الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل يوم كتاب؛ تحت اعواد المشنقة/يوليوس فوتشيك

مهند طلال الاخرس

2021 / 5 / 9
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


#كل_يوم_كتاب
تحت اعواد المشنقة كتاب ليوليوس فوتشيك، وهو من القطع المتوسط يقع على متن 120 صفحة والكتاب صدر في عدة طبعات وترجمات منذ عام 1945 .

الكتاب من اجمل الكتب التي تناولت ادب السجون، حيث ترجم هذا الكتاب ونشر في أكثر من عاصمة عربية، وألهب الخيال والحماس لعقود خلت، وساهم بالتعبئة والتحريض والحث على المقاومة والصمود في الاعتقال .

الكتاب عبارة عن مذكرات مناضل ثوري منتمي للحزب الشيوعي فوتشيك يسرد فيها ظروف التحقيق معه واعتقاله وتعذيبه من قبل الغوستاف بأحد السجون النازية. ويخاطب ( فوتشيك ) الذين سيجتازون المحنة ، ويطالبهم بعدم النسيان وجمع كل المعلومات عن الضحايا من المناضلين ، لأن الحاضر سيكون ذكرى ، وان كل الضحايا بشر لهم أسماء وقسمات وآمال وأحلام وتطلعات إنسانية مشروعة وبسيطة جداً.

وتعتبر هذه اليوميات والتي تدون وتوثق لمحطة هامة ومفصلية من محطات نضال الحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي ضد الاحتلال النازي ابان الحرب العالمية الثانية من اجمل النصوص الادبية التي تضمنت صور الصمود والمقاومة في المعتقل وكذلك صور السقوط والخنوع.

وخلال انتظاره لتنفيذ حكم إلاعدام الصادر بحقه ، ينجح فوتشيك بكتابة هذه اليوميات بمساعدة من احد حراس المعتقل الذي هرب اليه الاقلام والاوراق ونجح بنقلها وتأمينها خارج المعتقل، ولاحقا هربت الأوراق لزوجته ( جوستافو تشيكلوفا ) لتقوم بتجمعيها ونشرها في هذا الكتاب الذي بين ايدينا.

الكتاب ذائع الصيت، ويندر ان تجد من انضم او سار على درب النضال والمقاومة او تتبع سير وخُطى الرواد الاوائل من اصحاب النهج الثوري إلا وكان هذا الكتاب مرجعا له ويأخذ منه وينهل كل من سار على هذا الدرب.

قيمة الكتاب تنبع من قيمة وغنى التجربة التي تعرض لها الكاتب وظروفها اضافة الى النهاية المأساوية لصاحبها والتي تجسدت بلغة صادقة بالغة في الجمال والحكم والعبر، وقد يكون استذكار بعضا من اشهر واجمل الحكم والمواعظ والمقولات الواردة في هذا الكتاب على لسان يوليوس فوتشيك جزء مهم لاظهار طبيعة هذه النص وجماليته ومما يضيف سببا اخر لتفسير شهرة هذا الكتاب.

"ليس هناك عذرا للذين أدركوا الفكرة وتخلو عنها بعد ذلك ، إن من يعرف أين هو الشر لا يحق له أن يخطئ ، ولا يجوز له أن يخون نفسه ، لأنه سوف يخون الآخرين....، وعندما يقرر المرء موقفه مع أو ضد ، ومتى تقرر ذلك فعليه أن يقف وراء يقينه حتى النهاية "

"إن الحياة تكتسب ملامحها من أصالتها ، فالإنسان يولد باكيا، ولكنه سرعان ما ينساب مع خاطر الطفولة الأزلي الفرح فيبتسم و يضحك، ثم يتعلم اصطناع الإبتسامة و الضحك فيتشوه .

"البطل هو الرجل الذي يكون على استعداد في اللحظة الحاسمة للقيام بكل ما يجب عليه فعله لمصلحة الشعب"

"في كل انسان هناك ضعف و قوة ،شجاعة و جبن ، صمود واستسلام ،نقاء و قذارة".

"لقد عشت للفرح، و في سبيل الفرح أموت، و لسوف تسيؤون إلي لو وضعتم الحزن عند قبري"

ووفقًا لما يرويه فوتشيك في كتابه "تحت أعواد المشنقة" (1945) فإنه كان ينتظر الموت ليُخلّص جسده من التعذيب، وقد تكون هذه الامنية في هذا المشهد بالذات ما يحث بشكل مستفيض على ان يشطح الخيال حتى يتصور صور التعذيب المأساوية التي يتعرض لها المعتقلين في سجون النازية ومنهم يوليوس فوتشيك بالذات.

لا يتوانى يوليوس فوتشيك عن سرد تفاصيل اعتقاله وتعداد فصول تعذيبه في سجن "بانكراك"، وتتعدد هذه المشاهد المنتقاة الواردة في الكتاب، وهذه المشاهد كفيلة بكشف وحشية ما تعرّض لهُ يوليوس داخل السجن، وتبرير سؤاله المستمر عن موعد موته، وبايراد هذه المشاهد المأساوية الصادمة وتعددها نجح فوتشيك معها بوضع القاريء امام مشاهد حية يندى لها جبين الانسانية، لكن الاهم ان يوليوس فوتشيك نجح في ان يُبقي الذاكرة حيّة، وان يَبقى هو وامثاله حياً في الذاكرة حتى ولو تراكمت اطنان من الغبار على مسير الحرية الطويل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي