الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فكرة الفادي وعلاقتها بالخطيئة الأولى _ ح3

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)

2021 / 5 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقول السيد جعفر الحكيم في مقالة على موقع الحوار المدني عن ذات الموضوع وكيفية تأثير الديانة البوذية القديمة على فكرة المنقذ أولا وعلى مجمل صورته وماهيته وكيفية تسلل الفكر الوثني كما يقول إلى الديانة المسيحية (ان ما يروى عن البوذيين في أمر بوذا فهو أكثر انطباقاً على ما يرويه المسيحيين عن المسيح من جميع الوجوه، فبوذا هو الطيب المخلص وهو الابن البكر الذي قدم نفسه ذبحيه ليكفر آثام البشر ويجعلهم يرثون ملكوت السموات وقد كانت ولادته بسبب خلاص العالم من التعاسة، وقد بين ذلك كثير من علماء الغرب منهم: ( بيل ) في كتابه / تاريخ بوذا، و (هوك ) في رحلته، و ( مولر) في كتابه / تاريخ الآداب السنسكريتية)، هذا التأثير الذي تسلل إليها بذات الطريقة التي تسللن فيها الأفكار الفارسية والبابلية والهندية وحتى ديانة المصريين القدماء، يستند في قراءته ليس على أفتراضات أو أجتهادات شخصية بقدر ما وثق ذلك من نصوص الديانة البوذية ونظيرتها في الديانة التي قيل عنها أنها العهد الجديد.
ففي كتاب مقارنة الأديان المسيحية لأحمد شلبي .مكتبة النهضة . مصر نجد التشابه والتأثير الكبير الذي تركته الديانة البوذية على فكرة المسيح المخلص وفكرة الفداء والصلب والخطيئة والثالوث المقدس التي هي عماد كل العهد الجديد الذي يمثل رؤية المسيحين الدينية كاملة وهي ما توزعت على أجزاءه العديدة دون أن تكون فكرة واحدة متكاملة فيها، فعند مناقشة أي فكرة دينية علينا البحث عن أجزائها في كل الأناجيل وقد تذكر في جزء وتهمل في جزء أخر وكأن العهد الجديد هو تجميع متشتت لأفكار صيغت بقراءات زمنية متفاوتة وأحيانا تجد التعارضات الكبيرة تملأها دون أن نستطيع رسم صورة مشتركة أو نسقية واضحة بينها.
في العودة للكتاب أعلاه لا بد أن نؤشر معظم أوجه التشابه مع الإقرار بأن الأقدم المشترك هو الأصل، فلا يمكن أن نعد الديانة البوذية هي من تأثرت بالديانة المسيحية فنكون قد جانبنا العقل والمنطق، وكما فعلنا مع تأثيرات الديانة الهندية في المبحث السابق نعود لنفس منهج المقارنة ومعتمدين على مصادر نصية من الديانتين دون أن نتدخل في تغير كلمة أو جملة حفاظا على الأمانة العلمية لمثل هكذا بحوث مقدمين الفكرة البوذية مرقمة وما يماثلها في العهد الجديد بين أقواس للإطلاع والمقارنة بين الفكرتين:.
1. . عند مولد بوذا ظهر نجم في السماء يبشر به ، وقد رئي هذا النجم يسير نحو مكان مولده ، وتبعه من رآه ليسجدوا للوليد (وعند مولد عيسى ظهر هذا النجم أيضاً يبشر بمولد المخلص وفاد جماعات المجوس نحو مكان ولادته فرأوا الطفل وسجدوا له) .
2. . ولد بوذا في اليوم الخامس والعشرين من ديسمبر كما تذكر الأساطير الهندية (ولد عيسى في الخامس والعشرين من ديسمبر أيضاً) .
3. عند مولد بوذا احتفلت الملائكة بولادته وسبحت بحمده قائلة إن المبارك قد ولد اليوم ليمنح السلام للناس والمسرة للأرض (وعند مولد عيسى ظهرت الملائكة في الجو مسبحة في الحقول بالقرب من بيت لحم ، وكانت تسبح بحمد (المبارك) وتقول: للناس المسرة وعلى الأرض السلام) .
4. كان مولد بوذا خطرا على الملك والسلطان فهدده ملك بنباسارا وأراد قتله ، حتى لا يكون سبباً في القضاء على سلطانه (وكان عيسى خطرا كذلك على ملك هيرودوس ولذلك و لذلك أراد هيرودوس قتله لولا أنه فر إلى مصر مع أمه).
5. وعندما كان بوذا على وشك أن يبدأ دعوته ظهر له الشيطان مارا ليحاول تضليله (وعند بدء دعوة عيسى ظهر له الشيطان محاولا تضليله).
6. قال مارا لبوذا: ابتعد عن الدعوة الدينية وتصبح إمبراطور العالم (وقال الشيطان لعيسى: إذا عبدتني سأجعلك ملكا على العالم كله).
7. ولم يهتم بوذا بمارا وصاح به :ابتعد عنى (ولم يسمع عيسى لكلمات الشيطان وصاح به: اخسأ أيها الشيطان).
8. وبعد أن انتصر بوذا على مارا أمطرت السماء زهورا وعبق الهواء بعبير طيب (وبعد أن انتصر عيسى على الشيطان هبطت الملائكة لعيسى وكرمته) .
9. وصام بوذا فترة طويلة (وصام عيسى أربعين يوما بلياليها).
10. وتعمد بوذا بالماء المقدس، وفي أثناء تعميده كانت روح الله حاضرة وكذلك روح القدس (وعمد يحيى عيسى في نهر الأردن وكان ذلك أيضاً في حضرة روح الله وروح القدس) .
11. وتقبل صلاة البوذيين وتقودهم إلى الفردوس ما دامت تقدم باسم بوذا (وتقبل صلاة المسيحيين ما دامت باسم عيسى وينالون بسببها الفردوس).
12. وعندما مات بوذا ودفن شرق قبره بقوة من قوى ما فوق الطبيعة وعاد للحياة (وعندما مات عيسى ودان أزاحت قوة من قوى ما فوق الطبيعة بالحجارة عن قبره وعاد عيسى إلى الحياة.) .
13. وصعد بوذا إلى السماء بعد أن أتم دعوته على الأرض (وصعد عيسى كذلك بعد انتهاء دعوته على الأرض) .
14. وسيعود بوذا إلى الأرض في آخر الزمان ليواصل دعوته ويستعيد مجده ويملاً الأرض سعادة ونعيما (وسيعود عيسى كذلك ليحكم الأرض من جديد وينشر دعوته ويملاً الأرض بالخير والسلام).
15. وسيوكل حساب الناس إلى بوذا بعد البعث (وسيوكل لعيسى أيضاً أن يحاسب الناس في الدار الآخرة).
16. وبوذا لا أول له ولا نهاية وهو خالد (وعيسى لا أول له ولا نهاية وهو خالد كالأب) .
17. ويروى عن بوذا أنه قال: إنني أحمل سيئات البشر عنهم ليصلوا إلى السلامة (وعيسى مخلص البشر الذي قدم نفسه فداء ليكفر عن خطيئة أبيهم آدم) .
18. ويروى عن بوذا قوله له: أخف أعمالك الطيبة وأعلن على الناس سيئاتك التي ترتكبها (ومما علمه عيسى لأصحابه أن يخفوا أعمالهم الطيبة ويعلنوا مساوئهم وخطاياهم) .
19. وأوصى بوذا أتباعه بالشفقة والحب حتى مع أعدائهم (وقال عيسى لأتباعه: أحبوا أعداءكم وباركوا لاعنيكم وأحسنوا لمن يبغضكم).
20. ونصح بوذا حوارييه وأتباعه أن يطرحوا الدنيا جانباً ويتنازلوا عن غناهم ويؤثروا الفقر ليقبلوا في الدعوة (واشترط عيسى على من يريد دخوله الدعوة أن يتصدق بماله ويؤثر الفقر ليدخل ملكوت الله).
• 21. وكان هدف بوذا الأسمى أن يكون ما سمته الفلسفة البوذية ملكوت السماء (ودعا عيسى منذ مطلع رسالته أتباعه ليدخلوا ملكوت السماء).
• 22. ونادي بوذا بعدم الزواج وشبه الزواج بالاحتراق في الفحم ، ولم يجزه إلا عند خوف الزنا (ويقرر الفكر المسيحي أنه من الأفضل للرجل ألا يمس امرأة ولكن إذا خاف الزنا جاز له أن يتزوج فالزواج خير من الاحتراق بالنار) .
الملاحظ في تأثير الديانة البوذية على الفكر والعقيدة المسيحية أنها تأثير أفكار ورؤى للعالم إلا أن ما يميز الفكر البوذي أنه قد حدد تماما مولد بوذا في الخامس والعشرين من ديسمبر وحتى وصلبه وعودته للحياة تقع في أيام تتفق تماما مع أحداثه المؤرخة والتي تراعى لليوم، ويبقى الأثر الأكبر في تفاصيل الفداء والصلب هي تفاصيل محددة بدقة من الديانة البابلية القديمة في شكلها وجوهرها وتفاصيل الحدث كما روته الدلائل الأركيولوجية المكتشفة لاحقا، فقد كانت معيناً للمسيحية في موضوع هام من موضوعاتها العاطفية، ذلك هي قصة محاكمة عيسى وصلبه ،وقد وضع البابليون قصة محاكمة بعل في تمثيلية مؤثرة، كانت تمثل كل عام قبل مولد المسيح بقرون عديدة، وكانت تمثيلية حافلة بالغموض والحزن، وقد اكتشفت في مطلع هذا القران بأرض بابل لوحتان يرجع تاريخهما إلى القرن التاسع قبل الميلاد، وسجلت عليهما قصة محاكمة بعل ونهايته.
ولغرض بيان التشابه بين القصتين نوردهما معا لنبين مدى الأستنساخ والمطابقة التي لا تخلو من نقل حرفي وموضوعي للحدث كما هو ولكن بتغيير اسم البطلين في القصة (محاكمة بعل) (أخذ بعل أسيرا وحوكم بعل علنا فقد جرح بعل بعد المحاكمة واقتيد بعل لتنفيذ الحكم على الجبل، كان مع بعل مذنب حكم عليه بالإعدام، وجرت العادة أن يعفى كل عام عن شخص حكم عليه بالموت، وقد طلب الشعب إعدام بعل والعفو عن المذنب الآخر، بعد تنفيذ الحكم على بعل عم الظلام وانطلق الرعد واضطرب الناس فقد حرس جثمان بعل في قبره حتى لا يسرق أتباعه جثمانه حتى أن الإلهات جلسن حول مقبرة بعل يبكينه، بعدها قام بعل من الموت وعاد إلى الحياة مع مطلع الربيع وصعد إلى السماء) هذا مختصر القصة البابلية كما رويت ونقشت على الألواح المكتشفة، فماذا في قصة صلب اليسوع كما وردت في العهد الجديد (محاكمة عيسى) أخذ عيسى أسيرا وكذلك حوكم عيسى واعتدى على عيسى بعد المحاكمة واقتيد لصلبه على الجبل وكان مع عيسى قاتل اسمه باراباس محكوم عليه بالإعدام فقد رشح بيلاطس عيسى ليعفي عنه كالعادة كل عام، ولكن اليهود طلبوا العفو عن باراباس وإعدام عيسى عقب تنفيذ الحكم على عيسى زلزلت الأرض وغامت السماء وحرس الجنود مقبرة عيسى حتى لا يسرق حواريوه جثمانه وكانت مريم المجدلية ومريم أخرى جلستا عند مقبرة عيسى تنتجان عليه، بعدها قام عيسى من مقبرته في يوم أحد وفي مطلع الربيع أيضاً وصعد إلى السماء).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد


.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو




.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي