الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلقة الثانية :حول معركة إسقاط مخطط التعاقد :دفاعا عن الحقيقة لا لتشويه الوعي

مراد المهدي

2021 / 5 / 7
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


دفاعا عن الحقيقة، لا لتشويه الوعي: الحلقة الثانية.
استمرارا في الحلقات التي خصصناها من أجل الوقوف على كل محاولات تشويه وعي الجماهير الأستاذية، من طرف الذين يحاولون جعل المعركة النضالية ذات نفس يطابق ضيق أفقهم.
"فلنجعلها جزيرة معزولة نرفع فيها الشعارات الكفاحية
     وننتظر الحل من السماء". انتشرت هذه التدوينات عبر مواقع التواصل الإجتماعي مساء الخامس والعشرين من أبريل. نقلها البعض عن البعض الآخر -طبعا فهم آلفوا ذلك- ومن موقع المسؤولية التاريخية تجاه كل من ضحى بصدق خدمة لقضايا المهمشين، سنحاول تبيان بعض المواقف ما ظهر منها وما بطن لِ "زعماء" مواقع التواصل هؤلاء، وجدير بالذكر أن هذه التدوينة جاءت في سياق اجتماعات عدة، عقدتها التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد مع بعض الأحزاب السياسية.
في إطار التهكم، يصيح هؤلاء "فلنجعلها جزيرة معزولة" إن هذه العبارة لحمالة أوجه، فقد يكون قصد هؤلاء أن نجعلها معزولة عن أعداء المدرسة ولما لا من أجل فضحهم، أو معزولة عن من باع التضحيات بالأمس القريب، أو من صرح خلال سنة 2019 أن "التوظيف الجهوي خيار استراتيجي"، وربما معزولة عن من تشكل قياداتهم جزءا من التحالف الطبقي المسيطر، أي معزولة عن أعداء الشعب ومُقارِعة إياهم، وبالتالي سيكون الطريق مفتوحا بينها وبين أصدقاء الشعب؛ الحلفاء الموضوعيين لها.
لكن العبارة التي جاءت بعدها كشفت المستور للعموم -أما المتتبعين القريبين لواقع المعركة فيعرفون جيدا غاية هؤلاء- ويقول هؤلاء السادة "نرفع فيها الشعارات الكفاحية"، إن أصحابنا يرعبهم البعد الكفاحي للمعارك كيف لا وهم من تصدو بالأمس القريب لكل المحاولات الجادة للتنسيق مع مختلف الفروع النقابية المناضلة، الذين تحركوا ذات اليمين وذات الشمال لوقف أي ارتباط ممكن مع عموم الجماهير الشعبية، المطلقين العنان لعبارتهم الشهيرة "معركتنا سنخوضها لوحدنا لا نحتاج لأحد"، واليوم هاهم يكملونها  "نحتاج الى الأحزاب والقيادات النقابية" وغدا أو بعد غد سينطقون بهراء أكبر من هذا.
نذكر أن أصحابنا قد خرجوا إعلاميا (لايفات، وتدوينات لتقريع النقابات) بل وصل الأمر حد إصدار  موقف رسمي في بيان التنسيقية ضد البيروقراطية ليحث المناضلين الديمقراطيين من داخل النقابات على عزل البيروقراطية، هذا في الوقت الذي ترفع فيه التنسيقية شعار الوحدة مع الإطارات النقابية، وتسعى بكل السبل إلى ترجمته عمليا. وهنا نتسائل: ما الذي تغير حتى جلسوا مع البيروقراطية بل والأحزاب الرجعية؟ هل تم إسقاط البيروقراطية وساد الخط الديمقراطي وأضحت النقابات ديمقراطية؟ أم أن التطورات الأخيرة التي عرفتها المعركة كان لها فعل في نفوس أصحابنا، فتكسرت أوهامهم وتبين لهم مدى تعقد الواقع، ما حدى بهم الى إحياء الموتى والبحث بكل السبل عن دفع ما تحاول الدولة سربلتهم به (أوديو الوزير)؟!
إن الانعزالية بعدما تبين لها خطر تفكيرها واستشعرت الخطر يقترب منها، راحت دون تفكير تفتح نوافذ غرفتها أمام الغث والسمين مما قادها رأسا على عقب إلى الإنهزامية، وبما أن الإنهزاميين ترعبهم الشعارات الكفاحية ويرعبهم العمل الكفاحي، صاروا يطلبون الحوار من السماء ويستجدونه من الأرض. فلهم نقول بصوت عال: لنا الشرف أن نجعلها مدرسةً في الكفاح والنضال المبدئيَّين ،لنا الشرف أن نقطع طريق الوصول إليها على أعداء الشعب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد