الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كأني للتو قادم

كمال تاجا

2021 / 5 / 6
الادب والفن


من أعماق مشحونة
بالضوار الجارف
هفا ضوع
وفاح شذى
وتخبط جناح طير
حط
على سياج
أشواك عاقصة
ساعد على تمزيق أرومة
لغيوبة
لا جناح عليها
تشتت عرى نفس
ساكتة عن الخفق
-
وجرى وصفق
في مجرى
تنفس
صعداء مدوية
لهاث أفئدة
مع تخبط مزعوم
في مطاردة
أشباح
ومن خلف أطياف
تقلب سياج
لفت نظر
واقف على جرف
يتملّى
دحرجة وقائع
دهشة
ومن خلف
فنار نافذة
تقلب النظر
من خلال لسع
أشواك عاقصة
لنظرة من عين
ساكنة
في دعّة بين الأحداق
السافرة
عن لفت نظر
لظهور مشهد جارف
-
وتتوالى دقات القلوب
الهلعة
في جريّ الأحداق
وراء التقاط
ألحاظها
-
وخلا الجو
لتصفيق جناحيّ
غفلة
لطيران طائر
فر ينجو بجلده
من سطو
بندقية قناص
ريش
-
وجرى أمر
الالتباس
مع أخذ الحيطة
واظب
على حث الحثيث
في حراك
شمعة
تغذ السير
لعبور
ضوء ضليل
في انطفاء وهلة
انشداهنا
المعفر
-
والثبات المزعوم
وقف يسند
شق صدر
حشرجة
ضلع تولى
ترك سعفة نخيل
لنشاز
تضرب بالأرض
حتى طغى
مزاج متقلب
يعقب على انفراج
أساريرنا
وتركنا نلتفت
في كل اتجاه
حذر
ونغرق
في النعاس
مكتومي الأنفاس
واللهاث
في خضم
من إصاخة السمع
لضجيج مخاوفنا
-
وكل شيء
باد
يتخفى
كخلجة متعثرة
بين ضياع
نفخ أنفاسنا
المثقلة
بوفرة الأحاسيس المتواترة
-
والدوار
يحرف مسار
الانجراف
مع وقفة انتظار
على العتبة
تحث هاجس
كاتم للحس
كلسعة السم الزعاف
مع وجل
حشرجة مكتومة
كنابض قلق واجف
خطف جنان
فقد روعنا
يتنقل بين
تقطع الأنفاس
وذبح الجوارح
لفحيح
أفعى الخوف
مما
يخسف بنا
أرض
خيبات بهجتنا
-
ليشق السمع
زقزقة شجيه
لعصفور شارد
مع صعود
رفرفة
جناح طائر
يخفق
بلا جناح عليكم
في خضم
من الغفلة
ليبني عش
من هشاشة
قش فاضح
في مواقف
تقاعسنا
ويلقي بأناتنا
المتردية
في هاوية
خلف أزيز مقزز
يرد ردفة أبواب
مطاردة
لهواجسنا
-
مع طيف
طائر مكشر
كشبح واجف
ربض على فنار نوافذ
تقاعسنا
يدق بمنقار
فزع
يفضح مقدار
ارتفاع وتيرة
مخاوفنا
-
ويحيل ارتباكاتنا المزعوقة
مع سطوة
الأجل المحتوم
ليسوقنا
بركابه
كدربكة إجاشة
مع بلع حصوة
غصة
لنفشي بأسرار
مهجنا الخافية
في حيازة
حيطة
-
مع الدق بمنقار
طائر مجروح
ينقر على زجاج
نوافذ
تطلعانا
~ ~ ~
ثمة من تركنا
نمكث
قيد الاشتعال
على جرف
جدران باهتة
لكانون يتأجج
بنار وألق
بانتظار أجلنا
ونختلج
بدفء أخذنا الحيطة
في صحبة
عيدان متناثرة
قابلة للاشتعال
-
وطائر السكينة
يبني عشه
من ثقه
على أشجار سامقة
كمصد
لكل انهيار
عن جرف
غفلتنا
-
ثمة باب
من أبواب شتى
يرتد موارباً
ويصطفق
كرد الطرف
خلف سكون
طمأنينتا
-
ونحن نغذ
السير
في تحليق
طائر الأفاق
في عنان سماء
الأحداق
-
كل هذا
حتى دنا
طائر الأحداق
وحط شراع
الأمل
إلى أقرب مسافة
التقينا به بغتة
كان القمر
يضج
بجمال أخاذ
ساحر إلى ما فوق
احتمال أحاسيسنا
حيث تهفو النفوس
لجمع الغلة المكدسة
بالفلاة
وتتردى من الطرب
كهزة طارئة
-
ليفيض الحسن
من حولنا
وكأنه ينبع
من أفئدتنا
والمنى ينهمر
كشلال جارف
في غمر مكنوناتنا
-
ولأن مشاعرنا
غير مهيأة
للإحساس بالجمال المطلق
ولا قادرة على العثور عليه
إلا كهزة طارئة
في يقين ناضج
-
لتصبح موافاته
لابتهاجاتنا
اكتشاف مذهل
لتبضع محاصيل
عثورنا على صوابنا
وفي أخذ
مكتسباتنا
ومن فم السبع
-
وكل هذا الخفق
حصل
في لحظة ابتهاج
مذهلة
حيث يعلو
توتر الإيضاح
للإفصاح
بظفر
تعافينا
لنملأ برك الصفا
بريادتنا
على أنغام
عذوبة قصوى
ترتادنا
دون موعد
مباغتة
كرجاء صائب
-
وأنا سيد الحفل
ومن صنف إنساني
مميز بالريادة
المنعقدة
في أعياد البهجة
والحبورالواثق
-
وجميع البشر
واقفين بانتظاري
أوعلى وشك
معانقتي
-
الأيدي مبسوطة
للقائي
والثغور فاغرة دهشة
والأنظار
تحدج بي من كل جانب
حتى اخترت
من أنا
-
أم أن عقد كل هذا الاحتفال
لقادم مشهور
آخر
يستحق الظهور
غيري
-
ولو أن قبلات هوايا
وسعت من رقعة
مداها
فتراشقت من ثغري
ومن كل اتجاه
سرور
وأصابت قلوب دافئة
مع أفئدة مستعرة
إصابات عشق
مداهم
وخلا الجو
حتى بدا
توسع الأفواه
القابضة
على صك الأسنان
المندلع ترحابها
لطائر اللثمات
التي عول عليها
لتشق
الأجواء المناسبة
لخطب الود
باتجاه المهج
في عناق الاحتدام
والمواظبة
على عيش هذه الحياة
وعلى أكمل وجه
سعادة
وإيثار
من المقاربة
في توازع الندى
على بعثرة الشتات
-
لا لم أكن وحيداً
كطراز جديد
لإنسانية
غير عاقلة
ولا مناسبة
للإنتاج البشري
-
بل كنا مجموعة
كبيرة جداً
من البشر
نعيش مع بعضنا
بعضاً
-
تلاقينا
دون موعد
وأحسنا استقبال
جنسنا الفريد
وعلى أحسن وجه
وفاد
واغتبطنا
بعقد هذا اللقاء
إلى ما فوق طاقة استيعابنا
من البهجة
والفرح
والحبور
~ ~ ~
لكني لم أعرف
لماذا لم يستمر
مهرجان العيش
على الانعقاد
لماذا انفض بغتة
وذهب كل في طريقه
وغادرنا كل باتجاه
وتبعثرنا
في كل زاوية
وناحية
وأضعنا الأثر
على دروب
السعي الدؤوب
ولا -
ولم نعد نتلاقى البتة
قط

دمشق سوريا
13-10-1991








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما