الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في واقعة تلميذات أشتوكة أيت باها..هن ضحايا ولسن مجرمات

محمد النحيلي
كاتب

(Mohamed Nhili)

2021 / 5 / 2
التربية والتعليم والبحث العلمي


انتشر عبر الويب شريط فيديو لتلميذات مراهقات يشهرن أسلحة بيضاء بإحدى المؤسسات التعليمية بإقليم أشتوكة أيت باها، ما أدى إلى سطوع عدة ردود سلبية بين رواد وسائل التواصل الاجتماعي حول ظاهرة الإجرام في صفوف المراهقين. كل ذلك أثار أناملنا ودفعنا إلى إثارة بعض النقط والتسلح بمطرقة النقاش، محاولة منا فهم أبعاد هذه الواقعة الاجتماعية بعيدا عن اصدار أحكام الإدانة والهروب الى الأمام.
النقطة الأولى: أن التلميذات اللواتي ظهرن في شريط الفيديو بريئات ولسن مجرمات تأسيسا على كل قواميس ومراجع التشريع القانوني، بل هن ضحايا منطق الدولة والمجتمع الذي يطبع مع العنف ويعتبره هو الحل الوحيد لحل الإشكالات. هن أيضا ضحايا سنين من سياسة التجهيل والتفقير.
النقطة الثانية: أن المقاربة الأمنية والقانونية لم تكن يوما حلا للقضاء على مظاهر الإجرام، ولنا في الدول السباقة إلى التربية على القيم مثالا حيا على ذلك، إذ أن التغيير يبدأ بإرادة سياسية لإصلاح المدرسة باعتبارها مستشفى علاج العقول وتقويم النفوس وتهذيب السلوك...
النقطة الثالثة: لابد من توجيه عموم المتزوجين والمتزوجات إلى بعض الأمور ، أولها انه يجب القطع مع ثقافة "الطفل يولد برزقه" ، لان الطفل عندما يأتي إلى هذا العالم يلزم وجود مجموعة من وسائل الرعاية أبرزها، توفر أب وأم مؤهلان لخوض غمار التربية كمجال جد معقد. فمنسوب النضج الفكري والسلوكي يلزم أن يكون كبيرا لدى الآباء و الأمهات في الظرفية الحالية، من خلال الانفتاح على العلوم الاجتماعية كعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم التربية وفروعه كي تتفتح البصيرة لفهم خبايا سيكولوجيا الطفل. الإنسان هو ابن طفولته، شخصية الإنسان تتشكل في هذه المرحلة ، وهذا ما حذر منه عموم علماء النفس من خلال توصياتهم بالتعامل الصحيح مع هذه الفترة الحساسة من عمر الإنسان.
النقطة الرابعة: لا بد من وقفة تأمل حول انشغالات و ميولات الجيل الجديد / الحالي، الذي رافقته عدة التحولات صاحبتها تغيرات في طرق التفكير. و لأجل توافق مجتمعي ينبغي استحضار هذه المتغيرات لفهمها والتعامل معها بحذر، خاصة مجال ماهية القيم التي نريد.
النقطة الخامسة: إن هروب المثقفين وانبطاحهم وغياب الرغبة والإرادة عند الدولة في الإصلاح جعلا الوسط الاجتماعي مفتوحا على مصراعيه أمام كل التافهين والمتربصين لقتل القيم والسجايا، فاعتلى المشهد أصحاب الثقافة الهدامة واحكموا سيطرتهم من خلال الإعلام وبالتالي أصبحنا أمام عالم بلا عوالم و بنية قيمية جديدة.
خلاصة القول، السب والقذف والتشهير في حق تلميذات قاصرات وان أخطأن ليس حلا، الإدانة والاعتلاء والهروب إلى الأمام ليس حلا ، التمكين لثقافة البحث عن الحلول هو الحل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - النقطة الاهم
بلبل ( 2021 / 5 / 2 - 23:51 )
النقطة الاهم التي لم تتطرق اليها هو وجود الهواتف الاذكى من اطفالنا واللوحات والحواسيب التي حولت الجميع الى مجرد روبوهات الى مجرد باحثين عن البوز وعن الشهرة دون مراعاة ما قد يترتب على ذلك الكل اصبح يتباهى بالاجرام وبالدخول الى السجن

اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة