الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل فقدت مجموعة السبعة الكبار دورها و اهميتها .... ؟

آدم الحسن

2021 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


أهملَ الرئيس السابق ترامب في عهده مجموعة الدول الصناعية السبعة لاعتقاده بأن أهمية و دَور هذه المجموعة سائر نحو التلاشي و إن المرحلة التي تمر بها الولايات المتحدة الأمريكية تتطلب برنامجا سياسيا و اقتصاديا اساسه مصلحة امريكا اولا .

ثم جاء بايدن من بعد ترامب ليحاول إحياء دور مجموعة السبعة من جديد و بما يتطلب ذلك من إعطاء تنازلات لصالح حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية على حساب المصالح الأمريكية و التخلي عن سياسة امريكا اولا التي اعتمدها الرئيس الأمريكي السابق ترامب فهل سينجح بأيدن في إحياء هذه مجموعة ....؟

قبل الإجابة على هذا السؤال لابد من تناول اهمية و دَور مجموعة الدول الصناعية السبعة سابقا , عند تأسيسها , و مقارنتها بأهميتها و دورها الحالي , و من اجل ذلك يمكن الرجوع بضعة خطوات للوراء , لسنة 1976 التي تأسست فيها هذه المجموع من سبعة دول بعد انضمام كندا الى مجموعة الستة التي كانت تض م الولايات المتحدة الأمريكية و اليابان و بريطانيا و فرنسا و المانيا و ايطاليا .

العالم و دول هذه المجموعة تمر الآن بظروف تختلف تماما عن الظروف التي رافقت تأسيس هذه المجموعة و اهم هذه الفروقات :

اولا : كانت الحرب الباردة بين كتلة حلف وارشو بقيادة الاتحاد السوفيتي السابق و كتلة حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في تلك المرحلة في اعلى شدتها و تصاعدها اما الآن فقد انحل الاتحاد السوفيتي و لا وجود لحلف وارشو .

ثانيا : لم يكن للصين اي ثقل اقتصادي مهم في تلك الفترة , اما الان فالصين الصاعدة تنافس الولايات المتحدة الأمريكية في الجلوس على عرش اقوى اقتصاد في العالم و رغم أن الكثير من المعنيين بالشأن الاقتصادي الدولي يعتبر أن الاقتصاد الصيني يأتي في المرتبة الثانية بعد الاقتصاد الأمريكي إلا أن هنالك دراسات اقتصادية تقول عكس ذلك أي أن الاقتصاد الصيني بقيمته الإجمالية قد تفوق على الاقتصاد الأمريكي و إن الصين قد اصبحت في المرتبة الأولى على الصعيد العالمي اذا اعتمدنا القيم الاستعمالية كمقياس لإجمالي الدخل القومي و ليس القيمة التبادلية المعمول بها حاليا في حسابات البنك الدولي و صندوق النقد الدولي و بعض الكيانات الاقتصادية الأخرى .
لذا فأن بقاء الصين خارج مجموعة الدول الصناعية الكبرى يفقد هذه المجموعة قيمتها و مبرر وجودها اذ كيف يمكن أن تكون هنالك مجموعة للدول الصناعية الكبرى دون وجود الصين عضوا فيها .

ثالثا : تم استبعاد روسيا سنة 2014 من اجتماعات مجموعة الثمانية الكبار بعد انضمامها لمجموعة السبعة سنة 1997 و خروج روسيا افقد المجموعة دورها السياسي في ايجاد الحلول للمشاكل و الأزمات التي تَظهر على الصعيد الدولي خصوصا في عهد الرئيس الروسي بوتين الذي اعاد لروسيا شيئا من هيبتها و دورها السياسي على الساحة الدولية .

رابعا: اصبح حضور فرنسا و المانيا و ايطاليا في اجتماعات مجموعة السبعة ليس له قيمة من الناحية الفعلية لكون جميع القرارات ذات العلاقة بالشأن التجاري و النقدي قد انتقلت صلاحيتها من هذه الدول الى البنك المركزي الأوربي أو الى المفوضية الأوربية .
و لأن المهام الرئيسية لمجموعة السبعة هي في الشأن الاقتصادي فإن حضور هذه الدول الثلاث اصبح لا مبرر له و يفترض بأن تكون المفوضية الأوربية هي البديل عنهم في ما يخص الأمور التجارية كالاتفاقيات الخاصة بالتعرفة الجمركية و الإعفاءات الضريبية اما في ما يخص السياسة النقدية فالبديل عن هذه الدول الثلاثة يجب أن يكون البنك المركزي الأوربي الذي نشأ من مجموعة دول اتفاقية ماسترخت التي اقرت العملة الأوربية الموحدة ( اليورو ) و التي اصبح عدد اعضائها 19 دولة اوربية .

خامسا : وجود مجموعة العشرين التي تجتمع سنويا على مستوى القمة لرؤساء عشرين دولة ذات الاقتصاد الكبير افقدت مجموعة السبعة اهميتها و دورها اذ اصبح وجود مجموعة السبعة امرا غير مبررا لوجود امكانية الاستعاضة عنها من خلال عقد لقاءات تنسيقية على هامش اجتماعات قمة العشرين و هذا هو ما يحصل من الناحية الفعلية و الواقعية .

اذن لماذا يحاول الرئيس بايدن إحياء دَور مجموعة السبعة ... ؟
بالتأكيد أن السبب وراء ذلك هو ايجاد منصة سياسية معادية لروسيا بحجج مختلفة و من هذه الحجج الاحتلال الروسي لجزيرة القرم , تدخل روسيا في الشأن الداخلي لأوكرانيا و حجج اخرى تتطلب فرض عقوبات على روسيا و من هذه العقوبات ايقاف العمل بمشروع نقل الغاز الروسي من روسيا الى المانيا المسمى مشروع السيل الثاني .
و حقيقة الأمر أن امريكا في عهد الرئيس السابق ترامب أو في عهد الرئيس الأمريكي الحالي بايدن هدفها الأول هو إبعاد دول الاتحاد الأوربي عن روسيا و ذلك من خلال عدة طرق منها تقليص اعتماد الدول الأوربية على مصادر الطاقة و منها الغاز الروسي .
لكن اصرار المانيا على تنفيذ المشروع الاستراتيجي لنقل الغاز الروسي الى اوربا عبر المانيا و المعروف بالسيل الثاني أفشل محاولة الرئيس بايدن في إحياء مجموعة السبعة و ما تحتاجه هذه المجموعة الان هو اصدار شهادة نهاية لوجودها موقعة من قبل الأعضاء المؤسسين لها بعد أن دخلت حالة الموت السريري .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في


.. التوتر يطال عددا من الجامعات الأمريكية على خلفية التضامن مع




.. لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريبات للبحرية


.. اليوم 200 من حرب غزة.. حصيلة القتلى ترتفع وقصف يطال مناطق مت




.. سوناك يعتزم تقديم أكبر حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا| #الظهي