الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوحدة الجدلية بين الاشتراكية والديمقراطية

عادل عبد الزهرة شبيب

2021 / 5 / 7
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


تعرف الاشتراكية بأنها عبارة عن احدى النظريات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي ظهرت في اواخر القرن التاسع عشر , ويعتبر الفيلسوف الألماني كارل ماركس صاحب الريادة في هذه النظرية اذ انه الف الكثير من الكتب والمقالات التي تتحدث عن المبادئ الشيوعية والاشتراكية الى جانب زميله انجلز . وقد تطورت هذه النظرية فيما بعد على ايدي الكثير من السياسيين والاقتصاديين فهي ليست نظرية جامدة وكما يقول لينين هي مرشد للعمل . وتقسم الاشتراكية العلمية الى ثلاث فروع هي : المادية الجدلية , والاقتصاد السياسي , والمادية التاريخية , حيث يتم تطبيقها عند دراسة المجتمعات البشرية من اجل تحقيق شروط المعرفة بالمجتمع واحتياجاته حتى نصل الى التطور الذي تسعى اليه الاشتراكية. فالاشتراكية تسعى الى رفع شأن الفرد في المجتمع ورفع مستواه المعيشي كما تسعى الى تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية والقضاء على استغلال الانسان للإنسان. وتتميز الاشتراكية بالملكية العامة لوسائل الانتاج والتخطيط وتوفير ما يلزم لسد الحاجات الاجتماعية . وتسعى الاشتراكية الى تمليك الأفراد لعوامل الانتاج كافة على قدم المساواة وتضمن حصولهم على هذه الملكية من خلال حكومة منتخبة ديمقراطيا .فالنظام الاشتراكي يقوم على الملكية الجماعية لوسائل الانتاج وتحكم الدولة في ادارة وتسيير وممارسة النشاط الاقتصادي من خلال التخطيط المركزي . وقد تم تطبيق الفكر الاشتراكي من خلال تبني الثورة البلشفية في روسيا عام 1917 واقامة اول دولة اشتراكية في جمهورية الاتحاد السوفياتي الذي تكون من اتحاد خمسة عشر جمهورية . اما فيما يتعلق بأسس النظم الاشتراكي لا فهو يعتمد على الملكية العامة لوسائل الانتاج من خلال اشراك جميع افراد الشعب في ملكية وسائل الانتاج وتقوم الدولة بعد ذلك بإدارة النشاط الاقتصادي حيث تقوم بإشباع الحاجات العامة للجميع بصورة مجانية كالتعليم والصحة وتوفير السكن المناسب وغيرها . واعتمدت الدولة على التأميم للقضاء على الملكية الخاصة . كما تتميز الاشتراكية بعدم الاعتراف بحافز الربح اذ ان الهدف من النشاط الاقتصادي في النظام الاشتراكي هو اشباع الحاجات العامة وليس تحقيق الربح الفاحش على حساب الآخرين . كما تتميز الاشتراكية ايضا بالتخطيط المركزي ووضع الخطط القومية الشاملة التي تحدد الأهداف القومية المراد تحقيقها ووسائل تحقيق هذه الأهداف .
اما بالنسبة للديمقراطية فتعني حرفيا ( حكم الشعب ) , وهي شكل من اشكال الحكم يشارك فيها جميع المواطنين المؤهلين على قدم المساواة اما مباشرة او من خلال ممثلين عنهم منتخبين في اقتراح وتطوير واستحداث القوانين وتشمل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تمكن المواطنين من الممارسة الحرة والمتساوية لتعزيز المصير السياسي . ومن اهم اسس الديمقراطية الالتزام بالمسؤولية واحترام النظام والقانون وترجيح كفة المعرفة على القوة والعنف . والديمقراطية بمعناها الأوسع هي نظام اجتماعي مميز يؤمن به ويسير عليه المجتمع ويشير الى ثقافة سياسية واخلاقية معينة تتجلى فيها مفاهيم تتعلق بضرورة تداول السلطة سلميا وبصورة دورية . ويطلق على الديمقراطية السائدة في البلدان الغربية بالديمقراطية الليبرالية . عموما فالديمقراطية هي شكل من اشكال الحكم السياسي قائم بالإجمال على التداول السلمي للسلطة وحكم الأكثرية وتعتمد الانتخابات الحرة النزيهة وليس المزورة .
وبحسب النظرية الماركسية ينشأ مجتمع ديمقراطي جديد من خلال العمل المنظم للطبقة العاملة الدولية ويفضي الى تحرير سائر الشعب ومنح الأفراد حرية التصرف بعيدا عن مكبلات سوق العمل , وهكذا تنتفي الحاجة او تقل الى حدها الأدنى لوجود الدولة . وقد ذكر كل من ماركس وانجلز في البيان الشيوعي وفي كتاباتهما اللاحقة ان : (( اول خطوة في سبيل ثورة الطبقة العاملة تتمثل في رفع البروليتاريا الى مقام الطبقة الحاكمة وذلك بهدف الانتصار في النضال لتحقيق الديمقراطية )) وان حق الانتخاب العام (( هو من اول واهم وظائف البروليتاريا المسلحة )) , كما ذكر ماركس في وثيقته ( نقد برنامج غوتا ) : (( بين المجتمع الرأسمالي والمجتمع الشيوعي ثمة فترة انتقالية ثورية من الأول للآخر , يتزامن ذلك مع فترة انتقال سياسية تكون فيها الدولة عبارة عن ديكتاتورية البروليتاريا الثورية )), ولم يستبعد ماركس احتمالية حدوث انتقال سلمي في بعض البلدان ذات الهياكل المؤسساتية الديمقراطية الراسخة مثل ( بريطانيا والولايات المتحدة وهولندا ) ولكنه افترض انه في البلدان حيث لا يتمكن العمال من (( تحقيق اهدافهم بوسائل سلمية فلابد ان القوة هي الوسيلة الأنجع لقيام ثورتنا )) , وذكر ان العمال لديهم كامل الحق بالثورة في حال لم يمنحوا حق التعبير السياسي .
اما بالنسبة الى الاشتراكية الديمقراطية فيمكن ارجاع اصولها الى المفكرين الاشتراكيين الطوباويين في القرن التاسع عشر . وفي اواخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين تأثرت الاشتراكية الديمقراطية بالديمقراطية الاجتماعية . وتتميز الاشتراكية الديمقراطية عن الديمقراطية الاجتماعية على اساس ان الاشتراكيين الديمقراطيين ملتزمون بالتحول المنهجي للاقتصاد من الرأسمالية الى الاشتراكية في حين ان انصار الديمقراطية الاجتماعية كانوا اكثر قلقا بشأن تحدي حق جديد لاستعادة الديمقراطية الاجتماعية الى السلطة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة