الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسلاميات, اخي انتَ عربي؟

اسعد ابراهيم الخزاعي
كاتب وباحث

(Asaad Ibrahim Al-khuzaie)

2021 / 5 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بين حارات وشوارع وازقة تلك الاحياء اصوات تتردد من سيدة او ربما فتاة تُخجِلُني مَلامحُ وَجهُها التي ارهقها الجوع او قد يكون اليأس وكثرة السؤال حفظت بضع كلمات تكررها على المارة كلما شاهدت وجها غلبت عليه السُمرة العربية او ربما هي طفلة لم تكمل عقدها ابنتي طفلتي صغيرتي ماذا عساي ان اقول؟
الله يرزقك الله يفتح بوجهك الله يوفقك, تكررت وتكررت عشرات المرات اضع يدي على جيبي باحثاً تتسارع دقات قلبي هَل هذا قليل ام كثير, اُختاه حالنا لا يقل سوء اخشى ان اكون زميلك يوما ما لا نعلم ما تخبئه لنا الاقدار, لكنني لا اجيد التوسل والدعاء فقد نسيت ما كنت اردده لذلك الاله, لم اعتد ان اتضرع في السؤال والذل والاستكانة للحصول على المال...
قد تكون هي الحاجة او ربما التعود, قد تكون صادقة او مُحتالة, لا لا لا كيف لأنسان يملك المال ان يجوب الشوارع باحثا عن طعام يسد جوعه واطفاله هم مساكين اجبرتهم الحياة, او ربما خذلتهم الظروف.
يرزق من يشاء بغير حساب, لكن متى يشاء؟ وكيف يشاء؟ ومن يشاء له؟ اذا لم يشاء لطفلة او سيدة او شابة مسكينة تبحث عن من يسد قوت يومها مع اسرتها واخوتها واطفالها فلمن يشاء؟!, هل شاء لذلك اللص الذي سرق اموال العراق واشترى اضخم الفلل والشقق والفنادق والعمارات في ارقى احياء الولايات؟! ام لذلك الفاسد المُجرم ام الخائف على امتيازاته الجبان الذي تسيد على كرسي المناصب وظن انها مكرمة من الهه؟! صه صه يا هذا لا تعدني بالجنة والنار والوهم الذي لم تراه ولا حتى نبيك المزعوم!
تبأ له من اله لم يُتقن صنعه! ارسل اذا كان حقا قد ارسل من يعدنا بالنار اذا سرقنا وبالجنة اذا اخذنا الغنائم والجزية! واذا خُفنا ان لا نقسط في اليتامى فننكح ما طاب لنا من النساء! حلول جذرية لمشاكل عصرية (اله مُثير للسخرية)!
وقفت بقربها اواسيها لعلي اخفف عن مشاعري التي تؤلمني وعنها شدة الحزن الممزوج بطعم الصبر المُر, (اخي هذا اختبار لكي يرى الله مدى صبرنا) ماذا اجيبها لازلت مُتحيرا اقول لها ان الهك قد تخلى عنك وعن واطفالك ام اسكت واحترم عقيدتها, جوابي لن يغير شيئا من الواقع (نعم اختي والنعم بذلك الاله).
تأخذني اقدامي وتنقلني مُتحيره الى محطة اخرى ليتكرر نفس الموقف, رغم التكرار لم يَموت بداخلي عُنصر الشعور بالألم المعنوي وتأنيب الضمير وكأني انا المسؤول عن معاناة من في الارض جميعاً مع اني ضحية فعلة لم ارتكبها واخشى ان ارتكبها.
ولا زلت اضع يدي على جيبي مُتحيرا... اخي انتَ عربي؟ نعم وحسرتاه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س