الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماهو الانسان عند الفيلسوف الألماني هردر

نادر عمر عبد العزيز حسن
كاتب و باحث و أكاديمي و طبيب

(Nader Hassan)

2021 / 5 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ماهو الانسان عند هردر
ان نقطة الانطلاق عند هردر هي الانسان وحده , الانسان الذي ينطق اللغه , صانع الحضارة, و مبدع التاريخ
هو غاية الطبيعه اي غاية الله على وجه العموم في كتابه " فلسفه اخرى في التاريخ 1774 " يقول هردر ان الله حقق خطته في تنشئة الجنس الانساني بأن استخدم الناس كأدوات غير واعية . وبهذا الرأي سيقول هيجل و على العكس سيقول نيتشه و كارل ماركس لانها يريان أن الانسانية هي بنفسها التي تتولى تنظيم التاريخ و المجتمع و الطبيعه, والانسان هو القوة حيويه المرتبطة ارتباطا وثيقا بالابنيه الفسيولوجيه على وجه الخصوص , فالانسان عبارة عن انسجام قوة حيويه سيكولوجيه داخل بنية فسيولوجيه , القوه الحيويه هي القوى الالهيه و الجوهرية او روح او عقل كانتلخيا ارسطو و البنيه الفسيولوجيه هي جسم الانسان هي مادة في الاصل لاتستطيع البنية الفسيولوجيه ان تعمل بدون القوة الحيويه ولا العكس كالهيولي والصورة بينهما انسجام متبادل , لا يمكن تصور الحياة باحدهما دونا عن الاخر .
فالجسم الانساني المادي بدون الروح يشبهه هردر بالاله الموسيقيه عديمة الفائدة عندما لا تكون في يدي الموسيقي او الريشة عندما يستغني عنها الرسام و على الجانب الاخر كيف يمكن ابداع المقطوعات الموسيقيه و اللوحات الفنية بدون شخص الفنان .
لقد اظهر انسان "هردر" تمايزا كبيرا عن بقية الكائنات في الجانب الفسيولوجي و الجانب الحيوي , ففي الجانب الفسيولوجي نجد ان الجسم الانساني قد اتسم بصفات جعلت منه كائنا متفوقا عن بقية الكائنات الحيه فهو كائن منتصب يتصف بالاعتدال و الاستقامه يمارس نشاطه بصورة متفقه مع طبيعته , فجميع الامم السابقه كانت تسير على قدمين منتصبه , وهذا ما جعل الانسان ان يكون مخلوقا صانعا منذ العصور الحجرية , لم يرجع هردر الخصائص الانسانيه الى اسباب ميتافيزيقية انما الى اسباب مادية بحته وهنا نجد بذور مادية هايدر رغم رفضه القاطع للمادية في اكثر من موضع في مؤلفاته الفكرية , ففكرة " الانسان المنتصب" لقت من هاردر الاهتمام لما لها كبير الاثر في تحديد ماهيه الانسان وانبثاق الحرية الانسانيه , حيث هي من حددت للانسان اسلوب حياته و قدرته على التواصل ما بين الافكار و مشاركة العواطف و الاستنتاج فالانسان ليس كالقرد الذي يفعل اشياء قريبة من الافعال الانسانيه بدافع التقليد فقط او الغريزه الانسان قام بالتقليد ايضا ولكن ببنيته اجاد صناعة التقليد و صياغته صيغه جديده " وفي ضوء اعتدال قامة الانسان نجد هردر يعلل العديد من الظواهر الانسانيه ليس من بينها تقدم الملكات العاقلة للانسان و استخدامه اللغه فحسب بل ايضا و جود ملكات الاخلاقيه و الدينية"
ومن خصائص الانسان الفسيولوجيه التي تكلم عنها " هردر" اختلاف حجم جمجمه الانسان و حواس النطق و السماع لقد ادى هذا به الى اختراع اللغه لكي يتواصل مع الاناس الاخريين فيقر من هذا المنطلق " هردر" مجددا ان اختلاف البنية الفسيولوجيه العضويه ادى الى تميز الانسان عن بقية الكائنات
الجانب الحيوي او الروحاني للانسان
يستشعر هردر الجانب الروحي او القوه الحيويه في الطبيعه بوجه عام و في الانسان بوجه خاص عن طريق
ارتباط القوى الروحيه بالاعضاء الماديه فكل عضو مادي وثيق الصلة بقوى روحيه فالجسد من حيث ماده بلا روح لا يؤدي الوظيفة المناط بها و هي الحياه و الروح الغير المرئية لا تستشعر بوجودها وحيويتها وفاعليتها الي في ضوء علاقتها بالعضو المادي
ان كل " قوه روحيه " تعمل بانسجام مع العضو المادي الخاص بها ,فهي تشكله باظهار طبيعتها الاساسيه بواسطته و من خلاله فهي تستوعب العناصر الماديه التي اوجدها الله و تستعملها كقشرة خارجيه ليها
"و متي سقطت القشرة الخارجيه فان القوى الروحيه التي وجدت قبلها تستمر في الوجود فالقوه اساسيه موجوده و ان بدت ناقصه ستاخذ حذرها اي القوة الروحيه في تقديم وسيله لتحول اخر بعد فناء الماده المنسجه معها " و هنا يكشف زيف الرافضين لفرضيه الخلود وهنا نجد تأثر هاردر الشديد بأبدية الروح في المسيحيه هامش حاول " مندلسون " في ملفة "فيدون او عن خلود النفس عام 1767 " ان يجدد افلاطون ان النفس ليست مجرد انسجام الجسم ولا شيئا يمكن ان يفسد يمكن من حيث هو كذلك ام يتبدد او يختفي و فضلا عن ذلك فان النفس دافعا طبيعيا و مستمرا نحو الكمال الذاتي لان عكس ذلك تعارض مع الحكمه الالهيه .
و يقارن هاردر بين" الموجودات الروحيه " كالجاذبية و الاندماج و الحركه و الحياه و " الموجودات الماديه " الفانيه فهل اختفاء الموجودات الفانيه يخفي هذه المعاني الروحيه التي حار الانسان بفكره في اثبات كينونيتها .؟ فقد يمكن النظر الى العقل الانساني باعتباره قدره عل التفكير وخاصيه انسانيه في المقام الاول بواسطه القوى العضويه كالمخ و الجهاز العصبية هي تمكنه في ان يتعلم كيف يفكر و يشعر
وكما ان الصورة ترتسم على شبكيه العين لا تصل الى المخ و الصوت يصتدم بالاذن فلا يقتحم العقل بطريقة اليه مباشرة انما عن طريق الحواس " فالعقل" عند هردر ليس كصفحه بيضاء كما قال جون لوك انما هي قوى عقلية خلاقه فالمجال الانساني هو في المحل الاول نسق من القوى العقليه الخلاقه لقد كان هردر بعيدا عن النزعه الواقعيه الساذجه و لو يكن مثاليا او نقديا كانطيا الا ان نظريته في المعرفه كانت اقرب الى الواقعيه النقدية يؤمن بالمعرفة الحسيه و لكنه يؤكد فاعلية العقل و قدرته

ولما كانت طبيعة الانسان مؤلفه من عناصر مختلفه يحاول الانسان ان يصل الى نقطة التوازن المطلوبه والذي ينبني فيه طيب العيش وبها يحقق الانسان غايته القصوى و هي" تحقق الانسان" أو " البشريه " , التوازن المطلوب هو ان يوازن الانسان بين قدراته الفسيولوجيه والروحيه فلا يغلب طرف على اخر فاذا غلب الفسيولوجي على الروحي عاني من الم الضمير او الضيق و الضجر واذا غلب الجانب الروحي على الجانب الفسيلووجي اهمل الطبيعه و اهمل نفسه و اصبح عالة على الاخريين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا