الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموظف بين الامس واليوم ..

محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)

2021 / 5 / 5
الادارة و الاقتصاد


يعاني الموظف من التضخم النقدي بسبب رفع سعر صرف الدولار، كان الموظف في العهد الملكي يمثل هيبة الدولة ، وبقي الموظف في شركات النفط العاملة الى منتصف السبعينات مهاباً ، محترما من قبل فئات الشعب ، وكان الموظف في أي اختصاص كان ، يتقن عمله بدقة متناهية بسبب رصانة النظام الذي يحتضنه ، ولا يرتقي درجة واحدة جراء خدمته ان لم يتوافر فيه مواصفات لإشغال تلك الدرجة بجدارة . كان للموظف أهمية بالغة في هيكلية الدولة فهو القلب النابض للدولة وبمثابة أهمية المحرك للماكنة، ولا يمكن لعجلة الدولة ان تمضي بدون صلاح محركها، لذلك جاء هيبة الموظف من هيبة الدولة ، وكان محل احترام وتقدير الشعب الذي كان يكني بالموظف بالأفندي . بيد ان مركزهم تدهور في المجتمع ابان الحكم البعثي ، لقد فرض النظام البعثي على الموظف سلطة المخبرين و الحزب ووكلاء الامن وغيرها من أدوات الحفاظ على الحكم البعثي . اصبح للوكيل والمخبر والامن والمخابرات سلطة فوق سلطة المدراء التنفيذيين ورؤساء المؤسسات ، وقيدت صلاحياتهم الإدارية والمالية وأصبحت جميعها مرهونة بقبول و رضا هؤلاء المتأسدين دون علم ومعرفة ..كان التقرير الحزبي او تقرير وكيل الامن كافياً بإزاحة اكبر مدير من موقعه وارساله الى المعايشة في جبهات القتال التي لازمت الشعب طوال ما يقرب من ثلاثة عقود .باختصار تحول الموظف من اسد الى صرصار يعتاش على القاذورات مسلوب الإرادة والكرامة ، بعد ان كان له هيبته المستمدة من هيبة الدولة ومكانته الاجتماعية الراقية في العهد البائد .
وجاء حكم ما بعد البعث ، وتوسم المتنورين خيراً في القادم من الايام، في بناءٍ راقٍ لهيكلية الدولة وإعادة هيبتها وهيبة واعتبار الموظف ، لكن الأيام جاءت بما لا تسر للأسف .. فتدهورت الدولة وضاع هيكليتها وتنظيماتها ومواصفات المهن وارثها التاريخي بعد احراق الوزارات والشركات والمديريات، و زُجَ بمن هب ودب في الوظائف والدرجات القيادية، وتضخم الملاك واصبح حمل السفينة توشك على الغرق ! وأصبحت مواصفات مهنة الموظف صغيراً وكبيراً هي القدرة على تقاسم انتاج وريع الدولة أي اعتبارها ( غنائم) . ودخلت مفاهيم جديدة في مواصفات الدولة فمثلا (المفتح) و (الغشيم ) و(الفهلوي) و(اللكط ) ومفهوم (فيد واستفيد) وغيرها من المفاهيم السطحية، وبيعت كل ما كانت تملكها الدولة (ملك الشعب) من قبل هؤلاء الحكام الجدد بأبخس الاثمان .. اصبح الموظف يقتنص كل مُراجع ، واصبح المُراجع يبحث عن حزب يوصله لرتبة حاكم !! سباق مع الزمن للقفص وليس للإصلاح و البناء للأسف ... وفي ظل هكذا حال ، الأيام حبالى تلدن كل عجيب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بركان ثائر في القطب الجنوبي ينفث 80 غراما من الذهب يوميا


.. كل يوم - د. مدحت العدل: مصر مصنع لاينتهي إنتاجه من المواهب و




.. موجز أخبار السابعة مساءً- اقتصادية قناة السويس تشهد مراسم اف


.. موازنة 2024/25.. تمهد لانطلاقة قوية للاقتصاد المصرى




.. أسعار الذهب اليوم تعاود الانخفاض وعيار 21 يسجل 3110