الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا ، وكيف ، يتفوق فرويد على سكنر ؟

حسين عجيب

2021 / 5 / 1
العولمة وتطورات العالم المعاصر


لماذا ، وكيف ، يتفوق س فرويد على ب سكنر ، حتى اليوم ؟

السؤال تكملة لمقالة مترجمة بعنوان " لماذا نسينا باستور وما يزال فرويد بيننا " ، قرأتها منذ سنوات حيث يرجع الكاتب السبب ، لكون فرويد فيلسوفا أكثر منه عالما ، وموضوعاته جدلية بطبيعتها . على العكس من باستور العالم الكيميائي المشهور ، حيث أدرجت مكتشفاته ضمن المعرفة العلمية .
1
يتمحور اهتمام التحليل النفسي على الماضي ، وخبرات الطفولة أو ( الكبت واللاشعور بحسب تعابير التحليل نفسها ) . وعلى العكس منه ، تتمحور السلوكية حول المستقبل والنتيجة أو ( التعزيز بنوعيه السلبي أو الإيجابي ، أو العقاب والمحو بحسب التعابير السلوكية ) .
بكلمات أخرى ، يتمحور تركيز التحليل النفسي على السبب والبداية ، بينما يتمحور اهتمام السلوكيين على النتيجة والهدف .
علميا وفكريا ومنطقيا ، انتصرت السلوكية على التحليل النفسي . لكن ثقافيا ما يزال العكس هو الصحيح غالبا .
الموقف الثقافي الحالي يتضمن كلا المدرستين الهامتين في علم النفس .
....
تدين النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ، بالفضل لتعديل السلوك المعرفي ، بمعرفة أن اتجاه حركة الزمن أو الوقت تأتي من المستقبل إلى الحاضر ، وليس من الماضي إلى الحاضر ، التي تمثل اتجاه حركة الحياة بالفعل .
والدين لمناهج تعديل السلوك المعرفي ، يرجع أساسا لاكتشاف الماضي الجديد ( أو الذاكرة الجديدة ) ، أحد المفاهيم الأساسية في النظرية .
....
نمط العيش الفردي _ المتوسط _ ثابت نسبيا ، وعلى درجة كبيرة من التوازن والاستقرار والمرونة ، سواء من خلال المقارنة مع الأسلاف أو مع بقية الأحياء .
2
يمكن تصنيف أنماط العيش الفردي بطرق عديدة ، ومتنوعة .
ومع كل التحفظ على هفوات التصنيف وسلبياته ، يبقى الإجراء الأفضل ، وخاصة مع غياب شبه كامل للبديل الموضوعي والمناسب ، ويكون أكثر منطقية ومصداقية بالفعل .
بدلالة الزمن أو الوقت يسهل تصنيف أنماط العيش الفردية :
1 _ الموقف التقليدي ، التمحور حول الماضي .
2 _ الموقف العام ، التمحور حول الحاضر فقط .
3 _ الموقف العلمي والمعرفي بصورة عامة ، التمحور حول المستقبل .
4 _ يمكن إضافة الموقف الرابع ، نمط العيش يوما بيوم .
....
الحياة استمرارية ، والزمن أيضا لكن بشكل معاكس .
يمكن تحديد الفرد بدلالة الحياة أو بدلالة الزمن ( الوقت والعمر ) .
.
.
متلازمة الجهد والوقت ، أو الحياة والزمن ، موضوع جديد على الرغم أهميته الفائقة ما يزال ضمن مجالات غير المفكر فيه ، في الثقافة العالمية والمحلية على السواء .
3
" أنصر أخاك ظالما ومظلوما "
حديث متفق عليه
تأويله : أنصر أخاك ظالما أو ، تعني أن تردعه عن الظلم .
تفسيره : علاقات القرابة أهم من القوانين الأخلاقية الجديدة .
يتعذر الجمع بين التفسير والتأويل ، أو القراءة الصحيحة ، في أغلب النصوص الفكرية أو الأدبية .
بذلك تتحقق مصداقية موقف جاك دريدا ، وعبارته الشهيرة :
" كل قراءة إساءة قراءة " .
القراءة نشاط مزدوج بطبيعته ، يدمج التفسير والتأويل بشكل لا شعوري .
عبر التأويل تكون القراءة من خارج النص ، والقارئ أهم من الكاتب والرسالة معا .
والعكس مع التفسير ، حيث القراءة والقارئ _ة بخدمة النص وسياقه الخاص .
4
في التحليل النفسي ، تعتبر البدايات والأسباب ( مرحلة الطفولة خاصة ) هي القاعدة ، والأهم لما يحدث لاحقا .
على العكس من موقف السلوكية ، حيث النتيجة والهدف هما الأهم والغاية .
" الشعور والسلوك وظيفة لنتائجه " القاعدة الأساسية في مناهج تتعديل السلوك الإنساني _ والمعرفي خاصة .
السلوك ، ومعه الشعور الذي يتم تعزيزه ( سلبا أم إيجابا ) سوف يتكرر في المستقبل . والعكس ، السلوك مع الشعور الذي تجري معاقبته سوف يتوقف وينطفىء أو يتناقص على الأقل .
يوجد سوء فهم للتعزيز ، وخلط عام بين التعزيز السلبي وبين العقاب .
التعزيز السلبي ، يتم عبر إزالة المثيرات المكروهة ، وهو تعزيز للسلوك بطبيعة الحال . ويختلف عنه التعزيز الايجابي بإضافة المثيرات المرغوبة .
بينما العقاب يكون بإزالة المثيرات المرغوبة أو إضافة المثيرات المكروهة والمنفرة .
....
يتحدد ويتعرف التعزيز أو العقاب بالنتيجة فقط .
يخلط الكبار قبل الصغار بينهما ، حيث يعرف كلا من التعزيز أو العقاب بدلالة النتيجة . التعزيز يزيد السلوك ويقويه ، والعقاب بالعكس يزيله أو يضعفه .
الخلط هنا خاصة بالنسبة للصغار ، التلاميذ في المدرسة أو الأولاد في المنزل ، يشعرون بالمراقبة والانتباه أحيانا كنوع من الاهتمام أو التعزيز ، بينما الغاية منه ردع الطفل _ة . يعمل كتعزيز بالنسبة للطفل _ة ، وليس كعقاب كما هي الغاية من ممارسته .
5
الحكم النهائي للمستقبل في جميع القضايا ، لكن المشكلة الثابتة والمزمنة ، مع الحاضر والآن وكيفية التوفيق بينهما .
بالنسبة لمن يختارون الماضي ، فهو الجنون بعينه .
الماضي موجود بالأثر فقط ، وكل ما لا يتضمنه الأمس المباشر ( خلال 24 ساعة السابقة ) يتلاشى في العدم بنفس السرعة التي تقيسها الساعة .
....
....
لماذا ، وكيف ، نجح كتاب التداوي بالفلسفة ؟!
بينما يفشل مخطوط ( النظرية الجديدة للزمن ) بالتحول إلى كتاب ...

موضوع غريب ومختلف ، يحتاج إلى أسلوب مختلف بالكتابة .
1
أنت وأنا ، والجميع ، لدينا ما نخجل منه أمام أنفسنا .
هذه الفكرة ، الخبرة ، المشتركة بين تيارات التحليل النفسي ورموزه الخمسة فرويد وآدلر ويونغ وفرانكل وفروم مع بقية الفرويديين الجدد .
وبحسب قراءتي لأدبيات التحليل النفسي ، هي الوحيدة المشتركة بين الجميع . ربما يتحفظ عليها الفرويديون الجدد ، وقد يرفضونها صراحة .
....
لا أنصح القارئ _ ة بالمتابعة ، إذا لم يتمكن من فهم العبارة بالفعل ، عبر تطبيقها على حياته الشخصية .
....
الحيوان والعدو في الداخل أولا ، البهيمة أو الطفل وغيرها من التسميات المختلفة والمتعددة لفكرة واحدة : المشكلة في العقل هنا وليست هناك .
لأوضح أكثر :
يعيش الفرد الإنساني بمستوى معرفي _ أخلاقي ثابت نسبيا .
وهو بين الدرجات الأربع ، من الأدنى إلى الأرقى :
1 _ الصدق النرجسي .
نموذجه النميمة والوشاية والثرثرة القهرية ، لا يجهله أحد .
للأسف يرافقنا حتى الموت . ( معلومة وليست فكرة فقط ) .
2 _ الكذب .
3 _ الصدق .
4 _ الكذب الإيجابي .
نموذجه التواضع وانكار الفضل .
المستوى الرابع استثنائي ونادر بالفعل ، ولم يكن لدي أدنى فكرة عنه قبل سنة 2012 . مع أنني التقيته كممارسة عند بعض الصديقات والأصدقاء .
لكن بشكل عابر ، ولم أكن أفهمه .
وهذا المستوى الذي كتب فيه تشيخوف وسبينوزا ورياض الصاح الحسين وبيسوا وشيمبورسكا وغيرهم كثر بالطبع .
ما أزال يتملكني الذهول ، والقداسة ، عندما أتذكر أن غالبيتهم لم يبلغوا الخمسين وخاصة رياض 28 سنة فقط .
....
المستوى 1 و2 نمط المرض العقلي واتجاهه الثابت .
المستوى 3 و 4 نمط الصحة العقلية الثابت أيضا .
بين 2 و 3 نعيش جميعا ، غالبية البشر .
المحظوظون مثل حضرتي ، نتجاوز الستين والسبعين ، ونلامس المئة أحيانا .
ومن الطبيعي أن نتعلم بعض الحكمة ، والابداع ربما .
2
فكرة ، خبرة ، أو اسم وكلمة على رأس اللسان .
لكن ، مع فشلك في تذكرها .
....
ماذا يحدث بعدها ؟
....
الدماغ عضو التفكير ، وينتج الأفكار كما تنتج المثانة البول .
هذا مثال يتكرر عند الفيزيولوجيين .
وبحسب أريك فروم ، كان فرويد يفكر بهذه الطريقة .
....
الدماغ عضو الفكر والثقافة ، وهو يجسد المشترك الإنساني ، وبين مختلف الأحياء . بل اكثر من ذلك ، يمثل مركز القيادة والسلطة في الآلات .
3
يوجد تمرين بسيط وعميق الأثر ، يتمثل بمحاولة تذكر حدث بالأمس الأقرب بالتزامن مع تخيل حدث متوقع في الغد .
هذا التمرين أفضل دواء لعلاج الضجر أو القلق المزمن .
( التعود على مستوى متوسط من التوتر ، وهو بالفعل يتجاوز الضجر أو الاثارة المنخفضة بالتزامن مع تجاوز القلق والاثارة المرتفعة ) .
....
نخجل من أنفسنا لأننا نكبر وننمو ونتعلم ، ونحقق النضج المتكامل .
بينما الغالبية ، من لا يعرفون الخجل من النفس خاصة ، يعيشون حياتهم على مستوى الحاجة فقط ، أو الاستجابة السلبية وردود الأفعال .
هذه الفكرة غير مكتملة ، وتبدو كأنها تعتبر أن الخجل صفة إيجابية .
يمكن تشبيه مرحلة الخجل ، بمرحلة المراهقة ، حيث كثيرون لا يتجاوزون الصبيانية أو المرحلة الطفالية في الحياة . ويتمثل ذلك بالبقاء في مستوى الصراع فقط ( لا يفهم ، أو لا تفهم ، سوى لغة القوة ) .
4
كتاب ناشيد سعيد التداوي بالفلسفة ، جدير بالقراءة والتأمل والمناقشة .
وقد نصحت الأصدقاء والقراء ، بقراءته أكثر من مرة .
5
النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ،
تحولت ، بفضل الحوار والجدل العنيف أحيانا ، من أفكار مجردة إلى قوانين علمية تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
وخاصة الأسئلة الثلاثة ، التي تتمحور حول الجدلية العكسية بين الزمن والحياة ، كما أنها تصلح كبرهان ثلاثي لها بالمقابل .
1 _ هل يزداد العمر الشخصي ، كل يوم ، أم يتناقص ؟
2 _ اليوم الحالي ، هل يوجد في الماضي أم في المستقبل أم في الحاضر ؟
3 _ قبل ولادة الفرد ، بقرن مثلا ، أين كان _ ت ؟
عالجت الأسئلة الثلاثة سابقا ، وسوف أناقشها بطرق جديدة .
....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القادة الأوروبيون يبحثون في بروكسل الهجوم الإيراني على إسرائ


.. حراك تركي في ملف الوساطة الهادفة الى وقف اطلاق النار في غزة




.. رغم الحرب.. شاطئ بحر غزة يكتظ بالمواطنين الهاربين من الحر


.. شهادات نازحين استهدفهم الاحتلال شرق مدينة رفح




.. متظاهرون يتهمون بايدن بالإبادة الجماعية في بنسلفانيا