الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجموعة نصوص خريف يذرف أوراق التوت

جاكلين سلام
كاتبة صحفية، شاعرة، مترجمة سورية-كندية

(Jacqueline Salam)

2021 / 4 / 30
الادب والفن


خريفٌ يذرفُ أوراق التوت
صدر حديثا ومجددا في طبعة الكترونية كتاب للشاعرة جاكلين سلام عن "سلسة إبداعات طريق الحرير" عام 2021. المجموعة الشعرية سبق نشرها الكترونيا، وورقيا في كندا.


هنا نترك للقارئ فرضة التعرف على نصوص المجموعة مع قراءة نقدية في نهاية الكتاب، وسيرة أدبية للكاتبة.



الكتاب: خريف يذرف أوراق التوت
تأليف: جاكلين سلام
الطبعة الثالثة، عن : سلسلة ابداعات طريق الحرير، 2021
الطبعة الثانية، طبعة خاصة، إصدار ورقي والكتروني عام 2015
الطبعة الأولى، نشر الكتروني عام ، شبكة المرايا الثقافية عام2001
المجموعة تضم 84 نصاً كتبته الشاعرة في كندا ما بين عامي 1997، و2001
جميع الحقوق محفوظة للمؤلفة.




الإهداء
إلى ابني سلام مرّوش



هاوية
لا رائحة للتراب هنا، لا تراب إلا في العيون
الشواطئ يخنقها الإسمنت
ويحلم موجي بعناق الرمل
لا كثبان رملية أعتلي قبّتها
أنا المنفى
ويحملني صليبي نحو الهاوية.


متاهة
لم أنجب على الإطلاق، أو هكذا خُيل إلي
لكنني كلما رأيت طفلاً يرضع ثدي أمه ينتابني شعورعميق بأنه طفلي الذي ضاع مني في المتاهة.
بكثير من وجل تمتد يدي إلى صدري، وأكتشفُ أنني امرأة فقدتْ ثدييها أيضاً.


الطريق إلى السنديان
اتفقنا أنا وصديقي أن نلتقي في السبعين، كان ذلك منذ زمن بعيد. في الموعد
المحدد لبستُ بنطالي الجينز وحذائي الرياضي . انتبهت لطاقم الأسنان في فمي، ضحكت وقلت لنفسي هل سيكتشفه؟
في منتصف الطريق إليه، وربما في أوله تذكرت أننا دفنا البوصلة- يومها- تحت شجرة السنديان
هل يعرف أحدكم الطريق إلى السنديان؟


مفتاح القلب
أول رجل تعرفت عليه أهداني حمالة مفاتيح وكذلك الرجل الأخير.
المدة الزمنية بين الاثنين أكثر من خمسين عاماً .
وما زلت أحتفظ بهذه الهدايا بين أشيائي غيرالثمينة، لانني أصلاً لا أقتني أشياء ثمينة.
تقدم بي العمر وما زالت مفاتيحي ضائعة وربما ستأتيني عبر البريد المستعجل.

بل ليس مهما بعد إن كانت ستأتي أم لا . باب الأبدية مفتوح لقلب ضائع.


قلوب ومصابيح
عانيت طويلاً من المصابيح التي تحترق في فترة قصيرة، ولا أخفيكم أنني أشعر بالغيظ من تبديلها بأخرىلأسباب كثيرة، أولها أن يدي قصيرة وهذا يرجع لأسباب لا علاقة لها بالجينات.
تناسيت تلك المصابيح، تعايشت مع الشموع الأكثر شفافية حيث احتراقها يراني
لم أكن أعتقد أنها ستتسبب بحريق في بيتي
السماء مطفأة الآن، ثمة نور ما زال يضيءُ عتمتي
لن أحدثكم عن مصدره، لا لأني لا أثق بكم، بل لأنني أحبّذ الاحتفاظ لنفسي بالتفاصيل الهامة والتافهة من وجهة نظركم.



أصابع في بطن الحوت
صديقاتي يشتكين كثيراً من أزواجهن ومع ذلك يفضلن السكينة
إنهن يخشين الوحدة
أعيش وحدتي الأبدية لأنني أخاف على نفسي التي انتشلتها من حلْق الحوت بعد أن فقدت أصابعي،
أو كما خيل الي حينها
لا- أصابعي بخير ولم أفقد الكثير وإلا كيف أكتب لكم الآن!

سحبتُ الطريق إليّ من أذنيه وتعلمت كيف أتقاسم الفراغ مع ذاتي
ولكن ما هذا الحلم الذي يراودني دوماً عن ثمة رجل يسكن جلدي وألده كل مساء!

أوراق مجعدة
صغيرين كنا، ومرارأ طلب مني ألا أترك اسمه بين أوراقي

الآن لشدّ ما أفكر بقتل المترهل من ذاتي
فيخطر بذهني أن أنفّذ وصية صديقي

أذهب إلى أوراقي المجعدة فأجد المخلص هناك،
وبسخاء أذرف بقاياي.


مفترق الغابة
التقطَ شوكة وردتها صفراء من طريق غابة مشينا فيها طويلاَ. صامتين
على مفترق الغابة قبلني بشفتين شاحبتين، بلوعة ضغط على أصابعي
طلبتُ منه تلك الشوكة الغريبة تذكاراً
بهدوء أجاب: لا،لا أستطيع لن أهديك إيّاها، إنها مع كل جمالها، شوكة

لم تعد قدماي تقويان على السير في أية غابة وما زال حلم يراودني، أرى يديه تحاولاناجتثاث الشوك من عينيّ

هل قرأتم يوماً عيوناً تنبت فيها الأشواك؟


مقهى تحت الشمس
لستُ فضولية لكنني كلما ذهبت إلى مقهى " تحت الشمس " أشعل السيكارة فتحتضنها المنضدةويتكاثف في قلبي الدخان.
أنشغل بمراقبة وجوه لا تعرفني، أحادثها بصمت، وبلكنة غريبة عني.
ربما هذا ما يمكن أن تفعله امرأة في مقهى أغلب رواده ثنائيات.


مقهى كندي
مزدحم المكان كالعادة،
ثمة قاطع زجاجي يفصل الثلج المتراكم في الخارج عن الثلج الغائر فيّ
أراقب وجه الرجل الوحيد على الطاولة المجاورة وعبر الزجاج
أراه يتمدد ويستطيل على صدر الثلج و تتبدل انعكاسات الضوء عليه
أراني وحدي من يذوب
لا تصدّقوني بعد اليوم إنادّعيت لأسبابٍ شتّى، أنني امرأة من صوّان.


عريشة الجسد
كلما تشقق جسدي في الليل أقوم بسقاية الزريعة في الأصيص وأحاور النوم
استيقظت ذات صباح، كان اللبلاب، وثمة أعشاب برية تعرش على قامتي

أكانت تلك قامتي أم قامته؟

وحين سمعته يتحدث عن وطاويط تسكن جنبات الظلام أخذت قوسي والنشاب صوبته نحو أحشاء العتمة

وكم أدركت عميقاً ابتهالات حبة رمل في صحراء!


جهة العشق
ما أقل حيلتي حين اللغة تملي عليّ وِجهة العشق، ووجهة الفناء
وتنأى عن وجهي، وجهك، وجوهنا التي ليست زجاجاً. ليست مرايا
تنحرف وتقذفنا إلى أعلى مدارات الكلام
تكتب معادلة الجاذبية بين فضة المرآة وروح الجمر وريشة البنت التي تقصّفت أيامها وهي تتذبذب بين فضة القمر وأرجوان مبدّد في ثنايا الصمت
ما أكثر الزجاج. ما أقسى المرايا
ما أقل ّالكلمات التي تفسح الطريق للرؤية.

ذنوب العاشقة
تقوّس قلبي وما تزال أوتاره مشدودة ولا تقتفي آثارَ البيادر
وحده الذي سيحوّلُ بقاياي إلى شعلة، هو ما يحفّز أعماقي.
الحبّ، كلّ ذنوبي التي تلاحق قلبي إلى آخر الخط.

حلم لا يقتل الحياة
كيف يقاوم النصل رائحة الدم وهو ينحر رقبة الحمل؟
أيستكين منتشياً بعرس الدم الطازج، أم يشحذ الهمة لقتل أشدّ إثارة
ما يشغلني أكثر، حلم لا يقتل الحياة


سجادة ياسمين
لستُ جدة، إنني أكبرُ من طفلة
روحي سلامٌ، ولا سلام في الغابة
أمٌ لكثيرين لم ألدهم
أحوكُ أناشيد روحي سجادة ياسمين لطفلة من هذا العالم.

جدائل الوقت
مددتُ جدائل الوقت. رصفتُ عظامَ المكان سفينة
وما لمحتُ في العتمة ذراعيك
هاكَ يدي إليك، إليك
تمزق حولك كفنَ الغياب وتعالَ
لن يتكلّسَ الشّراع، إذْ نبحر سفينة معاً
نرسو إلى قاع الملح، نطهر الماء من جرحه ونعلو على مدى قريب، بعيد
تعال، أنا الأمّ ومشردون أبنائي
يا أمّ روحي
هلاّ تمهلتِ قليلاً، هلاّ رحلتِ إلى البعيد البعيد
مفقوداتي كثيرة، أبحث عن وجه ملامحي، عن شظايا اسمٍ وهبته لي أمي يوماً
أبحث عن حليب شفتي
تعال، أعمّدكَ بالحب، بحبري
أسميكَ نرجستي وأنسى في وجهك اسمي.


سياط العاصفة
انتشلت قامتي الرهيفة كنبتة من ظلمة وحل، ما كادت عينايّ تستحمان بحفنة ضياء
راحت تسوطني العاصفة
قاومت كثيراً، تقوّست قليلاً، وفي طور آخر تسلقني العليق والأسلاك الشائكة
يا لحزن وردة تذبل قبل العطر!

شفاه وجدار
كنت قبلة تبحث عن شفاه وتعثرت بجداره
أخلى لي المكان بأناقة، وترك لي كل الفراغ
تشبثتُ بفنجان قهوة، كانت شفاهه تذوب
القهوة تسيل على أبيض صدري، ترسم أرجوحة لزهرة عباد الشمس.


مُخيلة
قامتي أيضاً تخضع لنظرية " الثابت والمتحول" أوعلى الأقل هذا يقيني
أراني أحياناً نملة، تفهم لغة الأحذية العصرية وما قبلها
وأحياناً شجرة في قاع محيط مجهول، وعاجزة عن استيعاب أبجدية الطحالب
وأغلب الأحيان ليست قامتي أكبر من قلم جامح شريد، ينجبُ طفلة، يحتضن حبيباً، يداعب الموج
ويغفو، في حضن الورق.

رؤيا
ولدت " فينوس" ثانية من زبد بحر الكلمات
نهاراً، أعدتُ لتمثالها ذراعه المبتورة واحتضنت تعبي وغفوت
أيقطني عويل الصباح ، التمثال قد جُدع أنفه
أعدتُ للوجه شموخه، وحاولت الرقاد بصعوبة
ذرف نهارَ آخرِعناقيدِه قبل النضج، التمثالُ قد جُدعت أعضاؤه الأنثوية
ثمة عيون في رأسي ترقبه حين أنام

آه، أخيرا اشتدّ ساعده ،
وقد تنامون يوماً ملء عيون امرأة من حكمة وجمال.


قلب الشجرة
قبل أن يرميني الصباح في شوارع المدينة الهائجة، أخلع قلبي
أودعه تحت شجرة صغيرة في ممر شقتي، أنتعل حذائي بأسفله المصمم ضد الانزلاق
مساء أعود، يهفو القلب إليّ كرضيع بين شفتيه شوق لحليب أم
أنفض عنه الغبار،مرحاً يداعبني بأغنية وأنام

في قاع المدينة تهتُ أياماً، ويا لمرارة مارأيت
قلبي الآن، قذيفة صدئة.



نشيد العاشقة
قبل أن تُمعن في الرحيل تمهل قليلاً
لملمْ سحابة عطركَ المتساقط في دمي
ضمّد الفراشات البنفسجية ورفيف أصابعك في خيمة شعري
اغسلْ همس قلبكَ عن ستائر روحي
تمهّلْ كثيراً
لملمْ من هنا ذهول قبلة، من هناك خارطة حلم أينعتْ رعشة جسد
وعلّم الروح كيف تنسج في غيابكَ رداء يتراقص مع قناديل الغجر

فقط قليلا، ودعني أخط لك على الصدر بوصلة، سَمتُها فلة.



حبر وتوت أحمر
تحت شجرة التوت الأحمر جلست ومزقتْ رسائل العشق التي كتبَتها لرجل انتظرَته طويلاً
تساقطت ثمار التوت في لحظات، اختلط دمه بدموعها وحبر الورق
امتصتِ الأرض خضابهم، عجينتهم
انبثق طيف تهلل له قلبها وأصبحت معروفة بـ "مجنونة الطيف"

صدفة رأيتها في طريق العودة، وفي هالة وجهها لمحتُ تجاعيد قلب العاشقة.



واجهة الغربة
اُشغل نفسي بقراءة الإعلانات المتراشقة في أي مكان أتواجد فيه
وكلما قرأت إعلانا عن شخص تائه، أتمنى في قرارة قلبي أن أكون الشخص الذي سيجده
لا لشيء...... بل لرغبتي في أن يصبح صديقي

لماذا لا أكون أكثر واقعية ؟
عظامي لن تسدّ حتى رمقه.



محبرة الفصول
ذاب الثلج على إيقاع قلبينا وشهد بياضُه ولادتَنا

ذات صيف متأخر، كنّا قامة الخريف
والقلب جرّة مكسورة تبعثر رمادها غيمة، غيمة

لستُ أنتظر الربيع
لقد رصّعتُ بيدي قلادة زرقاء لبراعم قلبي



سنديان
السنديان شامخ يحاور قمّة، الفؤوسُ مثلّمة حول قامته

يسكنني هاجس الفقدان عالياً
وحده السنديان يمنحني ظله ولا يتقاضى ثمناً



انتظار
لا تكوني امرأة منتظرة، كلمات كتبتها على الجدار
أثر البقعة تلك ما زال يعرب عن حضوره رغم فعل التقادم الزمني

سأكتب يوماً على صدر الموج كلمات يشربها البحر ويكافئني بالملح.



رغبة
نصيخ السمع إلى أوراقها المتساقطة
نتهالك على مقاعد الخريف
لا شيء يجمعنا،
إلا الرغبة في أن يجمعنا شيء


حب وحيد
كأسان، واحد لي والآخر للفراغ
طبق أخضر، يكفي شخصين جائعين شمعة وحيدة، جمرية كقلب هذا المساء، وتذوب في حضن الزجاج
قصبة عطرية، تجمرتْ، ذرفت رماداً في حضن الأريكة
شذاها لملم أرواحا تائهة، شربتْ من كأسي ومن شفتي
تقاسمتْ بنشوة صحن الروح ورغيف الجسد

ترجّل قلبي راقصاً يعانق أنشودة مجنونة
أكان مصدرها جدراني أم صدىً بحرياً بعيداً؟


مرج الحلم
ببوح الياسمين المنسي في صوته، أيقظ النهار
غسل إغماضة القلب بريشة من ندى
وتغلغل في شَعري مداه
سكب على شفتيَّ حليبَ ترانيم الحديقة

هيا صغيرتي، لنحرثْ مرج الحلم


وداع

النوافذ التي سامرها الصقيع دهراً، نسيتْ مهمتها
الأبواب التي ما عاد يحاكيها حتى إله الريح
تتوهّمني مسيحَها وكم مغفلة هي
وتسكر ببقايا ذاكرة معتقة من عرس قانا الجليل
الليل لا يسكنه إلا عتمته، وبقاياي التي تحاور تداعيات موجة حملت ذات صباح زورقين سارا
صوب شرق وغرب، ولم يكن هناك أفق، ولا مناديل وداع

فلنحمل موجنا ونرحلْ، بلا نوافذ، بلا أبواب،
وإلى عمقٍ بلا قرار


غابة
حين تأتي إلى منفاي سنخترع غابة ونضيع فيها. سنقول إننا فقدنا الجهات والساعات والحكمة. في قعر الحرف سنجد خابيةَ الأسرار ونكسرها. نطلق عنان الآلهة المأسورة في الكون. سنعلّمُ الغابة كيف تصير أمنا التي نال الوجد من ربيعها أشجاراً وثماراً .

عتبات الليل
حين يصادفكِ العاشق المجنون في المنعطف الأخير، تأبطي ذراعيه ولا تطلبي الشفاء.
تخففي من أثقال الأسئلة والألوان المعتمة. اصعدي عتبات الليل إلى الذروة. لا تعدي النجوم من جديد. لا تتركي في الغرفة أقفالاً أكثر من عدد الحقائب. لا تقرئي كتاباً في السعادة وأنت مقطبة الحاجبين. امتثلي للعاشق العاشق.

فم الفراشات
علّمتني القصائد أن ألملم من بوح الأصابع وسادة للحب وقوداً للشتاء القادم.
علمتني الفراشة أنكَ سرّ ناري الأولى، وإليك منتهاي.
لا تكتمي يا امرأة أنشودة التقطتها من فم الفراشات وعرافات القمر.


حبر كاشف
تتجول في ردهة الصمت. بأصابع حذرة تداعب البخار المتراكم على زجاج النافذة
ترسم إشارة استفهام
وجملة طرية يسيل من أطرافها الماء
النوافذ سريعة الغبش، أم الحبر قاصر عن الكشف، أم هو الغموض سر الحكاية الأزلية؟
كم من التحولات تستطيع الطفلة أن ترسم على واجهة قلب؟


نافذة الصمت
أـتكئ على صمتي
أعبرَ الممرّ التالي وليس الأخير
أتوقف بين الخطوة والخطوة
أترك على الجدران الحيادية
بقايا السفر
أبعثر اليقين
أعزق أفق النظرة
أتكئ على سعف الروح
الكلام الذي يسقط من الفراغ العالي لا يندمل
أتكئ على سيرة ناقصة ومحبرة كلية
أدسّ في قلب الوسادة ريش عصافيري الكثيرة
وأرنّم سورة العشق إلى أن يستدلّ حبيبي على جسدي.


عتبات العشق
الضوء مادة خام ملائمة للتعرف على العاشق في اللقاء الأول
على حافة العتمة يفترق العاشقان المنكسران في قصص الحبّ
الضوء يتذبذب. ينكسر.
ويلزمنا كأس وماء وضوء. قد يكون مصدره الشمس أو جرّة الحب.
كي ندرس إحداثيات السقوط، النشوة، الصعود إلى عتبة الكشف
حيث اللون يتبدد ويتحلل. ينجب من الواحد أطيافا وسبع درجات قزحية
ذاكرتي لا تجيد ترتيب الذكريات حسب تقادمها.
ترتيب مقامات العشق والعشاق والكلمات الأكثر نورانية والأكثر شبهاً بي.
حين المسافة بين الكلمة والمحبرة تتداخل في اشتباه يحكم عباءته حول جسد العاشقين.


صقيع الغربة
وجهه بلون معطفه الباهت المتسخ، التقيتُ به في ركنه المعتاد
كيف حالك في هذا الشتاء يا مارك؟
بمرارة قال: بخير لولا هذا السحاب الخراء لم يعد يسير...

سرتُ مثقلة بمعطفي وبسرعة تناسيت تفاصيل وجهه
وكنت أحسد نفسي على دفءٍ مصدرُه معطفي الثخين .





حب شارد
انتظرها، انتظرته، أحلاماً مشردة

حين التقيا

الحب،
صعد في قطار الغروب وغاب في اللاجهات.





جسد المدينة
يتأمل السيارات وأسعارها في المجلة، حذاؤه بال

تلبس رتوش ثياب، جسدها معروض للبيع، يجلدها الصقيع

لا يأكل الحلويات، أسنانه سقطت لفرط ما طحن من صخر الحياة

كل شيء على مايرام!
في الشارع المجاور مظاهرة عارمة.



حكمة العصر
ارتطم بها وسط سيل من القامات اللاهثة، تبادلا على عجل كلمة " آسف" وتابع كل طريقه شعرت
بطنين صاعق في رأسي
في البيت نظرت إلى المرآة، رأيتُ دمّلة حمراء في جبيني، لمستُها فصرخ الألم من أعماقي

هم يرتطمون ونحن نتشظى!



نشيد امرأة الخريف
سأبذل كل ما تبقى من دم الوردة، الليلة، للاحتفاء بك
وأعرف أنك تحب الاحتفاء، وفي جناب السيدات
فانزع قليلا من قناعك وتعال ...
ترجّل عن شاهق خرابة، فقد أعددت نفسي سخياً لهذا الاحتفال

شذبني الورد من شوككَ، واللغة من الانكسار،
وصُغتُ من قصف الشظايا في دمي، قمراً
تعطرتُ برشقة من روح الجلنار، فما زال بيننا ما يقال

أهلا وسهلا بك سيدي، عمتَ مساء
ومن أسماكَ سيدي ؟
حفلنا ليس صاخباً، الليلة، لا طبل، لا زمر، ولا حناء
دعني أخلع عطركَ الصاخب عنك، والدبوس الذهبي من ربطة عنقكَ،
وأخلع ما تبقى من أقنعة
لم يعد بيننا بعد ما يقال.


نجم تائه
هل تتخيل كم كان النجم حزينا قبل أن يكتشفوه؟
كم قضى في مداراته يلملم غبار الدهر وحيداً. غريباً. مهاجراً .
كانت صورته على الشاشة مربكة والموسيقى الحزينة ترافق ظهوره الأول
كانت عدسات المصورين تضمه إلى إخوته في المجرة الكونية، لكنه سيبقى غريباً
لن يتهم بالاسم الذي عمدناه به. النجوم والكائنات تولد بلا أسماء
النور أيضاُ لم يكن له اسم في البدء. وصار البدء في سيرة التكوين.


الجوهر
النقاء غاية الموسيقى
النقاء غاية الشعر
الكلمات
البراكين
والعطور
موسيقى الوهج المحفوف في بروق العين والجسد.
جسدي برقك المضمر.



عجينة المجهول
أعجن اللحظة بحبر الأيام. بالطواف في معابر المحبرة ومصفاة الوقت. يفيض النور الكامن وينعكس على الوهج الشارد من وجهي. ثمة مجهول يتأملنا ويسخر من السدود التي بنيناها على عجل.
الجسور والسدود والمعتقدات هياكل مهيأة للنقض
وتنتظر معراجا آخر
انبثاقا آخر
إنها الحجارة التي لا تفنى
بل يتبدل موضعها حسب زاوية الرؤية.
أنت الذي هناكَ، ماذ تفعل بمنظاركَ، أين تضع قلبك الآن!

أسفار الماء
كان يحمل في طباعه بعض خصائص الماء
يعالج جذور الشوك والغربة التي تنمو على مساحات الطريق بيني وبينه
ولأنه كالماء، انحسر متابعا دورته
ومنذ ذلك الزمن أصبحت إحدى طقوسي الذهاب إلى النهر عند المغيب
أصنع سفينة ورقية أحمّلها شمعة حمراء وأدعها تسبح على صدره
أرقبها حتى تغيب عن ناظري وأعود أدراجي متكئة على عصا

/////

الغريبة عن المدينة
تمسكتُ بذراع الرجل الأعمى
قادني إلى حديقة هادئة وهو يدندن
أريد أن أقبلكِ بعيداً عن العيون، إذا سمحتِ

كنتُ أكتشف مدينة كندية



جيوب الأيام
فتشتُ جيوب الأيام الضائعة. وجدت ُقلباً شاحباً صغيرا من الفضة في الجيب.
القلب يبتهل ويقول: ضعي يدك في الجيب حين تخرجين إلى الشارع البارد.
افركي بأطراف أصابعكِ الحنونة-القلب.
كوني قميص البدن. لا ترتبكي حين تصير الفتنة غريبة.
لا تعتبي على الغيمة ثانية.
احذفي حزنكِ حين يطرق قائلاً:حتى أنتِ أيتها الغيمة
الغيمة عطش القلب الدائم للترحال-أيها البحر.
علّمتني الغيمة أن أهاجر على أطراف القلب.

حلم الغائب
كم تثيرون الغيظ فيّ، إذا عبرتم الحلم ثانية اتركوا همسة عميقة في أذني، بطاقة على صدري

خبراً حتى وإن كان قاتماً
دوماً بلا استئذان تسكنون، وبلا استئذان ترحلون
لمَ لم تأخذوا أشلائي معكم، أيها الأحبة الغرباء؟


قميص السجينة
قميص أحمر سرقت النوم من عيني، كانت تلبسه صديقتي في المساء، تُمسِده بحنان وتقول:
إنّه هدية من صديقة قُتلتْ بعد خروجنا من السجن...
تجمد الكلام في حلقي، تراكم الشحوب على وجهي أيضاً
أضافتْ بلوعة: هيا ننسَ. نلهو بالشموع والموسيقى
كانت الموسيقى صاخبة
العالم يرقص فوق رأس امرأتين في آخر العالم. الشموع تبكي، ودمها الأحمر يسيل
سؤال يدحرج روحي عميقاً: متى كرنفال الحياة؟!
////

ذاكرة
تفتقدني الذاكرة والذكريات أيضاً
وضعتُ في عنقي قلادة عليها اسمي
ارتكبت غلطة أخرى، نسيتُ وطبعتُ اسمي بلغة بلد المنشأ- العربية
هل سيبحثون عني في لغتي الأولى إذا تهتُ في كندا وصارت غباراً ذاكرتي ؟


أسئلة
كنتُ أراه أنفاً يتطاول ويمتد.
يصل إلى صحني، إلى شعري، إلى قصيدتي وإلى صدري.
ألمح داخل ذاك الأنف " الرجل " نساء صغيرات واهنات.
عادت إلى ذهني أسئلتي الكثيرة لأمي وأنا صغيرة وجوابها الدائم " أنفكِ يجب أن يُقص، كفّي عن هذه الأسئلة الشيطانية التي تسكنك"
لشدّ ما يؤرقني موضوع الأنف السرطاني والأنف المجدوع
بحركة لا إرادية أضع يدي على أنفي، كلما خطر لي سؤال شائك.
///
طقوس الغريبة
حاولت هذه الطقوس الصباحية لفترة غير قصيرة.
أنظرُ في المرآة صباحاً، أبتسم وأردد: أنت أجمل امرأة في العالم.
سيكون نهارك ورداً، ستنجزين كل المتطلبات اليومية، أنت مخزون لا ينضب.
...
تزحلقتُ أمام مدخل البناية عندما خرجت، ربما كنت كالطاووس حينها.

جائعة ذهبت إلى أقرب مطعم وأحسستُ بالإهمال، ربما لم يستسيغوا لون شعري
وليس هذا مهماً أيضاً، الأهم كان فاتورة الحساب والابتسامة.
فتحت صندوق البريد،لا رسائل تصلني. لم يبق مني في أواخر الليل إلا الرماد

مؤخراً أخذت أبدأ صباحي بطقوس أيضاً. تنعكس في وجهي المرآة وأسمع صوتاً يقول:
سيكون نهارك طيناً، الانزلاق ممكن في كل خطوة. قد يستغنون عن عملكِ اليوم أو غداً.
سيعرض عليكِ أحدهم صداقته المزيفة وستقبلينها مبتسمة.
ولم أعد أعرف شيئاً اسمه الدهشة، المفاجأة، الغيظ والخيبة.
////

صدمات
منذ أيام صدمتني سيارة وكان الجليد يغطي العالم. كنتُ في الطريق إلى القمر.
أسَعفوني، وتحلقتْ حولي فرقة الرعاية الصحية، كان الاهتمام والخوف في وجوههم لأن صدريمهشم قليلا وربما قلبي أيضاً. ما أثارهم، أنني لم أكن أتألم بل أبتسم
آه، كم كانوا مغفلين.
ومن أين لهم أن يدركوا بأنني قد متًّ منذ زمن بعيد.


حديث مشقق
ألو...من يتكلم ؟
أنا... ابنتكِ
ذكريني باسمكِ
أنا الرقم أربعة في العائلة. اسم- سلخَته الأيامُ يا أمي
آه، أنتِ التي ولدتِ في الصيف
وما زالت شفتاي تتشققان
الأهم قلبك ابنتي
قلبي- أقتات عليه في ليالي الغربة الطويلة

ما بال صوتكِ؟
صـــ...و
ألو، ألـ، أ
(انقطع الاتصال)

///

نايات الكلمات
الحديث تشعب في تلك السهرة ولم أكن أستمع جيداً
المفاجأة كانت حين قال صديق لي: الآن دورك في الكلام،أرغب في سماعكِ
اىرتبكتُ، تخيلت فمي إذا فتحته لن يخرج منه إلا الهواء، تأتأتُ..
خُيّل لي أن أصواتاً عتيقة ونايات تتكسر فوق حنجرتي.
نايات الكلمات، وأنين قيثارات مشدودة.
أدركتُ لوعة السرّ في تلك الليلة، ولم يعد أحد يقف بيني وبين الكلام.
لا، لست ثرثارة كما قد يخطر ببالكم،
حين لا أجد مستمعاً، أكلّم الأوراق. وحين سحبوا الأوراق من تحت يدي، أصبحت أكلّم نفسي وأسمعها، هل جربتم الإصغاء إلى ذاتكم؟
وأحياناً، أحادث الجدران. مرة، وضعت أذني على جدار ثم آخر.
لشدّ ما راعني نحيبها الأعمق!


نشيد القلب
دع الطفل الكبير يلهو، قليلاً أو كثيراً
لا تعنّفه إذا انكسرت بين يديه دمية ابنة الجيران وخربش على جدرانك طائرات تشبه الطيور
دعه يبكي، ويبكي إذا اندثرت وجبة الأفراح من مدارات أيامه
وربما ساخراً يضحك إذا تسمّر الزمن فوق صهوة حصانه الخشبي الأعرج
دعه يكسر قمراً آخر، مرآة أخرى ولوح قدر أخير
يكسر الجفلة الصامتة بين ألعابه التي لا تشيخ
ترفق به، حين يعجن التراب بحليب أحلامه، يصنع رغيفاً تتحلق حوله قوافل النمل وقد تتساقطكفه الناضجة رغيفاً أيضاً
اطرب له، وبه، حين يصنع من أوراقك نهراً، جسراً ومناديل يلوح بها عند رحيل القارب الأخيرومعه طيف الحبيبة
وحين مضطرباً يغافلك ويسامر فراشة ترفرف صوب جرحه
لا تعنفه إذا تغنّى بغير ما ينسجم مع بقايا شعركَ المبيض على غفلة منك
وإن تعب من فوضاه ولا جدواه، كن حلمه
دعه يسند رأسه إلى أقدام الياسمين المنبثق من حوض الأرض، الطين.

حدق في سراديب يقظته عميقاً. كم كبير هو، الطفل في داخلك.
///
أغصان
لا تهزي أغصان الذاكرة
رماد جمري سيوقظ سرير الطفل المهجور
الطفل الذي أغوته ديزني لاند
وأعياه قبلها-الرجل الآلي.

حقول الذاكرة
أما زال القمر في ريف" حُمْص" تفاحة فضية ترتحل،
تغمر ليل التفاح بأسرار عشاقه النجوم ؟
أما زال العشاق ينتظرون خمر الكروم ويوقدون للنار شهوتها ؟
أما زال التفاح يعبر النافذة بكل ألقه يقبّل الصباح وعيونكم ؟
أما زال الوادي، في حنينه الأبدي لعناق الجبل ؟
أما زالت مواويل العتابا والميجانا تراقص خصر صبية سمراء اسمها "رجاء"؟
أما زال قلب الصبية يعوم في أفق بلا شراع ؟
أما زال المغيب قصيدة
ونسيم "الكفْرون" يناجي زائرة كالصُدفة كانت تشرب معهم "المتة" والقهوة؟

أما زال وراء كل تفاحة يلهث مسدس كاتم للصوت ونهر من دبق مريض، والرجل المبتسم عنوة،يحصي أنفاس العود والمغني
أما زال الكرم يسكنه الليلُ بقامته الدّيناصورية ؟


نجوم الظهيرة
كنت صغيرة السن يوماً وأتمنى العمر صيفاً. لم أكن أملك حينها أحلاماً كبيرة، وربما حتى صغيرة. ومتعتي الكبيرة النوم على السطوح. كانت النجوم ترقبني، أرافقها في رقصها المتوهجعبر مساراتها اللانهائية، أشهد سقوطها حتى استحال لوني فضياً شاحباً
كنت أجيد الرحيل مع الغيوم على أراجيح تحتضنني، وما أدهشني أنني لم أكن أسقط.
سألتني أمي مرة: تبدين متعبة وكسولة النهار كله يا ابنتي، الحياة تحب الأقوياء
قلت: النجوم يا أمي لا تدعني أنام رغم أني لا أحاول عدها
ردت بابتسامة: "انشاء الله تعدي نجوم الظهيرة، هيا أمامنا عمل كثير"

إنني جدة الآن، وليس هناك أشياء كثيرة أستطيع القيام بها
أحفادي لا يحبون حكاياي وخاصة عن النجوم في عز الظهيرة ولا أشعر بالغبن منهم، أعرف أنأكثر ما يشغلهم اليوم هو نجوم هوليود ونجوم الرياضة.

ما زلت أنتظر طفلي الذي سيسمع حكاياي ويحفظ أسرار النجوم قبل أن يصدأ لساني
هل سيضع رأسه على صدري ويقول: آه أمي، أعتذرعن التأخير؟
وقد لا يأتي طفلي أبداً، فهل لديكم قلب ووقت لسماع حكايات الجدة ونجومها ؟


كبوة الكلام
بعثتُ في عيد ميلادي سلة من أوراقي التي كتبتها في سبعين عاماً إلى الرجل الذي أيقظ بصوته كبوة الكلام في داخلي.
أتعتقدون أنه ما يزال حياً كما كان يصمت ويقرأ ؟

جموح خيال
جمح حصان خيالي مرة في درس الفيزياء. البحث كان عن حركة الأجسام في جوّ مثالي حيثانعدامُ الجاذبية الأرضية وعامل الاحتكاك.
أيقظني صراخ الأستاذ من سهوي إذ كنتُ مبتسمة وشاردة
أمطرني بدبقٍ من عبارات التهذيب والحشمة والخلق الرفيع لأنني أبتسم.
مقاييسنا الأزلية تحتضر يا أستاذي.
متى الحصان يركل العربة المترهّلة إلى قعر الوادي ويجمح نحو التلة؟


طفولة حلم
معلمة الابتدائية كانت تطلب منا أحياناً أن يضع كلٌّ رأسَه على المقعد بصمت ويحلمقليلا ثم يسرد على الجميع ما تيسّرَ من حلمه.
ارتبكتُ قبل أن أحدثهم عن حلمي، تذكرت أمي وهي تقول "إياكم والكذب" فتشجعت، وقلت:
كنت أقبل سامر ابن صفي كما في مسلسل السهرة
نظرت المعلمة بغضب، ضحك التلاميذ في الصفّ، أصبح لوني كالبطيخ الأحمر
وقلت: لا، كان سامر يقبلني...لا، كنا نتخاصم
استدعوا والدتي ولا أدري ماذا قالوا لها، ونقلوا سامر إلى الشعبة الأخرى.
أحلامي اليوم لستُ أقترفها كما يريدون، حتى لو نُفيتُ من كل القبائل!

مشردون في تورنتو
أين تنام في الليل البارد يا فلاديمير؟
أنا لا أنام، لا سرير لي في أمريكا

لماذا لا تعود إلى بلدكَ؟
ضحك وقال: لا، سيأتون هم إلى أمريكا، لا، ستذهب أمريكا إلى كل مكان

ذكّريني، من أي بلد أنتِ ؟
أنا من بلد عربي
آه، كم أحب أطفالكم، أساطيرالورد والحجر
فلاديمير-لم يبق لدينا أطفال
غبية أنت، هنا، لديّ قصاصاتهم من الجريدة في حقيبتي، انظري

أطفالنا نبتت لهم شوارب ويحلقون ذقونهم أيضاً
يستحمون بتراب معجون بعرق ودم
يتعطرون بروح آخر طفل قتلته شظية

لماذا أنتِ هنا؟ بلادكم غنية بالنفط ومرابع الديانات السماوية

لذلك قاماتنا تنفث الدخان من كل منافذها

لماذا لا نذهب إليهم أنا وأنتِ ؟
الطرق عسيرة وإلى قلب الله مقطوعة




جدران السجون
اسالوا السجون عنهم، لا، لا تسألوا. جدرانُها لن تبوحَ
هنيئاً لنا، لقد حوّلوا السجن إلى مشفى وليس مصحة للأمراض النفسية
إننا بخير وفير ولن يتحول كل بيت إلى سجن ومنفى
أمي، الأمية "تكنولوجياً" سترسل لي قريباً شالاً في الملفّات الالكترونية
مصمّماً بيدين فقدتا القدرة على حياكة كنزتي الشتوية وما زلت هنا أرتجف

أبي، سيصمّم لي حقل الحنطة الذي كانت تغمرني سنابله وأنا صغيرة
البارحة أرسل لي شجرة الرمان التي كنت أعشقها
رحت أطحن لؤلؤها الأحمر بالمتبقّي من أسناني وسال دمٌ على الورق
أبي الذي استيقظ ذات صباح ولم يجد الحقل الذي سقاه بالعرق والأحلام
وبعدها لم يجد حتى أولاده
أبي لم يمت كفاية بعدُ وما زال ينتظر ثمن الأدوية لمعالجة أمراضه المزمنة من أخوتي الذين رحلوا. إنهم يهرشون بمخالبهم شوارع الصقيع للبحث عن أكثرمن رغيف. ويهرشون ذاكرتهم لتغادرها السجون
لا، أمي وأبي ليس لديهما كمبيوتر والهاتف معطل أغلب الأحيان وليس لي حتى الخيار لأبلغهما كم اشتقتُ...
بلغوا شوقي لامرأة كان وجهها بنار التنور يحترق وكانت تبتسم
وتقسم لنا الرغيف قبل أن يسحبوا الحقل من تحت أقدامنا،
وإلى أن أصبح وجهها رغيفاً لجوعنا
انهارَ التنورأيضاً، ولكن أمنا لن تموت. أمنا الأرض.



مخاض الغيمة
أين تضعين قدميكِ اليوم؟
على حافة هوة وأنظرُ إلهاً غير منظور
من تعشقين؟
الكلمات والأرواح المتقاطعة
كم عمركِ؟
غيمة في مخاض
جنسك؟
كهوف وأصداف وقافلة بنفسج
لون بشرتكِ؟
بلون حلم مذعور
كيف، متى تكتبين؟
في محطات المترو، بين وجوه العابرين وفناجين القهوة
عمن تكتبين؟
عن أيوب القرن الجديد في المتاهة
من تقرئين ؟
رسائل القمر الحزين وخطوات المقيمين في معابر هذه الغابة.


أحلام وأقفاص
صغيرة كانت وتقف أمام لوح أسود . تغمس أصابعها في الحليب المتبقي على شفتيها وترسم على سبورة الروح عصافيرَ وفراشاتٍ وأقفاصاً أبوابها مشرعة على الفضاء
بأظافرها تهرش عن الألواح صدأ السنين

لمْ تكن صغيرة،
كان قلب المدينة أعمى ويعجز عن احتواء روحها الممتدة أطفالاً وظلالاً.

ضريبة الحياة
لم تكن تشغل بالي الفواتير ولا الحسابات كثيراً.
في الآونة الأخيرة باتت تصلني فواتير ومستحقات تستحق الوقفة لسبب ليس تافهاً كما قد يتبادر إلى أذهانكم
آخر فاتورة كانت:
ثمن مناديل الدموع - ذات الطبقين- التي استهلكت في انتكاستكِ الأخيرة
ثمن الأوقات التي قضيناها نضحك ونبكي
ثمن الحرية
ثمن الحب، ثمن الحوار وثمن الغبار
لم أعد واثقة من أن ذلك حصل حقا، أم شاهدته في فيلم حديث. لعلمكم، منذ زمن بعيد، اتخذت موقفاً من أفلام الحداثة وما بعدها، باستثناء بعض أفلام الكرتون

أعتقد أنها وصلتكم مثل هذه الفواتير، وربما أدرتم لها الظهر.
ألا تخشون من فاتورة قادمة يكون فيها ثمن الخنجر الذي سيطعنكم ذات صباح؟



رحم المخيلة
من رحم المخيلة صنعتُ الطفل الأجمل.تنفست منه عبق الحياة، أعطيته ثدياَ ليرضع حناني.
كبر بأسرع مما تصورت. كانت هوايته المفضلة تفكيك أي شيء يقع تحت يديه، كنت أرقبه بفرحوذهول. نظر إلي بخبث وبعثر أجزاء روحي تلك الليلة قطعة قطعة، رمى بعضاً مني فيالحاوية، وأعاد البعض الآخر إلى غير مكانه
ومنذ ذاك التشظي وأنا أتعثر في العودة إليّ وإليه.
كأننا الخيال متفوقاً على صانعه.


محبرة النهار
كلما ذهبتُ إلى النوم أُطفئ شموع القلب. قبل أن تنحدر روحي في سهل النوم، أسمع بكاء خافتاً عليلاً.
أدركت مصدره أخيراً، إنه شراشف نوميوالوسادة الصفراء التي أحتضنها
خلقتُ من وهمي حبيباً يرعى وحشة الجسد في ليله، أخذَته الشراشف والوسادات مني واليد الغريبة.
وها أنا الآن أنام في العراء. استيقظ أيها القلب واغتسل بمحبرة النهار.

فضاء الغريبة
تغيبتُ عن البيت كثيراً ولأسباب شتى، تافهة ومعقولة.
أوهمت نفسي أنني مهمة ولي عالمي الصاخب.
عدتُ ذات مساء، كان الطفل والمرأة والرجل الصديق الذي من وهم، في هرج وفي اغتراب عني.
سألني أحدهم: ومن أين لكِ مفتاح هذا البيت؟
لم يسعفني لساني. مذهولة خرجت مع حقيبتي الزرقاء البالية أجوب شوارع العمر البيوت المعلقة في رأسي، ويغمرني فضاء الغربة وغرباء الليل.


كتابة في القعر
قهقه كعادته وقال: أهلا صديقتي المهاجرة، وما شعرت بأي حرج.
تقوقعت على ذاتي وأنا أحتضن حقيبتي البالية
نظر إليّ وقال: ماذا لديكِ في الحقيبة هذا المساء؟ كنت أعرف أنك ستأتين ذات يوم. ثم أطلق ضحكة مجنونة أطارت النعاس من عيني والدهشة.
قلت: هذه أوراقي، الكلمات الوحيدة التي أملك، وهذا الرسم الذي لم أكمله بعد.
قهقه ثانية وقال: الكلمات ليست أبداً بوحيدة.
أما أنا فأكتب هكذا على الهواء
راح يرسم بأصابعه دوامة كبيرة على جدار وهميّ حتى وصل إلى عمق الدائرة توقف طويلا ثم قال: نحن هنا في قعر الدائرة، في قعر الكون.

شقوق وطبقات
والدي يداه تشققتا، كدّاً
يد الكاهن في بلدتنا ملساء كظهر الأفعى
والدي يغمره الحقل والعرق
تنبعث رائحة الموتى من يد الكاهن ويجبرونني على تقبيلها
مات جارنا التقي. اختلف الأبناء والأقارب حول تكاليف الجنازة
الكاهن في مدينة بعيدة- تشبه مدينتنا- خلّف لأحفاده ثروةً مقدسة
هل ستكتبون إلى " أبولو" إلهِ الحكمة اعتراضاً؟!


المرأة الحديقة
المقعد الذي أسكرَته حكايانا، رعشات أصابعناً، صيفاً
وحيدٌ
تركتُ له قبعتي
الشجرة التي ظلها أغدق واحة قلبينا
عارية
تجلدها سياط العاصفة
دثرتُها بمعطفي

الوردة التي داعبتنا بروحها
ذابلة
يسكن الجليد أصابعها
ألبستها القفازات

وعدتُ محملة بعناقيد صمتي
ووحيدة




انكسار الصورة
على أشجان عينيها، أشهد انتحار السواحل
على قمة نهديها تتربع شمس مترعة بشجن الغياب
في طيات وجهها تجمدت دماء المجازر
في صوتها انكسار الموج
صدرها جنائز موقوتة، والقلم بين أصابعها نصل يرسم العراء

أهذه صورتها، أم تاريخ الشعوب الملغومة؟


قيثارة الينابيع
حين فاجأني القمر بالتساؤل عمن اغتال سرب الحمام الرابض ألفة خلف حدود الكلام، كانت انكساراتي تذوب وجداً مع رقصة الشموع فوق مساكب الصمت

تحت عرش قيثارة الينابيع كانت عروس البحار تبعثر الموج قافلة من تساؤلات
وكان القمر يمتص بتكاسل ظلال القبور ورائحة المساءات الكسيحة
وكان صوت مذيع الأخبار يتساقط نشازاً من موجة عبر الأثير.


أقفال المدينة
أكنّ يرقصن، أم يلطمن، أم يذرفن شبقا أزليا ؟
لستُ على يقين الآن مما رأيتُ.
الذي ما أزال أذكره اليوم، أنني رأيت جبين النساء معصوباً بصفائح حديدية
وقفلٍ يتدلّى فوق العينين.
رأيت النساء وفي أقدامهن خلاخلُ حديدية، ويراقصن أقفالاً
رأيت ديناصوراً ينحني تحت ثقل مفاتيح صدئة تحرس مملكته

ما اسم تلك المدن التي يتكرر انبعاثها في ذاكرتي؟
أهي مدن القفل فوق الجبين؟


شعلة وفضاء
الكتاب نافذة على العالم، هذا ما سمعته منكم مراراً
فلماذا كلما قرات كتاباً، لا أرى إلا النوافذ الموصدة والضوء الشحيح.
الصوت للتعبير عني وعنكم، فلماذا لكم مكبرات الصوت ولي المسدسات الكاتمة الصوت؟
أوليست العيون نافذة القلب؟فلماذا حين نظرت في عينَيْ شيخِ حارتنا شعرت بقطيع من الذئاب يلهث ورائي. وكانت جدائلي منحلة على قميصي الربيعي، يداعبها الهواء الغضّ كقلبي، أسرعت متعثرة بخطواتي.كسرتُ كعب حذائي وعدت إلى البيت باكية. لستُ الآن أقتني حذاء بكعب عال،
وما زلت أرسم من بصيص ضوء فضاءاتٍ وشعلة.


انبعاث
يوقظني من موتي القصير
ينهب غفلة العشب
بلا استئذان يعبرُ غابتي
كالضّباب
ينبعث الفينيق من رماده
يحملني على جناحيه، قوس قزح
يكلل أشجاراً ثمارها نساء


حديقة حمراء
نبع يشذب الحجر
يسيلُ دم، تنهضُ الحديقةُ حمراء
صفصافة تستحمّ بوحل أوجاعها
فيجزع القمر
يهجر الشرفة، يشاركني جمر العتمة
فتذوب فضته
شعاعاً
إثرَ
شعاع



عثرات
وسط المتظاهرين أتعثر، حنجرتي ملغومة والصوت منطمر تحت الركام.
أمشي وأبكي، أنا الوجع الموقوت، كقذيفة كنتُ.
استيقظ فيّ بركان القمع الأزلي. كأي امرأة كان صوتها نشازاً، جسدها عورة، والرقابة سكين مشحوذ أبداً.
بكيتُ ومشيت طويلاً ومازلت أكتب:
متى ستمتلك المرأة الطريقَ والصوتَ والجسدَ؟


رداء النور
يأتي النهار فارداً روحه بسخاء على عتبات جسدي، متخففا من ثياب العتمة. عارٍ وينثر الضوء. يغلق صرّة التفاصيل المستترة
النهار لا يشبه امرأة تحاول أن تتخفف من عتمتها
النهار لا يشبه رجلاً يقظا يهشّ قافلة الكلمات إلى خدر امرأة لا تقرب جسد الضوء
ويغفو حين يتأكد من وصول الضياء إلى قلب العالم.
النساء النهاريات يلتصقن بالأقنعة
النساء الليليات يلتصقن بالأقنعة أيضاً
الليل فاصلة بين نور المعرفة وحقيقة الكائنات
النور شعاع حرّ، نبعه الحبّ وكالأطفال يصرّ على تكرار معصية الإفصاح عما في القلب.
لفّني النورُ بردائه حين كنتُ أتحدث عن حبيبي وراح يدور ويدور...

خريف يذرف الأوراق
خريف آخر يعدني بما تبقى. أنا نافورة الكلمات المتساقطة من القلب على الجسد. أنا الندى المتكاثف على أوراق الصباح وأواخر الليل. تدور الروح في قلب الحياة. أغفو ومن حولي الأشجار واقفة وتحرسني.
أتكئ على فراغ يتساقط منه صوتي المغموسُ بالحبر. يتساقطُ من الأوراق رمادُ نساء غابرات. يستيقظ من خطوي طريقٌ جديد ويطلع العشب
يستيقظ جسد امرأة نارية تدون محبرة الأنثى في الأرض
يذهب بي الحب لإعادة صياغة الكون
وأصير عشتار وباقي النساء المترعات بالنور والطين



ورقة عشتار
ورقة لم تسقط
حديقة تطرح من رحمها
ثمار الحياة.


إضاءة نقدية

• علاء الدين عبد المولى

تكتب جاكلين سلام ذاتها بذاتها، وذاتها التي تحاور الآخر، أو العالمَ، أو الذاكرة، أو المجهول. ولا تفوّةت فرصة أنها شاعرة من الشرق تعيش في وسط ثقافي غربي نموذجيّ، بمعنى أنه مثال واضح للثقافة الأخرى المتناقضة كليا مع الثقافة التي نشأت عليها في سوريا. جاكلين بالأصل تحمل وجوها عديدة من المكونات الثقافية التي أضيفت إليها تجربتها في كندا. هي إذاً تنتج نصّا لا مهرب له من أن يتشكل في مناخ متعدد أساسه الحوار والدخول في قراءة الآخر إلى أقصى مدى، في الوقت الذي تكتشف فيه ذاتها على ضوء هذا الآخر.
نصّها يشبه ذلك كله من حيث أنه عصيّ في كثير من الأمثلة، على التصنيف المعروف. وقد لبّى هذا الوضع رغبتها في الخروج من أي قيد ذهني أو جمالي شعري، أو فكري. فراحت تلعب بالنصّ شرقا وغربا، تفتح أبوابه على كل ممكن يخدم داخل هذا النص.
إذا كانت جاكلين قد استقرت على تجربة قصيدة النثر؛ فإننا لن نعثر في كثير من نصوصها على الشكل التقليدي من هذه القصيدة. وهنا تظهر لنا مفارقة، هي أن قصيدة النثر في جوهرها كما ولدت في الغرب، في فرنسا تحديداً، هي المرجعية التي تقف وراء تجربة جاكلين، الطرف الثاني من المفارقة أن عشرات السنين من قصيدة النثر العربية قدمتْ نتاجا هجيناً ضائع الملامح، لا علاقة له بقصيدة النثر. بالتأكيد كانت هذه ظاهرة عامة نجا منها فقط المبدعون الكبار.
بتوضيح أكثر: تسمح طبيعة قصيدة النثر بكل هذا الذي نعثر عليه في كتابة جاكلين بهذا التداخل بين طبيعة النثر وطبيعة الشعر، وذلك في نصّ يجمع أجمل ما في كل من الطبيعتين.
وكمتابع لكتابة المرأة، أضع يدي دائما على ما تنجزه المرأة من ملامح تتعلّق بسيكولوجيتها الخاصّة، الأمرُ الذي لا ينطلقُ عندي من تقسيم الكتابة حسبَ جنس كاتبها، لكنَّ هناك واقعاً يفصحُ عن معطيات موضوعية لم نخترعها من عندنا تقول: إن هناك لمسةً في كتابة المرأة من المستحيل العثور عليها في كتابة الرجل. وهذا ما يمكن اتخاذ كتابة جاكلين نموذجاً عليه، ليس في هذا الكتاب فقط، بل في مجمل كتابتها.
إن زوايا الرؤية التي تملكها المرأة للأشياء ولذاتها وللعالم، لا بدّ أن تكون مشبعةً بوضعيتها كأنثى تعيد بناء العالم وفق حساسيتها الخاصة، ودقّة التقاطها لعناصر أي موضوع، هناك في هذه الكتابة ما أسميه (أمومة الأشياء)، وفي ظنّي أن هذا التعبير جديدٌ حسب علمي، وهو مفتاحٌ نقديّ يصلح للدخول في فضاءات هذه الكتابة عند جاكلين وغيرها. ولأن ما أكتبه هنا عبارة عن تقديم موجز، لذلك لا مجال للدخول في تفاصيل الجانب التطبيقي مع الأمثلة، فهذا الكتاب كله أمثلة على أن الشاعرة تحنو على الأشياء وتعطف عليها وتعانقها، وتغضب منها، وتنفعل بسببها، تحرمها من التواصل أو تتواصل معها أكثر، وذلك كله يجري في مهدٍ لغويّ حنون، كما يحمل صفات الأنوثة المتناقضة كلها.
نرى جاكلين تغضب من ماضيها، وتحاول تغييره وتحديدَ علاقتها به من منطلقِ واقعها الآن في اللحظة الراهنة، لذلك تتمرّدُ عليه، على ثقافته وذكورته، فتشهر المزيد من أنوثتها في سبيل ذلك. وإشهارُ الأنوثة هنا فاعليةٌ جمالية فكرية رؤيوية ليس إلا، أي لن نجد الأنوثة التي تمارس فوضى التمرد لمجرد التمرد واجتراح زوابع جسدية فارغة من المعنى.
حنوّ الشاعرة بأنوثتها على الأشياء والعناصر والوجود، هو عملية يكتنفها الوعيُ لما تفعله. توغل في الحرية، لتبني موقفا أخلاقيا بديلا، لا لتخرب ذاتها وتبعثر مكوّناتها في الفراغ. لذلك من أجمل ما في كتابة جاكلين أنها ذات معنى، ذات قيمة، لهذا تتوجه برسالة الكتابة إلى عقل ووعي القارىء أيضا، وليس إلى هلوساته وانفعالاته، على أهمية ذلك، لكنه ليس كافيا في الأدب.
وككل كتابة حديثة، أي تقطع مع الفكر التقليدي الموروث، سنجد لدى جاكلين تلك النزعة التي تهدم التابوهات في الأدب، لكنها تعي وتدرك أن هدم التابو لا يعني التحلل من المبادىء الجمالية للحرية، بل يعني كيفيّةً حرة في تأسيس الذات الحرة، لتعبّر بشكل حرّ، يعطي الأولوية لوظيفة الفن وبيئته الأساسية التي يعيش فيها، وهي بيئة الحرية.
اللغة هنا هي ليست فقط تعبيراً، بل تفكيرٌ وبناءٌ للرؤيا، الأمر الذي يتطلب تشغيل الجانب الثقافي في الذات الشاعرة، نعم هناك كتابة شعرية مثقفة، وهذا مطلوبٌ في مشهدنا الإبداعي الذي تراكمت فيه تجارب غوغائية مسطّحة، بحجة التجريب، التجريب حاضر في كل كتابة جاكلين سلام، لكنه تجريب يحمل أدوات تقديم البديل عمّا تخربه الكتابة، لذلك فإن كتابتها تحرض المتلقي بكامل استقبالاته الشعرية والذهنية والفكرية لتشترك كلها في تفحص جماليات هذه الكتابة.
إن تشغيل الثقافة في النص الشعري لا يعني أن الشاعرة تكتب ثقافة، بل (تُشعرنُ) الثقافة، وتُماهيها مع لهب التجربة الإبداعية.
قد يشكل هذا الكتاب عملاً شعريا طويلا مقسما إلى عناوين، كل عنوان تندرج تحته مقطوعة صغيرة، تكمل ما قبلها، وتؤسس ما بعدها، في حوارية هرمونيةٍ تلحظُ ضرورة وجود مناخ عامّ يشمل الكتاب كله، مع ضرورة التنويع والتفريع بين مقطوعة وثانية.


• المكسيك
أيار 2015


الفهرس:
1- هاوية
2- متاهة
3- الطريق إلى السنديان
4- مفتاح القلب
5- قلوب ومصابيح
6- أصابع في بطن الحوت
7- أوراق مجعدة
8- مفترق الغابة
9- مقهى تحت الشمس
10- مقهى كندي
11- عريشة الجسد
12- جهة العشق
13- ذنوب العاشقة
14- حلم لا يقتل الحياة
15- سجادة ياسمين
16- جدائل الوقت
17- سياط العاصفة
18- شفاه وجدار
19- مخيلة
20- رؤيا
21- قلب الشجرة
22- نشيد العاصفة
23- نشيد العاشقة
24- واجهة الغريبة
25- محبرة الفصول
26- سنديان
27- انتظار
28- رغبة
29- حب وحيد
30- مرج الحلم
31- وداع
32- غابة
33- عتبات الليل
34- فم الفراشات
35- حبر كاشف
36- نافذة الصمت
37- عتبات العشق
38- صقيع الغربة
39- حب شارد
40- جسد المدينة
41- حكمة العصر
42- نشيد امرأة الخريف
43- نجم تائه
44- الجوهر
45- عجينة المجهول
46- أسفار الماء
47- الغريبة عن المدينة
48- جيوب الأيام
49- حلم الغائب
50- قميص السجينة
51- ذاكرة
52- أسئلة
53- طقوس الغريبة
54- صدمات
55- حديث مشقق
56- نايات الكلمات
57- نشيد القلب
58- أغصان
59- حقول الذاكرة
60- نجوم الظهيرة
61- كبوة الكلام
62- جموح الخيال
63- طفولة حلم
64- مشردون في تورنتو
65- جدران السجون
66- مخاض الغيمة
67- أحلام وأقفاص
68- ضريبة الحياة
69- رحم المخيلة
70- محبرة النهار
71- فضاء الغريبة
72- كتابة في القعر
73- شقوق وطبقات
74- المرأة الحديقة
75- انكسار الصورة
76- قيثارة الينابيع
77- أقفال المدينة
78- شعلة وفضاء
79- انبعاث
80- حديقة حمراء
81- عثرات
82- رداء النور
83- خريف يذرف الأوراق
84- ورقة عشتار





الشاعرة السورية جاكلين سلام

- شاعرة، كاتبة صحافية ومترجمة. مقيمة في كندا منذ عام 1997
- عضو اتحاد كتاب كندا
- اختيرت لتكون شخصية العام في الحقل الأدبي عام 2013 من قبل هيئة مجلس الاعمال الكندي العربي الكندي تكريما لشعرها وكتاباتها.
- استلمت جائزة تقدير من مركز اجتماعي كندي يقوم بالدفاع عن المرأة المضطهدة عام 2009.
- تم تدريس قصائدها في جامعة محمد الخامس في المغرب في شعبة الأدب المقارن، باشراف الدكتورة لطيفة حليم.
- تكتب الشعر،القصة، المقالة، مراجعات نقدية، وعروض كتب صادرة بالإنكليزية والعربية
- مُجازة في الترجمة الفورية في سبعة حقول( صحة، هجرة، قانون، مراكز اجتماعية،...)
- عضوة رابطة قلم كندا/PEN Canada- من أجل حرية التعبير، 2005
- عضو مؤسس بمؤسسة جذور الثقافية في أمريكا وكندا، 2005 للإبداع المهجري العربي والترجمة لخلق جسر ثقافي بين الحضارة العربية والقارئ الغربي. محررة في موقع جذور-توقف حاليا.
- عضوة في مجموعة كتّاب المنفى-في كندا
- شاركت في قراءات أدبية في المدارس والجامعات في اونتريو، دعيت من قبل جامعة ماكمستر في اونتاريو للمشاركة في مؤتمر عن الكتابة والمنفى. كما قرأت نصوصها في مهرجانات عدة بالعربية والانكليزية في كندا.
- لها لقاءات متفرقة في الإعلام المرئي والمسموع: قناة البث العربي في كندا(و.م.ن.ي)، تلفزيون الأردن...الخ.
- لها لقاءات وقراءات في الإعلام المسموع: راديو كندا الدولي، راديو مونت كارلو، الراديو العربي في السويد، راديو بي بي سي، القسم العربي، راديو سوا
- اشتغلت في الصحافة المهجرية العربية في كندا وفي العالم العربي منذ عام 1998 –حتى الآن
- تنشر كتاباتها في عدد من الصحف منها: الشرق الأوسط، السفير، الزمان، المستقبل، الحياة، الجزيرة نت، ومجلات مختصة بالأدب في مصر،العراق، السعودية، دبي و...الخ.
- قرأت قصائدها وكتابتاتها مترجمة إلى الإنكليزية في عدد من المهرجانات في كندا، لبنان، الاردن، امريكا، والسويد.
- قرأت قصائدها في مهرجانات عالمية شعرية للأدب المهجري المعاصر: السويد(2001) أمريكا(2005) الأردن(2006) وفي كندا
- حصلت على منحة إقامة في "مركز كتّاب تورنتو" خريف 2006

- أشرفت وساهمت في مناسبات ثقافية: شعرية، قصصية، فكرية واجتماعية تعكس صورة المرأة العربية والفكر والأدب العربي العريق( تنسيق معارض، ونقاشات...) - كندا
- تُرجمت بعض قصائدها إلى اللغة السويدية، الإنكليزية والفرنسية
- أجرت حوارات مع شخصيات كندية في حقل الثقافة والابداع ونشرتها في مجلات وصحف أدبية عربية.
- نشرتْ في دوريات ومجلات ثقافية نقدية في البلاد العربية وكندا وأوربا(الجزيرة نت، آوان، البحرين الثقافية، أدب وفن المصرية، الاغتراب الأدبي اللندنية، الموقف الأدبي السورية....) وغيرها
- عملت مديرة تحرير جريدة "الأفق" في تورنتو ونشرة "ضد الحصار على العراق " في تورنتو، ومجلة "النساء" في لندن- 2000 (توقفت عن الصدور)
- نشرت في عدد من الصحف المحلية المهجرية منها: أخبار العرب، والوطن...
- تم تكريمها في حفل كبير اقيم عام 2009 من قبل ( دكتور روز- هيليغ سنتر) في سكاربرو، وذلك عن مقالاتها وكتاباتها في الدفاع عن المرأة. قرأت خلال الحفل صفحات من تجربتها الشخصية في كندا.
- تشتغل في حقل الترجمة الفورية والتحريرية من العربية الى الانكليزية وبالعكس

صدر لها:
- جسد واحد وألف حافة، مجموعة شعرية عن دار هماليل في أبو ظبي، 2016
- المحبرة أنثى: مجموعة نصوص عن دار النهضة العربية في بيروت، نوفمبر 2009
- رقص مشتبه به: مجموعة شعرية عن مؤسسة جذور الثقافية، توزيع الدار العربية للعلوم، بيروت نوفمبر 2005
- صدرت لها نصوص في انطولوجيا بعنوان "جدل الآن/إلى الألفية الثالثة في الانتقاد الفكري". 2004. دار الان
- لها نصوص مشاركة في انثولوجيا "الشعر السوري في التسعينات"، 2005
- كريستال: مجموعة شعرية عن دار الكنوز الادبية، بيروت 2002. طبعة ثانية ، كندا 2015
- خريف يذرف أوراق التوت: نصوص شعرية، نشرت الكترونياً 2001، شبكة المرايا الثقافية
لها قيد الإصدار: مجموعة قصصية، ترجمات من الانكليزية الى العربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في