الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعبُر الفراشة إلى الحلم، تتدحرج الدبابة في المنحدر (خاطرة)

فؤاد بلحسن الخميسي
كاتب وباحث

(Belahcen Fouad)

2021 / 5 / 8
الادب والفن


فيما يخص القضية الفلسطينية، أصبح كل هم أغلب الإعلام الرسمي، في عواصم الجبن والخداع والبطش، أن يمر في عجلةٍ من أمره على الخبر، كما لو أن القضية قطعة أثرية مستعادة من الماضي، ذكرى حربٍ صليبية، ألمٌ للنسيان...
بكل ما أوتي من سذاجةٍ والتزامٍ بفنون الطاعة، يمضي الخبر الإعلامي، موليا ظهره للمأساة؛ حتى لا يُزعج الأحذية العسكرية واحتفالات الغُزاة بالمجزرة الجديدة!
"وكان الطلبة القلقون يتساءلون: ما الفرق بين الغُزاة القادمين من الخارج والطغاة الطالعين من الداخل؟" (محمود درويش).
ماذا عن الخطوط الاستراتيجية؟ ماذا عن مناورات الصراع وذهاب وإياب الحلم التحرري؟ ماذا عن حكايات خطوط التماس البطولية والإرادة الملحمية لشعب يقاوم هجوم الصمت والأسلحة التجريبية وفخاخ الإخوة وسَقطة البئر؟
***
تدخل الكذبة الإسرائيلية منعطفا تاريخيا آخر... تكبر الكذبة، ويتكاثَر من يصدقها. تدخل الدبابة قنوات الديبلوماسية المريضة فَتُقَسِّم الخريطة الشرقية نصفين: بين الذين باعوا، والذين قَضُوا أو ينتظرون!
وفي مقابل هذا المنعطف، تنتقل البندقية من ذراع إلى ذراع، وينتقل القلم والحجارة.. وتمتد خريطة المقاومة تحت خريطة الزيف... وعميقا يكبر مشروع الملاحم، ويصنع دم الشهيد سرديته الكاشفة عن هوية الأرض وانتماء القمح وقَرابة غصن الزيتون..
ينمو النمل المتمرد ويتحرك شديدا في دماغ المحتل... وتفقص الحدود مقاومين وأناشيد وحجارة..
***
يتحرر المقاوم شعوريا بعد أن تَحرَّر من عقدة الغالب...
يتحرك المقاوم بين العواصم، القدس، بيروت، دمشق، طهران ، بغداد، صنعاء،... ويكبر ويمتد ويَرشُد حلمه...
ينضج المقاوم على صوت الريح والصخرة والبحر والصحراء والآذان والأجراس والصرخة...
ويتحرر في الصدى القادم، عبر المحيطات ومن وراء الجبال، من حناجر أحرار العالم ومن الشوارع الحرة...
يتحرك، ينضج ويتحرر المقاوم.. وفي مأساته يعي أكثر... يصير ابن الشمس والوعد..
ويختبئ الغزاة في الدبابات، وفيها يقيمون أعراسهم وانتخاباتهم ومآتمهم، ويحتجبون خلفها خوفا من الذاكرة...
***
لقد كشف لنا العدو، الذي اختار أن يكون عدوا لنا، الوجه الآخر للحقيقة البشرية، بمفرداتها الغريبة والجديدة: أرض بلا شعب لشعب بلا أرض؛ نزهة القتل؛ الرصاص المسكوب؛... لكن، في اللحظة التي "نام فيها الحارس بين حربين" (تعبير أقتبسه عن الصحافة الإسرائيلية وهي تسخر من جيشها)، في تلك اللحظة، علَّمنا المقاومون الوجه الآخر لأحمد الزعتر، باصطلاحاته الملحمية: مجزرة الميركافا؛ كَــي الوعي الإسرائيلي؛ أوهَنُ من بيت العنكبوت؛ وإن عدتم عدنا؛...
***
ذاك الذي اختار أن يبكي وهو يقتل الشهداء والأطفال، متقمصا دور الجلاد-الضحية بضمير مرتاح، وعقل مُتْخَم بمركبات نقص..
ذاك الذي تعلَّم، بمهارة، كيف يحتسي في الصباحات وجبته من دم غيره، لِيُولِـي، في المساءات، وجهه منصات الدفاع عن السلام...
ذاك الذي يريد علاقات طبيعية مع جيرانه، ضِمن دائرة تضم "العبيد" الناجين من المجزرة وأصدقاءه "المعتدلين" من الرباط إلى الرياض،
ذاك الذي جعل من أساطيره الرخوة أسلحة لتفجير الأعياد في غزة وحبات العنب في الجليل...
ذاك الذي تضخمت قوته إلى أن صارت عقيدة... "ابن عمنا" المدجج بالحديد وبالوعيد...
بكل جبروته يخاف شارات نصرنا الصغيرة التي تُنطق «لا»...
لا للاحتلال، لا للحصار، لا للمتاجرة في القضية، لا لصمت الحداثة وخيانة الحصان، لا للشراكة في الجريمة، لا لرشوة المؤرخين، لا لتحويل المأساة إلى ملهاة، لا لغدر المقاومة،...
نعم للانتفاضة!
***
بشراسة الحلم ستنتصر القدس!
برفرفة جناحي الفراشة ستتدحرج الدبابة!
بانقضاض الحجارة على جيش الغزاة ستنتصر المقاومة!
وفي فلسطين ولفلسطين، سيرفع الثوار، من البحر إلى النصر، لواء جدارة الحياة!
ولا نامت أعين الجبناء!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في