الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شبه الجزيرة العربية من عنف وتخلف القبائل الى عنف وتخلف الدولة

حسن نبو

2021 / 5 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كانت  الجزيرة العربية قبل قيام دولة او مملكة "آل سعود" مقسمة الى قبائل ، كل قبيلة تتحكم في المنطقة التي توجد فيها : الاشراف في الحجاز ، وآل سعود في الدرعية، وآل الرشيد في حائل والجوف ، والادارسة في عسير ...الخ . وكان زعماء القبائل يحكمون بموجب الأعراف والتقاليد لا بموجب القوانين والمؤسسات .

كانت علاقة القبائل مع بعضها قائمة على الحروب والغزوات من اجل الاستحواذ على ابار المياه والمراعي والغنائم ، ودائما كانت القبيلة المنتصرة  تستولي على اموال واملاك واراضي الدولة المغلوبة ، وتشرد افراد القبيلة المغلوبة .

في كتابه " الحج قبل مائة عام" يذكر الكاتب الروسي "يفيم ريزفان" بعض ملامح الحياة في الجزيرة العربية ، حيث يقول: ان زعماء القبائل التي يمر الحجاج عبر اراضيهم يشكلون عصابات من قطاع الطرق لنهب وسلب الحجاج ، وان كل مايتم سلبه ونهبه يعرض للبيع علنا في مكة والمدينة ، وان السلب والنهب والغزو جزء من ثقافة القبائل في الجزيرة العربية وبالتالي لاتعد جريمة .

وبخصوص تجارة الرقيق يقول "ريزفان" في كتابه المذكور : تنتعش هذه التجارة في مواسم الحج ، وان سعر العبد او العبدة يتراوح بين 20 و 40 ليرة تركية وانه يندر أن يوجد بيت في مكة والمدينة لايوجد فيها عبد او عبدة ، وان بعض الحجاج يشترون العبيد ويعتقوهم ليكسبوا الاحسان ومرضاة الله باعتبار ان الاسلام شجع تحرير الرقيق بدلا بدلا من الغاءه .

ويشير الكاتب في كتابه الى انتشار الاوبئة وخاصة وباء الكوليرا اثناء قدوم الحجاج وان نصف عدد الحجاج يموتون بسبب وباء الكوليرا . وان المشرفين على الحج أنشاوا مقصورة بخارية في مكة لتعقيم البسة وامتعة العائدين من منى ، لكن البدو قاموا بتدميرها .

تمكن عبد العزيز آل سعود من تأسيس المملكة العربية السعودية عام 1932 على انقاض الامارات التي كان يحكمها زعماء القبائل .واتخذ الوهابية مذهبا لدولته . لكن هذه الدولة تأسست على جماجم عشرات الالوف من ابناء الجزيرة العربية . وبهذا الصدد يقول المؤرخ السعودي "ناصر السعيد"  في كتابه " تاريخ آل سعود" : ان آل سعود قتل 1000 شخص في الحجاز واكثر من 3500 شخص من المنتمين للمذهب الزيدي واكثر من 2700 شخص في مناطق القصيم . وهذا جزء بسيط من جرائم آل سعود التي ذكرها "ناصر السعيد" في كتابه .

اما الدعوة الوهابية التي اتخذها آل سعود مذهبا لدولته فهي ايضا قامت على الغزو والعنف والقتل  . فقد كان عبد الوهاب كما يقول "احمد بن حسين السقاف" اذا اختلف معه احد ولم يقدر على قتله ارسل اليه من يغتاله في فراشه ليلا او في مكان آخر ليلا، لأنه كان يكفر كل من كان يخالفه وينتقد دعوته . وقد جاء في كتاب " عنوان المجد" للمؤرخ الوهابي "عثمان بن بشر" ان شيخه محمد بن عبد الوهاب كان يجهز الجيوش والسرايا ويرسلها للاغارة على الاعراب في نجد للاستيلاء على اموالهم واعتبارها غنائم لأنه كان يعتبر اهالي نجد بمثابة كفار .

وقد ادى تحالف آل سعود المشبع بالعادات والاعراف القبلية مع محمد بن عبد الوهاب الذي اسس مذهبا سلفيا تكفيريا الى تحويل المملكة العربية السعودية الى بؤرة للتخلف الفكري والتشدد الديني تحارب كل قيم الحداثة والحضارة الغربيتين . ليس هذا فحسب ، بل ان المذهب الشيعي الذي تم تصديره الى العالم الاسلامي من قبل حكام السعودية ساهم الى حد في نشر ثقافة التطرف والعنف في العالم الاسلامي .

في الغرب لايمر اسبوع دون ان يلقي صحفي او كاتب اللوم على السعودية في انتشار العنف الجهادي . وقد كتب المؤلف الامريكي "فريد زكريا" مقالة قبل سنوات في صحيفة واشنطن بوست ذكر فيه ان السعوديين خلقوا وحشا في العالم الاسلامي ، وطبعا الوحش الذي يقصده الكاتب هو المذهب الوهابي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي