الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحكمة العليا الاسبانية وقضية زعيم البوليساريو ابرااهيم غالي

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2021 / 4 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


بعد الضجة الصبيانية والغير مضبوطة ، والتي تتعارض مع القيم الدبلوماسية ، ومع سيادة الدول ، خاصة اذا كان المعني بالضجة الجذْبة ، دولة اوربية قوية ، وسبق مرات ان مرغت انفك في التراب ، ووضعتك على المحك دفعك الى الاستنجاد بكاتب الدولة الامريكية السابق كولين بأول ....، التي قام بها النظام المغربي بسبب انتقال زعيم جبهة البوليساريو للاستشفاء في اسبانيا ، ووصلت الغباوة والوقاحة، ان تستدعي السفير الاسباني في الرباط للتشاور حول القرار الاسباني ، و تصدر وزارة خارجية النظام بيانا احتجاجيا ، على قرار الدولة الاسبانية كدولة ذات سيادة ، خاصة العبارة التي وردت في البيان " ... والمطالبة بتوضيحات لعدم اخطار الرباط بالزيارة ... " ...... ، المحكمة الوطنية العليا الاسبانية ، تصدر بيانا يبطل ويفند بيان وزارة خارجية النظام " الناري ههههه " ، نافيا بالمرة وجود شكوى ضد إبراهيم غالي ، فأحرى ان تكون هناك مذكرة اعتقال صادرة بحقه ....
أولا انْ يدعو النظام المغربي ، الدولة الاسبانية الديمقراطية الاوربية ، التي يعيش بها كم مغربي ، واليها يفر كل المُكْتوين بنار النظام القمعية والتسلطية ، ب " ضرورة اخطاره " قبل صدور قرار الاستقبال .. فهذه لعمري اكبر وقاحة لم يشهدها تاريخ العلاقات الدولية ، خاصة اذا كان الطرف الذي يدعو الى " وجوب الاخطار " ضعيفا ، ،لا ولن يصل الى قوة الدولة التي يدعوها الى " وجوب اخطاره " -- لا يخجل -- . وللأسف النظام يجهل قوة الدولة الاسبانية ، او تناسى قوتها أيام رئيس الوزراء الأسبق Aznar ، وعندما أظهرت اسبانيا أخيرا موقفها الواضح من نزاع الصحراء ، وهو موقف ليس بجديد . بل هو موقف استراتيجي من الصراع منذ نشوبه في سنة 1975 ... وللأسف النظام لا أقول انه يتجاهل ، بل انه يتناسى الاذلال الذي الحقته به اسبانيا الدولة الاوربية ، من خلال إهانة الملك شخصيا كرئيس اركان الحرب ، والقائد الأعلى للجيش اثناء واقعة جزيرة ليلى ، وعندما اوقفته دورية للحرس الوطني الاسباني في عرض البحر ، لتتحقق من هويته ، رغم انهم كانوا يعلمون ان الشخص الموجود في اليخت الموقوف للمراقبة ، هو ملك المغرب شخصيا وليس احد غيره ...
ان بيان وزارة خارجية النظام الشاد عن الأعراف الدبلوماسية ، والبروتوكولات الضابطة للعلاقات الدولية ، قد اضر و اساء للنظام ، ومن جهة اظهره امام اسبانيا كنظام اكثر من ضعيف .. لان الدولة الاسبانية لم تعر اية أهمية للنظام المغربي ، حين قررت منح إبراهيم غالي تأشيرة الدخول الى التراب الاسباني ، لان القرار الاسباني يجسد السيادة الاسبانية للدولة الاسبانية ، التي لا تخضع لأي دولة قوية ، فأحرى ان تخضع للنظام المغربي المتهالك ، الغارق في ازماته ، ومشاكله المتنوعة والكثيرة ، ومن جهة ، فان الرد القوي للمحكمة الوطنية العليا الاسبانية ، بعدم وجود شكوى ضد إبراهيم غالي ، او وجود مذكرة اعتقال في حقه من قبل القضاء الاسباني النزيه ، او من خلال البوليس الدولي الانتربول ، هو رد دبلوماسي متقون للدولة الاسبانية ، التي تركت دراعها القوي يتصرف بما تمليه مصالح الدولة الاسبانية ، الذي هو القضاء الاسباني من خلال المحكمة الوطنية الاسبانية العليا ...
ومن جهة ، وفي غياب أي تضامن مع النظام المغربي من فرنسا ، التي لو قصدها إبراهيم غالي للاستشفاء ، فإنها اول من سيرحب به لأسباب إنسانية ، وحتى غير إنسانية ، لأنه لا توجد مذكرة اعتقال في حقه ... ، جعل النظام المغربي يتواجد في وضع لا يحسد عليه ، وضع المعزول والمنبوذ في صراع يجمع الاتحاد الأوربي وعلى راسهم اسبانيا ، بعدم الاعتراف بمغربية الصحراء ، حتى قبل اعتراف Donald Trump المقلب .. وان الجميع ، وبما فيهم واشنطن ، وموسكو ، والصين ، الاتحاد الافريقي ... لخ ، يتمسكون بالمشروعية الدولة .. وهنا لا ننسى الامر / دعوة سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة من Antonio Guêtrasse التعجيل بمعالجة النزاع ، وبتعيين مبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة في اقرب وقت ....
امام هذا الوضع المشفق عليه للنظام المغربي ، يواصل مسيروه خرجاتهم الانتحارية ، لتسديد رصاصة الرحمة على نزاع عمر لأكثر من خمسة وأربعين سنة ، وحله اصبح على مشارف الأبواب ، ليزيد في تعميق الازمة مع اسبانيا التي تملك أوراقا كثيرة وخطيرة ، لو استعملتها الآن لكان النظام المغربي يعاني صعوبة التنفس في عنق الزجاجة ... وهنا فليستذكر النظام اسبانيا أيام رئيس الوزراء Aznar ، وكل رؤساء الحكومة الاسبانية على شاكلة Aznar لكن بممارسات مختلفة ..
لقد كان بيان المحكمة الوطنية العليا الاسبانية ، كرد على بيان وزارة خارجية النظام قاطعا ، وكان صفعة مدوية عندما نفى بالمرة وجود شكاية بالمحاكم الاسبانية ضد إبراهيم غالي ، وعندما نفى وجود مذكرة اعتقال في حقه ، لا من قبل القضاء الاسباني ، ولا من قبل الانتربول .. وبذلك يكون موقف الدولة الاسبانية من خلال ذراعها القوي الذي هو القضاء ، من خلال المحكمة العليا الاسبانية ، قد اعتبر وجود أبراهيم غالي وجودا قانونيا ، لا تشوبه اية شائبة كما يدعي متباكياً النظام المغربي .. ولو كانت هناك من شكاوى او من مذكرات مرفوعة ضد ابراهيم غالي كما يدعي النظام ، فالبينة على من ادعى . وهنا على النظام المغربي البليد ان يقدم حجج ادعاءاته ، إنْ كان حقا يدعي وجود شكايات او مذكرات اعتقال ، لإبطال وضرب مصداقية اسبانية كدولة ديمقراطية ، تحترم وتخضع للقرارات والاحكام التي تصدرها محاكمها ، ويصدرها القضاء الدولي عن طريق الانتربول ..
ولنفرض جدلا ان ابراهيم غالي قد صدرت في حقه مذكرة اعتقال او شكوى امام القضاء الاسباني ... فان مجرد القول بالمذكرة ، يعني ان فرع الانتربول بالجزائر ، سيكون قد توصل بالأمر الذي يجب ان ينشره لبوليس الحدود في المطارات والموانئ ... وهنا هل النظام الجزائري سيكو بليدا ان يرسل إبراهيم غالي للمحرقة ، وهو يعلم بالمذكرة المرفوعة في حقه ...
ولنفرض كذلك ان شكاية بالإبادة الجماعية كما يدعي النظام المغربي ، او بالقتل ، او بالاعتقال غير القانوني ، والتعذيب ، قد تم رفعها امام القضاء الاسباني .. ففي مثل هذه الحالة . هل الدولة الاسبانية ستترك إبراهيم غالي يدخل الى التراب الاسباني ، وبعدها يباشر القضاء الاسباني إجراءات المسطرة ، ام نظرا لحساسة القضية التي اصلها الصراع على الأرض ، وتورط أنظمة فيها ، خاصة النظام الجزائري .. ، ستُشعر الدولة الاسبانية النظام الجزائري بالمذكرة او بالشكوى ، لتضعه امام الامر الواقع .. وهي هنا تكون الدولة الاسبانية بمن ينصح النظام الجزائري بعدم السماح لإبراهيم غالي بالسفر الى اسبانيا ، أي انها تحمله وحده مسؤولية ما سيقع عند توقيف زعيم البوليساريو ...
اما التدرع بالجواز الجزائري ، وبتغيير الاسم ، فهذه أشياء مردود عليها ، لأنه ليس من حق النظام المغربي ان يتدخل في سيادة دولة أخرى ، فقط لان شخص من الأشخاص غير مرغوب فيه ، ومع ذلك يجلس معه في الاتحاد الافريقي ، ويحضر معه اللقاءات التي ينظمها الاتحاد الافريقي ، والاتحادات الدولية كالاتحاد الأوربي ، حيث كان الملك محمد السادس يقف الى جانب إبراهيم غالي كرئيس للجمهورية الصحراوية .. وان تواجد الرئيس امنويل ماكرون شخصيا في ذلك اللقاء ، الى جانب إبراهيم غالي ، فهو اعتراف فرنسي اكيد بالجمهورية الصحراوية ، والاّ اذا لم يكن يتعرف بها ، فهل يمكن تصور جلوس رئيس دولة كبرى ، الى جانب رئيس لا يعترف رئيس الدولة الكبرى بدولته .... فرنسا تتعامل مع النظام المغربي كصبي او كطفل مدلل ، يحتاج الى من يدغدغ رأسه مرة مرة حتى ينام .. وهنا لنتذكر ما قاله السفير الفرنسي بالأمم المتحدة ، عندما وضف النظام المغربي ب " المعشوقة " .... فهل من إهانة اكثر من هذه الإهانة التي صدرت من سفير مسؤول ، لدولة تدعي صداقتها للنظام المغربي ... ولم يحرك ردة فعل من قبل وزارة الخارجية الفرنسية ، ولا من قبل الحكومة الفرنسية ...
ان الجواز الجزائري الذي دخل به إبراهيم غالي الى اسبانيا ، لا يعني انه مجنس بالجنسية الجزائرية .. لكن الجواز الذي استعمله ، هو جواز سفر سلمه النظام الجزائري لإبراهيم غالي كلاجئ في الجزائر .. فالضمانة القانونية للجواز ، هي الأمم المتحدة من خلال المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة ... فباي حق يتدخل النظام المغربي الصبياني في قرارات الدولة الاسبانية ، وفي قرارات الأمم المتحدة من خلال المفوضية العليا للاجئين .. تصرفات غير مقبولة ، لأنها زادت من تعميق عزلة النظام الْكگارْ على الشعب المغربي الفقير والمفقر ..
ان دخول ابراهيم غالي الى اسبانيا سيكون حصل بناء على تشاور بين النظام الجزائري ، وبين الدولة الاسبانية التي اعطت الضوء الاخضر لهذا الدخول .. ومن ثم تكون الحكومة الاسبانية قد عقدت اجتماعا يسمى باجتماع اللحظة الحاسمة ، يكون قد حضره رئيس الحكومة Fernando Sanchez ، ووزير الداخلية ، المدير العام للأمن ، المدير العام للمخبرات ، وزير العدل ، ووزيرة الخارجية ... ويكون قرار الموافقة على دخول إبراهيم غالي قد حصل بالإجماع ...
كذلك يمكن فقط لوزيرة الخارجية Arancha Gonzalez ، ان تتخذ قرار دخول إبراهيم غالي بمفردها ، بعد اخبار رئيس الحكومة Pedro Sanchez ، والمدير العام للأمن ، والمدير العام للمخابرات ، لان المسالة تتعلق بأمن مسؤول سياسي كبير ، ولان الامر لا يتطلب أي استثناء ، لعدم وجود شكايات ضد إبراهيم غالي في اسبانيا ، ولعدم وجود مذكرة اعتقال في حقه ، أصدرها القضاء الاسباني الى الانتربول ، او اصدرها قضاء احدى الدول الأخرى ..
لكن دعونا نطرح السؤال عن كيفية توصل بوليس النظام المغربي الحگارْ كيْخافْ ما يحْشمْ ، لخبر وجود إبراهيم غالي فوق التراب الاسباني ... والتي اعتبرتها جرائده انتصارا له على النظام الجزائري فوق التراب الاسباني ..
ان اكبر عدد من بوليس النظام المغربي ، منتشر في الدول التي لها حساسية بالنظام المغربي ، وليس بالشعب المغربي ، او بالمغرب البلد ، أي الدول التي بها معارضون للنظام ، او الدول المعارضة للنظام .. كإسبانيا التي بها معارضة قوية ، وبها كثافة قوية للبوليساريو ، وللمخابرات الجزائرية .. وفرنسا خاصة العاصمة باريس .. والجزائر .. لان نظامها عدو للنظام المغربي ...
وبما ان للبوليس المغربي عيونا في كل المواقع الحساسة ، ومنها المستشفيات .. قد يكون احد الاسبان (ممرض) يشتغل بالمستشفى ، وصديق لمغربي يعمل بنفس المستشفى ، هو من سرب خبر وجود إبراهيم غالي دون نية الإساءة ، أي اخبره من باب الفضول ، او المزاح .. وهذا ومن دون انتظار ، وللسبق في ارسال الخبر ، انتظارا للحصول على مكافاة ، مأذونية نقل او ما شابه .. هو من اخبر السفارة او القنصلية عبر الهاتف ، او يكون قد اخبر عميلا بوليسيا مغربيا يتخذه كصديق ، الذي سيخبر بدوره رؤسائه شفاهيا ، وليس عبر الهاتف .. لانهم يعرفون ان هواتفهم تحت تنصت المخابرات الاسبانية .. فبوليس النظام المغربي يعتمد على عيون المغاربة العاملين ، والمتواجدين فوق التراب الاسباني .. وامّا الترويج للقدرات الخارقة في اختراق أجهزة المخابرات الاسبانية او غيرها ، فتبقى من الحموشيات ( الحموشي ) المفضوحة التي يبحث صاحباها دائما عن " بوز " ، حتى يستمر يواصل تحت قيادة رئيسه مستشار وصديق الملك فؤاد الهمة ..
النظام معزول ولو طرق أبواب كل الدول الاسكندنافية ، وليس فقط دولة النرفيج Norvège ، ولو طرق باب المؤتمر اليهودي العالمي بنيورويك ... لانهم كلهم ، وخاصة الصهاينة ضد مغربية الصحراء .. لأسباب سببُها النظام نفسه .... ولتكن له الجرأة ويطرح السؤال : لماذا هو معزول دوليا ، ومعزول داخليا بسبب تفقير الشعب ، والاعتداء عليه ، وبسبب ملفات حقوق الانسان الغير موجودة ، وبسبب الديمقراطية المنعدم ، وبسبب نهب ثروة الشعب ، وتهريبها الى الابناك الدولية خارج المغرب .. وبسبب ملف الصحراء الذي خسره ، وبخسارته سيخسر نظامه ..
والسؤال : من هم الأطفال الفاشلون الذي اخذوا المغرب على الانتحار ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة ينشئ صيدلية مؤقتة في خيمة برفح


.. غالانت يتعهد باستمرار الحرب ضد حزب الله | #رادار




.. بايدن: القانون الذي صدق عليه الكونغرس يحفظ أمن الولايات المت


.. رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي: جيشنا يستعد لعملية رفح وينتظر




.. العاهل الأردني وأمير الكويت يشددان على أهمية خفض التوترات في