاعب بها مغلفة بالشعارات القوموية والثوروية المزيفة عن المقاومة وتحرير الارض العربية ، يدفع الآن شعب لبنان ثمنا باهظا لها من دم أبناءه وتشردهم ودمار بنيتهم التحتية ، وبالتعاون مع نظام إيران الرجعي وأداته حزب الله . وما كان موقف هذا الحزب مستغربا حينما رفض مقررات مؤتمر روما ، وراح زعيمه يكيل التهم للمجتمع الدولي شرقا وغربا ويهين الدول العربية (طبعا بإستثناء حماته السوريين ) ، كما أنه صار يضع العقبات أمام الحكومة اللبنانية التي لم يعترف يوما بها وبسلطة جيشها الوطني وحقه في مد سيطرته على الجنوب اللبناني ، حيث أن ذلك لو حصل كان قد جنب لبنان هذه الحرب الكارثية .

يصرخ أركان النظام السوري والايراني اليوم ، بسبب عدم دعوة المجتمع الدولي لهم إلى مؤتمر روما ، الذي إنعقد من أجل محاولة إيجاد مخرج للمشكلة أو على الأقل وقفا مؤقتا للنار . ويدرك المجتمع الدولي الآن أن قطع يد هاذين النظامين الديكتاتوريين ( حزب الله ) ، هو الذي سيوقف هذه الحرب ويحل المشكلة اللبنانية ، ببسط الدولة سيادتها على كامل أراضيها وحل ميليشيا حزب الله وتجريد المخيمات من سلاحها ، مما يعني وقف تدمير اسرائيل للبنية التحتية لهذا البلد ، والكف أيضا عن التدخل بشؤونه من قبل الاطراف الاقليمية الاخرى . والسؤال الآن برسم المعارضة السورية ، وخاصة جبهة الانقاذ الوطني ، المشكلة حديثاً والتي يحسب النظام ألف حساب لها : إذا كانت تدرك مسؤوليتها التاريخية في هذا الوقت العصيب ، فتكف عن مسايرة الشارع العربي وشعاراته التي لم تجلب سوى الكوارث ، وما إذا كانت على قدر واجبها الوطني المتمثل بفضح اللعبة الاقليمية للنظام السوري وحليفته إيران وأداته حزب الله ، والمساهمة في رفع الغطاء العربي عن ذلك النظام وتشديد عزلته تمهيداً لإسقاطه ، وإقامة حكم الشعب كبديل شرعي وحيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الصين يحمل تحذيرات لبكين؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. زيارة سابعة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي إلى الشرق الأوسط




.. حرب حزب الله وإسرائيل.. اغتيالات وتوسيع جبهات | #ملف_اليوم


.. الاستخبارات الأوكرانية تعلن استهداف حقلي نفط روسيين بطائرات




.. تزايد المؤشرات السياسية والعسكرية على اقتراب عملية عسكرية إس