الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من التاريخ الإسلامي

صباح ابراهيم

2021 / 5 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يزعم مؤلف القرآن ومن يتحدث باسم الإسلام من الشيوخ والفقهاء وتجار الدين، في خطبهم ومحاضراتهم ومن فوق منابرهم ومن على شاشات التلفزيونات في ندواتهم وما يكتبون من إن إسم محمد نبي الإسلام جاء ذكره والتبشير به في التوراة بإسم (النبي)، وذكر بالإنجيل تصريحا باسم (أحمد) أو تلميحا بالكلمة اليونانية (البارقليط) التي تعني [المعزي او الروح القدس]، وتحريف ترجمة كلمة (محَماديم) التي تعني (المشتهيات – الثمين - الغني) باللغة العبرية واعتبروها اسم النبي (محمد) الواردة في نشيد الإنشاد الذي كتبه الملك سليمان ضمن أسفار التوراة.
رغم أن الإسلاميين والشيوخ والفقهاء يؤكدون ليل نهار ان التوراة والإنجيل كتابان محرفان ومن غير دليل وليس لهم البينة على ذلك . بينما القرآن يمدحها ويصفها بالهدى والنور، والقرآن جاء مصدقا لهما . فمتى حدث التحريف، ومن قام به وكيف اتفق اليهود والمسيحيون معا على تحريف الكتاب المقدس الذي يضم العهد القديم والعهد الجديد ؟
الإسلاميون يتبجحون بتحريف الكتاب المقدس لطمس الكتب المقدسة الناطقة باسم الله الحقيقي والمنافسة للقرآن . لكنهم بنفس الوقت يعتمدون على التوراة والإنجيل ويشيدون بها بأنها ذكرت ضمن آياتها إسم محمد وبشرت به ، فهل هذه الكتب صادقة بذكر محمد والتبشير بظهور نبي الإسلام ومحرفة بالأمور الأخرى ؟
تدوين القرآن
ما صحة تدوين آيات القرآن، الكتاب المقدس في الإسلام ؟ وهو لم يدون بزمن محمد كاملا على الورق، وقد حاول جمعه وكتابته الخليفة ابو بكر الصديق بعد تردد ومعارضة، بتشجيع عمر بن الخطاب بعد مقتل الكثير من الحفاظ في حروب الردة، ثم اكمل جمعه وتدوينه الخليفة الثالث عثمان بن عفان مفرقا من ذاكرة الحفاظ باستنطاق الحفظة وترديد ما حفظوه في ذاكرتهم، واخذت آيات اخرى تم نقلها من مصاحف كتبها علي ابن ابي طالب وما سمي بمصحف فاطمة و مصحف حفصة وما كتبه ابي بن كعب وزيد بن ثابت وآخرون. المصاحف التي احتفظوا بها وسلموها الى عثمان على سبيل الإستعارة ليستعين بها ويعيدها لهم، ثم غدر بهم عثمان بن عفان ولم يعد المصاحف المستعارة الى اصحابها، بل أمر بحرقها علنا لتوحيد قراءة القرآن بقراءة واحدة متفق عليها حتى لا يختلف المسلمون بقرآنهم . وقد دفع عثمان بن عفان حياته قتلا بالخناجر من المسلمين ثمنا لحرق تلك المصاحف ولسوء تصرفه في بيت المال و اختيار الأهل والعشيرة بالمناصب الكبيرة .
تدوين الأحاديث والسيرة النبوية
اما أحاديث النبي وسيرة حياته التي تم جمعت من أفواه الناس بعد مائتي عام من وفاة النبي، وكتبتها الأعاجم وليس العرب مثل البخاري ومسلم وابن ماجة وغيرهم فقد كانت أحاديث مزورة ومفبركة . اختلط بها الصحيح مع الكذب والتأليف والحذف والأضافة في كل حديث تم تدوينه نقلا عن مئات الأفواه والذاكرات التي مات أصحابها ونقلت من فلان عن فلان وسمعها زيد عن عمر. وتستمر العنعنات الغير موثقة، فخرجت للمسلمين أحاديث يقال عن قسم منها انها صحيحة، وأخرى موضوعة ومقطوعة مرفوعة ومنصوبة ومكذوبة واحاد، والكثير منها وصف أصحابها وقائلوها أنهم رجال غير ثقات وضّاعون، وآخرون مطعون بصدقهم وكفاءتهم .
فكيف نصدق أحاديث كتبت بعد مائتي عام من وفاة صاحبها ولم تدون على ورق بل نقلت شفاها .
ان من كتب سيرة النبي وأحاديثه رجل أعجمي من بخارى في تركمانستان، يبعد عن المدينة المنورة آلاف الكيلومترات، لم يعش في زمن النبي، ولم يسمعه شخصيا ولم ينقل أحاديثه من صحابة النبي المقربين منه أو المرافقين له. بل جمع نصوص كتابه عن الاف الأفواه وعن الذاكرة حتى انه قام بحذف الاف الأحاديث التي لم يثق بصحتها، واختيار ما يناسبه معتقدا انها هي الأصح لتدوينها في كتابه المسمى (صحيح البخاري)، الذي يقدسه أبناء السنة ويعتبروه أصح كتاب بعد القرآن . بالرغم من إن هذا الكتاب يحتوي على إساءات كبيرة لسلوك وتصرفات نبي الإسلام محمد والتي لا يقبل بها الكثير من المسلمين لأنها تشين الى سمعة النبي وتشهر به وتصفه بالرجل الشهواني الغير منضبط مثل : [طوافه على نسائه جميعا يجامعهن في ليلة واحدة بغسل واحد] . و[قيامه من مجلس أصحابه ليجامع زوجته ويعود لهم ورأسه يقطر ماء، بعد ان مرت امرأة أمامه جميلة، فثارت شهواته الجنسية، ولم يصبر فاشتهى الجماع وانطلق مسرعا يضاجع زوجته وهي مشغولة في أعمال المنزل ].
هل مثل هذه الأحاديث تشرّف سلوك وتاريخ النبي والمسلمين في كتاب يقال إنه أصح كتاب بعد القرآن ؟
ثم اجتهد ابن إسحاق وكتب السيرة النبوية بدفع من حكام بني العباس، وقام بعده ابن هشام بتنقيح ما كتبه سلفه، وحذف الكثير من كتاباته التي لم يصدق بصحتها. واضاف اليها من عنده ومن ما وجّه به حكام بني العباس بما يناسبهم لغرض الإدّعاء بانتسابهم الى النبي .
فهل نصدق أحاديث و سيرة أشرف الأنبياء والرسل التي نقلت سماعا من آلاف الأشخاص ومن الذاكرة التي لا تصدق في الكثير من الأحيان بعد مرور مئات السنين، وقد تدخلت بكتابتها السياسة والأدعاءات الكاذبة الغير موثوقة للحكام بالانتساب لعشيرة النبي كذبا وزورا ؟
بعد كل تلك الفضائح يتشدق تجار الدين ودجلة الفقه للطعن بالتوراة والإنجيل والإدعاء بالتحريف لكي تطغى سمعة القرآن عليهما، ليقال إنه الكتاب المقدس الوحيد من وحي الله والمهيمن والناسخ للتوراة والإنجيل .
فمن نصدق ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لابيد: كل ما بقي هو عنف إرهابيين يهود خرجوا عن السيطرة وضياع


.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #




.. خالد الجندي: المساجد تحولت إلى لوحة متناغمة من الإخلاص والدع


.. #shorts yyyuiiooo




.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #