الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أصل البلاء

صلاح زنكنه

2021 / 5 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أصل البلاء في الفكر التكفيري المتغطرس في التاريخ الإسلامي, هو ظهور جماعة أهل السنة والحديث (السلفية - الحنبلية) التي انبثقت وازدهرت في زمن الخليفة العباسي المتشدد (المتوكل على الله) والذي أمر بهدم جميع الكنائس في العراق, فضلا عن الكنس اليهودية, مع وضع شارات معينة على لباس المسيحيين, وقد تم قتله على أيدي حراسه الأتراك.
وأهل السنة والحديث من اتباع منهج السنة النبوية, والخلفاء الراشدين وأئمة الدين من الصحابة والتابعين, هي الجماعة الإسلامية الأكثر تشددا دينيا, وتطرفا مذهبيا, وغلوا فكريا, والتي استقوت بالمتوكل وبطشت بـ (المعتزلة) العقلانيين الذين نشطوا في زمن الخليفة (المأمون) الذي ناصرهم في عقيدتهم وخاصة في (محنة خلق القرآن) ودعم فكرتهم الجوهرية التي أكدت على غلبة العقل على النقل, وإذا تعارض النص مع العقل قدموا العقل, لأنه أصل النص, وفق مدرستهم الكلامية العتيدة التي ابتدعها (واصل بن عطاء) إلا أن أهل السنة كفروا المعتزلة وعدوهم مهرطقين في الدين, وسخفوا طروحاتهم في العدل والتوحيد والمنزلة بين منزلتين.
ومن عباءة (جماعة أهل السنة والحديث) السوداء الفاحمة وبودقتها التكفيرية الصارمة, خرجت كل الجماعات والأحزاب السلفية العنفية فيما بعد كالوهابية والإخوان والقاعدة والنصرة وداعش, فابتلينا بفتاويهم الإكراهية البغيضة, واكتوينا بجرائمهم الدموية البشعة التي طالت البشر والحجر والشجر في كل أصقاع الدنيا.
وكل هذه الحركات والجماعات والتنظيمات الجهادية نهلت من أفكار ابن تيمية ومحمد عبد الوهاب وحسن البنا وسيد قطب, لتنجب عتاة الإرهابيين أمثال اسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي وأيمن الظواهري وأبو بكر البغدادي وأبو عمر الشيشاني, ومن لف لفهم من الذين راحوا الى قير وبئس المصير.
ومازالت المعركة حامية الوطيس الى يومنا هذا بين الجماعة السلفية التكفيرية ذات الأكثرية العددية, وبين جماعة العقلانية التفكيرية ذات الأقلية العددية, والغلبة دائما للجماعة الأولى كونها تتحكم بالحكام والسلاطين ويتبعها جموع الجهلة والسذج والرعاع, بينما الحكام والسلاطين ناقمون على الجماعة الثانية التي لا يتبعها سوى نفر قليل من العقلاء والمتنورين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح


.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة




.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا


.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س




.. كل يوم - د. أحمد كريمة: انتحال صفة الإفتاء من قبل السلفيين و