الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
نتنياهو وصعوبة مهمته في تشكيل حكومة
نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)
2021 / 4 / 30
مواضيع وابحاث سياسية
تبدو مهمة بنيامين نتنياهو في تشكيل الحكومة أمرا بالغ الصعوبة، حيث لم يستطع حتى الآن تأمين سوى 52 نائبا من اصل 61 نائبا مطلوبا من اصل عدد أعضاء الكنيست البالغ 120 عضوا، وهذا الأمر كان متوقعا وقد أشار له الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريبلين قبل أن يسند المهمة لنتنياهو في السادس من نيسان الجاري، وتنتهي المهلة الممنوحة لنتيناهو في الثالث من شهر أيار المقبل. وهو يستطيع طلب تمديد المهلة لأسبوعين إضافيين، مع أن مثل هذا التمديد سوف يبدو بلا جدوى في ضوء فشل نتنياهو في اختراق جبهة القوى المناوئة له، سواء في استمالة أحزاب وكتل، أو استمالة نواب أفراد كما حصل في المرة السابقة. نتنياهو حتى الآن لم يؤمّن سوى أصوات حزبه الليكود (30 مقعدا)، وحركتي شاس ويهدوت هتوراة الدينيتين ولهما 9 و 7 مقاعد على التوالي، وحزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف وله ستة مقاعد، والمجموع 52 نائبافقط. يأمل نتنياهو في استمالة حزب (يمينا) المتشدد برئاسة نفتالي بينيت وله 7 مقاعد، لكن هذا الأخير سبق له أن خُذل من قبل نتنياهو أكثر من مرة، وهو يُمنّي النفس بأن يكون خليفة نتنياهو في تزعم معسكر اليمين، كما أنه تلقى عروضا مغرية من قبل يائير لابيد رئيس حزب يوجد المستقبل الوسطي (17 مقعدا) بتشكيل حكومة تناوب، يكون فيها بينيت هو الرئيس في الفترة الأولى، وفوق كل هذه الحسابات المعقدة يطمح نتنياهو إلى تلقي دعم غير مباشر من القائمة العربية الموحدة (الجناح الجنوبي للحركة الاسلامية برئاسة منصور عباس ولها 4 مقاعد) لكن حتى هذا الدعم يبدو مرفوضا بشدة من قبل حليف نتنياهو الآخر وزعيم حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش.
وفي ضوء فشله المتوقع على الأغلب، سوف يحتاج إلى التمديد لأسبوعين إضافيين مع أن معطيات مشكلته وعناصرها لن تتغير كثيرا، لكن نتنياهو قد يستغل هذه الفترة لمزيد من المناورات وربما اختراع أو اصطناع أسباب سياسية خارجية أو أمنية للضغط على الأحزاب اليمينية المترددة في الانضمام لحكومته، أو دق أسافين بين القوى المناوئة له.
أما في حال فشل نتنياهو، وهذا الاحتمال وارد بقوة، فسوف يتجه الرئيس الإسرائيلي لتكليف يائير لابيد زعيم حزب يوجد مستقبل (ييش عاتيد) ، وحزبه يملك 17 مقعدا في الكنيست، لكنه حصل على توصية من 45 نائبا ( يوجد مستقبل، العمل، أزرق أبيض، يسرائيل بيتنا، ميريتس)، ومع كل ذلك تبدو فرص لابيد صعبة جدا في تشكيل الحكومة، فالذين أوصوا عليه هم خليط غير متجانس من الأحزاب اليمينية (مثل حزب أمل جديد برئاسة جدعون ساعر) واليسارية مثل حزب ميريتس، ولا يجمعها اي جامع سوى معارضتها لبقاء نتنياهو في الحكم، وهذا الجمع المتنافر يحتاج فوق ذلك إلى تأييد القائميتين العربيتين ( المشتركة ولها 6 مقاعد، والعربية الموحدة ولها 4) وهو أمر سيكون محرجا لأي حزب صهيوني بأن يقدم نفسه كأنه يعتمد على العرب، وليس لديه أغلبية يهودية، وفي حال فشل لابيد، يمكن للرئيس الإسرائيلي أن يلجأ لمادة فضفاضة في القانون الأساسي وهي تكليف عضو كنيست لديه فرصة في تشكيل الحكومة، وفي هذه الحالة لا يمكن أن ينطبق هذا الشرط إلا على عضو كنيست من الليكود، ومن الأسماء المطروحة لذلك ولكن بشكل خافت كل من يسرائيل كاتس وياريف لافين، لأن مناوئي نتنياهو يعترضون على شخصه وأسلوبه الفردي وتورطه في قضايا الفساد وليس على برنامجه السياسي، هذا الخيار يشترط موافقة نتنياهو، وفي حال فشل ذلك الخيار، فإن القانون يلزم بحل الكنيست والتوجه لانتخابات خامسة..
من المؤكد أن نتنياهو لن يكون راضيا عن إسناد مهمة تاليف الحكومة لشخص آخر، لأن هذا يعني تسريع إجراءات محاكمته وربما إدانته وذهابه للسجن، وهو مجرد من هيبة المنصب وامتيازاته، وبالتالي سيكون من مصلحته الدفع باتجاه انتخابات خامسة لربما تتحسن فرصه من خلالها، أو يجري خلالها إعادة خلط الأوراق وربما إضعاف بعض القوى المناوئة له مثل حزب جدعون ساعر أو حزب ازرق أبيض.
الطامحون في خلافة نتنياهو كثر، ومنهم نفتالي بينيت الذي بدأ في طرح نفسه كزعيم بديل لليمين، وهو يحاول تسويق نفسه باعتباره انسانا شابا ونزيها (ليس عليه تهم فساد). قبل أشهر بسيطة كانت استطلاعات الراي تعطيه ما بين 20-22 مقعدان لكنه بدا بالتراجع مع محاولته تقديم نفسه كزعيم يميني لكل إسرائيل وليس لقطاع المستوطنين والصهيونية الدينية فقط، هذه المحاولات جعلت المستوطنين يتحلقون حول حزب الصهيونية الدينية، كما أن انشقاق جدعون ساعر عن الليكود جرف بعض قواعد شعبية بينيت، بالتالي محاولات بينيت أو جهوده لا تعني اي قدرة واقعية لتشكيل الحكومة بقدر ما يحاول من خلالها تقديم نفسه كزعيم وطني وليس قطاعي (مستوطنين) وكشخص شاب واعد (حوالي 48 سنة مقابل 72 نتنياهو) وزعيم محتمل للمستقبل.
وحتى لو نجح نتنياهو في استمالة حزب اضافي أو نواب أفراد ووصل إلى الرقم 61 فلن ينجح في تشكيل حكومة ثابتة ومستقرة، لأن حكومة يمين ضيقة سوف تبقى رهينة لشروط وابتزازات الأحزاب الصغيرة المشاركة وعرضة للانهيار في اي لحظة وعند أي خلاف سياسي جدي سواء حول التعيينات والحقائب، أو الموازنات أو التوجهات السياسية والأمنية، وانسحاب أي حزب سوف يعني انفراط عقد الحكومة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات المحلية في تركيا.. استعادة بلدية اسطنبول: -هوس- أ
.. المرصد: ارتفاع قتلى الهجوم الإسرائيلي على حلب إلى 42 بينهم 6
.. بكين تتحدى واشنطن وتفتح أبوابها للنفط الروسي والإيراني
.. الحكومة الأردنية تهاجم دعوات حماس التحريضية | #رادار
.. رمضان ومدينة المليون حافظ.. طرابلس الليبية