الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل يوم كتاب؛ احلام بالحرية

مهند طلال الاخرس

2021 / 5 / 1
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


#كل_يوم_كتاب
احلام بالحرية الكاتبة الاسيرة المحررة عائشة عودة، والكتاب يقع على متن 200 صفحة من القطع المتوسط، وهو من اصدارات دار البيروني للنشر في طبعته الرابعة 2016، والكتاب حائز على جائزة ابن رشد للفكر الحر للعام 2015 .

الكتاب عبارة عن سيرة ذاتية يتداخل فيها الخاص بالعام، وهو يتناول سيرة وتجربة المناضلة عائشة عودة في النضال وفي العمل الفدائي السري ثم يتناول بكثير من التفصيل والاسهاب تجربتها المرة مع الاعتقال والتحقيق والتعذيب.

اختارت عائشة تاريخ الأول من آذار 1969 لتبدا نصها، فهو يوم اعتقالها وفيه تعرض صراعها الداخي المستند لكم التجارب المحيطة وكيف انها فضلت المواجهة عن الهرب ومغادرة الوطن كغيرها من التجارب.

اعتقلت عائشة وبدا التحقيق معها يأخذ منحنيات صعبة، لكن بالنسبة لها كان صراع الارادات ضروريا لحسم المعركة...

في الاعتقال تفقد عائشة جزءاً من سمعها من كثرة الصفعات التي تلقتها عدا عن الضرب بالعصى فوق رأسها والشتائم البذيئة التي كانوا يطلقونها عليها بين كل ثانية وأخرى والتهديد والوعيد واستخدام شتى اساليب التهديد والتعذيب.

في النهاية ولاسباب موضوعية وذاتية توردها في كتابه وتحت الضغط والتعذيب والتهديد تعترف عائشة بالعمليات والاعمال المنسوبة اليها: نعم أنا وضعت القنبلة، إنه أقل شيء أستطيع عمله من أجل وطني وشعب. نعم اعترفت للتغطية على زملائها وزميلاتها "وشالت القضية" وانتصرت ارادتها وارادة شعبها في معركة الارادات فقالت لجلاديها: اموت ولا اعترف على احد. وهذا ما حصل بالفعل، صمدت عائشة وتحملت الكثير حتى انتصرت وانهزم الجلاد.

ظلت عائشة مترددة بين إنكار اعترافها أم تثبيته لاسباب عدة، الى ان قررت ان تخبر قوات الاحتلال على مكان الأسلحة ومكان وضع العبوة، وحدثت المفاجأة واستفادت عائشة من المناورة فعادت وانكرت... حتى استغلوا حزنها وشفقتها على صديقتها الاسيرة والتي أكلت ضرباً مبرحا أمامها حتى استسلمت عائشة ورضخت لتدلهم على المكان إنقاذاً لصديقتها.

وبعد أن عثروا على جميع الأسلحة من مخبئها الذي دلتهم عائشة اليه أعادوها للتحقيق وأرادو منها التنازل عن إفادتها التي كتبت فيها بأنها اجبرت على التوقيع تحت التعذيب...

فيتم عزلها لايام ليتركوها مع أمواج التفكير والضغط النفسي والصراع الداخلي، حتى كسر ذلك العزل والصراع الداخلي بخبر قنبلة فجرتها فتاه في السابعة عشر بالجنود، وكان الخبر قد جاء على شكل صفعات طيلة ذلك المساء على وجه عائشة التي فجروا بها غيظهم. لم يكتفوا بذلك بل أخذوها لغرفة خاصة حيث جردوها من ملابسها وعذبوها وانتهكوها كاملاً حتى هوى جسدها على الأرض وتم نقلها للمشفى، وفي هذا الفصل الممتد عبر الصفحات ١٣٧١٥٣ والذي جاء تحت عنوان ويتشقق الجدار سيكون القاريء امام فصل رهيب من فصول مأساة الشعب الفلسطيني، وسنكون جميعا امام تجربة تنحني امامها الجباه، سنكون على موعد مع عائشة عودة المناضلة والانسانة الصادقة المنسجمة مع نفسها ومع صورتها وسخصيتها، سنكون كمن يقف على بحر من الدموع ولا يشبع من النحيب...

في هذا الكتاب لم تكتب عائشة عودة تجربتها لوحدها فقط، بل لمست تجربة بلد بكامله، بلغة بسيطة وشفافة وصادقة، فكان هذا الكتاب الوثيقة عبارة عن شهادة حية على محطات مهمة من مسيرة نضال ومعاناة الشعب الفلسطيني.

وفي تعقيبها على ماورد في هذا المقال اضافت المناضلة والاسيرة المحرر عائشة عودة:" اتمنى ان تعود وتقرأ الصفحات القاسية التي أشرت اليها لانها تشكل درة المقاومة. ولتكتشف انهم لم يستطيعوا انتهاكي، وأنما انتصرت مقاومتي التي وصلت حتى الموت، وهذا ما جعلني أكتب التجربة بهذا التفصيل وجعلني افرح بعودتي للحياة. إنها اللحظات التي كنت فيها في قمة تجلي ارادة الحرية والكرامة والمقاومة والصمود: لقد انتصرت أرادتي وانهزموا هم. قلت: اموت ولن احضر احد.

وتابعت عائشة بقولها: "والمحصلة لهذه المعركة بين فتاة تدافع عن كرامتها وكرامة وحرية شعبها ووطنها وامتها، وفي صراعها مع منتهك لكرامة امتها وشعبها ووطنها، فينتصر الحق الذي يحركني، وتفشل إرادة المعتدي الممتلك لكل وسائل القمع والقوة وهو يواجهة فتاة جرداء من كل شيء، لكن إرادة الصمود هي التي تنتصر. هذا ما يجب الوقوف أمامه وتأمله طويلا والكتابة عنه".

وعن كتابيها احلام بالحرية وثمنا للشمس تقول عوده :”رواياتي هن بمثابة أبنائي يروون حكايتي وحكاية النضال الفلسطيني وتجربتي في الأسر و النضال من أجل الحرية.

وتضيف: أنا لم أستهدف أبدا أدب السجون، مشروعي في الكتابة يستهدف تحويل تجربتي في الأسر إلى نص مكتوب، يستطيع أي فرد الاطلاع عليها متى شاء...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص