الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب الوطنية العظمى وتأثيرها على حركات التحرر الوطني

كوسلا ابشن

2021 / 5 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


في مثل هذا اليوم صفق العالم لإنتصار الاتحاد السوفياتي في الحرب الوطنية العطمى, فقد أظهرت بطولات شعوب الاتحاد السوفياتي وبطولات الجيش الأحمر, الذي لعب الدور الكبير في تحطيم القوة العسكرية النازية و حلفاءها, فمن يناير 1944 الى 8 ماي 1945, كان الجيش الأحمر حرر أراضي الإتحاد السوفياتي وبلدان شرق أوروبا جميعا من البربرية النازية, وسيطر على برلين عاصمة هيتلر, وفي 8 ماي 1945 أرغم النظام النازي على الإستسلام اللامشروط.
انتصار الاتحاد السوفياتي على النازية, كان تحطيم للأنظمة الرجعية الاستبدادية في العالم, وبروز دولة السوفيات, العنصر الذي فرض نفسه في السياسة الدولية بـتأثيره الحاسم في السياسة العالمية لما بعد الحرب, بإلغاء القطب الأوحد للنظام الإمبريالي العالمي وظهور ثنائية القطبية في النصف الثاني من القرن العشرين, العنصر الذي غير موازين القوى في الساحة الدولية, وأصبح الضامن الحقيقي للسلام العالمي, كما دشن لمرحلة تاريخية مهمة في تاريخ الشعوب الخاضعة للإستعمار. الحرب الوطنية العظمى التحررية بينت لشعوب المستعمرات أن كل ما يؤخذ بالقوة يسترجع بالقوة, فالحق يؤخذ ولا يعطى, كما أثبتت هذه الحرب التحررية أن القوة الحاسة في الانتصار في الحروب التحررية هي وحدة الشعب صانع التاريخ وصاحب الحق الطبيعي في جغرافيته وثرواته وبكفاحه المسلح والسياسي يحقق أهدافه العادلة.
نتيجة تحرير الجيش الاحمر وحلفاؤه الشيوعيون أوروبا الشرقية من الاحتلال النازي, تشكل فيما كان يعرف بالكتلة الاشتراكية بقيادة الاتحاد السوفياتي الداعم الوحيد لحركة التحرر العالمية في كفاحها ضد الاستعمار والاستغلال الامبريالي. أثناء الحرب التحررية قدم الاتحاد السوفياتي كل اشكال المساعدة لحركة التحرر الوطني, سواء إرسال الاسلحة والمعدات الحربية والمدربين للجيش والمستشارين الحربيين والأطباء أو المساعدات المالية والأدوية وغيرها من المساعدات. بالإضافة الى المساعدات الحربية والاقتصادية والسياسية, دعمت الكتلة الاشتراكية على المستوى الدولي إرادة الشعوب في التحرر والاستقلال عن الاستعمار. و بفضل الكتلة الاشتراكية أصدرت المنظمات الدولية قرارات حاسمة في دعم إستقلال شعوب افريقيا واسيا و امريكا الجنوبية. لقد حطمت نتائج الحرب الوطنية العظمى قوة التأثير الإمبريالي على المستوى العالمي, وحققت القوة السوفياتية نقلة نوعية في علاقات القوة عالميا, لعبت دور في إضعاف قوة النظام العالمي الامبريالي في حربها ضد حركات التحرر الوطني.
المساندة اللامشروطة للإتحاد السوفياتي و كفاح الشعوب ضد الاستعمار, أرغم هذه الانظمة الاستعمارية والامبريالية على الإذعان لصوت الشعوب المطالبة بالاستقلال والتحرر من أغلال الاستعمار. ففي سنة 1960 وبإقتراح من الاتحاد السوفياتي إتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حول منح الاستقلال للدول والشعوب المستعمرة, وشارك السوفيات في كل خطط وقرارات الجمعية العامة للامم المتحدة حول تصفية كل أشكال التمييز العرقي لسنة 1963, وكذا المعاهدة الدولية حول تصفية كل أشكال التمييز العنصري لسنة 1965, وشارك في تقديم ميثاق الدولي حول الحقوق الاقتصادية والإقتصادية والثقافية لسنة 1966. لقد كانت بصمات الاتحاد السوفياتي في كل قرارات و مواثق الامم المتحدة لصالح الشعوب المضطهدة و من أجل السلام العالمي.
تغيير علاقات القوة على المستوى العالمي ضمن حق الإختيار للشعوب وقيادتها في بلدان حركات التحرر الوطني في تحديد التوجهات السوسيو- اقتصادية والسياسية المستقبلية في هذه البلدان المتحررة, بين إختيار التوجه "الرأسمالي" و التبعية للإمبريالية العالمية, أو إختيار التوجه اللارأسمالي (الاتجاه الاشتراكي) والتحالف مع المعسكر الإشتراكي, وتكون هذه البلدان تقدم نموذج البلدان الحرة ذات سيادة, تجمعها روابط الأخوة والتضامن مع كافة الشعوب في العالم ضد المؤامرات والمناورات الامبريالية و ضد الانظمة العرقية الإستبدادية.
إرث الحرب الوطنية العظمى سيبقى منارة تاريخية للشعوب للتعلم من التضحيات العظيمة التي قدمتها بعض الشعوب من أجل تحررها وإستقلالها, ورغم ذلك تجاوزت خسائرها وتضحياتها ومصالحها الخاصة لتتضامن مع الشعوب المضطهدة والمستعمرة وتساعدها من أجل تحررها وتنمية بلدنها. هكذا كان صناع الحرب الوطنية العظمى, شعوب الإتحاد السوفياتي.
نشوء فئة بيروقراطية وكومبرادورية بين صفوف قيادة الحزب و الحكومة السوفياتية وفي مواقع إقتصادية كبرى, خدمت مصالحها الشخصية على حساب المصالح العامة, وكانت البيريسترويكا و غلاسنوست(حق أريد به باطل), منعطف في تاريخ الاتحاد السوفياتي و البلدان الاشتراكية و البلدان حركات التحرر الوطني, و منعطف في تاريخ البشرية. و على المستوى الدولي ضاعفت القوى الامبريالية في تمويل برنامجها الحربي ( أسلحة الدمار الشامل), السياسة الخبيثة التي إنتهجتها الإمبريالية الهادفة الى دفع السوفيات الى سباق التسلح, بهدف إضعاف الاقتصاد السوفياتي وخلق حالة أزمة اقتصادية و إجتماعية و سياسية تطيح بالنظام السوسيو-اقتصادي الاشتراكي العادل , وهو الهدف الذي خدم الفئة الكومبرادورية لضرب إنجازات الحرب الوطنية العظمى وما حققته الشعوب السوفياتية في ظرف 70 سنة من النضال والبناء الاشتراكي, الذي نافس بقوة وجدارة مئات السنين من البناء الرأسمالي الإستغلالي. الفئة التي برزت الى الوجود في ظرف سنوات قليلة كطبقة بورجوازية تملك وسائل الانتاج و رصيد بنكي بمليارات الدولارات و إستثمارات هائلة في الداخل والخارج, مع ولادة المافيا الحمراء من رحيم سياسة دعه يعمل دعه يسير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد