الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صندوق الدعم مكسب اجتماعي وطني لا يجب التفريط فيه!!

محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)

2021 / 5 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


هذه الحكومة الهجينة بحزامها السياسي الحِربائي الذين يرفعون كل مرّة للمُقرضين الدوليين برنامج "إصلاح" اقتصادي مُحرِّكُها الاساسي مزيد عصر الأُجراء و خنق صندوق الدعم طلبا لاقتراض مليارات الدولارات باسم هذا البلد المنكوب ولُقمة شعبه البائس ليذهب ريعها وعمولات سمسرتها في النهاية الى جيوب أباطرة راسماليي الخارج قبل الداخل !! وهؤلاء الساسة والخبراء الذين يصمون اذاننا بالصراخ حول ضرورة الغاء صندوق التعويض "الدعم " ويرفعون زورا شعار وجوب توجيه مخصصاته من الميزانية مباشرة لمحتاجيها من المعوزين في شكل اعانات نقدية او عينية !! ، اغلبهم انتهازيين و مرتزقة و "بيوعة" ، يوهمننا كذبا او جهلا متعمدا حتما ان الصندوق عبئ على مالية الدولة والموازنة العمومية !! مُغفلين قصدا ان الهدف من الصندوق هو تمكين الدولة التونسية بل وإجبارها على التدخل دوما لتعديل الاسعار في السوق حماية للمستهلكين/المواطنين من جشع اصحاب راسالمال وتجار الجملة والتفصيل وحماية للسوق الداخلية ونمط الاستهلاك من الهزات العنيفة التي تحدثها تقلبات الاسعار في الاسواق العالمية ومنها حماية القدرة الشرائية للمواطن وتوازنات مصفوفته الاستهلاكية نسبة لمستوى الاجور/الدخل ، تلك هي فلسفة صندوق التعويض "الدعم" بوصفه اداة تعديل وتدخل تنفذ بها الدولة جزءا من سياساتها الاقتصادية و هو من صميم شكلها الاجتماعي الذي يتناسب مع سوقنا ونسقنا الانتاجي والاستهلاكي الوطني يمكِّنها من كبح جماح المضاربة بالاسعار ويقلص من فاقة الناس (شرائح فقيرة ومتوسطة على حد السواء ) وهو لذلك ليس عبئا على هذه الدولة بالذات بقدر ما هو مكسب إجتماعي يرفضه بشدة وبكل عنف كبار التجار والمستثمرين وسماسرة الوطن من دعاة النيوليبرالية وانصار توحش السوق ، فقط لا غير وبكل بساطة ووضوح ، يتبعهم ويسندهم في ذلك مجموعة واسعة من الانتهازيين وضيقي الافق بدعوته المغلوطة وشعارهم الكاذب حول وجوب توجيه "الدعم" لمستحقيه مباشرة في شكل اعانة مضبوطة القيمة !!! سادتي هل تدركون انه بعد هذا التوجيه لهذا الدعم ستتخلى الدولة نهائيا عن احدى ادواتها لتعديل اسعار المواد الاساسية وتوجيه الاستهلاك واننا سندخل مباشرة في دوامة من تحرير الاسعار والمضاربة عليها بشكل تكون وتتحول معه تلك "الهبة" الخيرية الموجهة من الدولة لمحتاجيها !! الى مليمات قليلة يوما بعد يوم لن تكفي اصحابها خبزا "حافا" !! وان انخرام توازن الاسعار حينها لن يكتفي بسحق "العائلات المعوزة" وانه سيجرف معه حتما المقدرة الشرائية المهترئة اصلا لكل شرائح الطبقة المتوسطة من عمال واجراء !! . اما ذلك "الخبير" الذي يدعوا الى اقتطاع خبز الناس وتحويله الى كيلومترات من الطرق السيارة !! فليس لي ما اقول له اكثر من ان لن نسمح لكم ان تغزلوا من احشائنا حبالا يتسلق بها المتسلقون على اكتافنا ، فبئسا لكم و لخبراتكم وعلومكم التي لا هم لها الا مزيدا من الضغط على البطون الخاوية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت