الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوضع القانوني للگويرة .

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)

2021 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


الوضع القانوني للگويرة هو نفسه الوضع القانوني للصحراء ، لأنها ، أي الگويرة ، هي جزء من أراضي ما قبل 1975 ، لكنها تختلف فقط في ان أراضي ما قبل 1975 هي بيد الأمم المتحدة ، من الجمعية العامة الى مجلس الامن .. في حين ان قضية الگويرة ، تتصف بوضع قانوني ومادي مرتبك ، بسبب احتلالها من قبل الجيش الموريتاني الذي احتفظ بها غداة انسحابه من إقليم " تيرس الغربية " وادي الذهب في سنة 1979 ، وشروع النظام الموريتاني الجديد الذي انقلب على نظام ولد دادة الحليف للرباط ، بإجراءات تسليم الإقليم المنسحب منه الى جبهة البوليساريو ، واعترف في حينها بالجمهورية الصحراوية ...
عندما انسحبت موريتانية من إقليم " تيرس الغربية " وادي الذهب ، احتفظت بالگويرة لأسباب واهية ومردود عليها ، من قبيل ان انتقال الگويرة الى السيادة المغربية ، سيجعلها عرضة لهجومات جبهة البوليساريو ، وهذا سيؤثر كثيرا على مدينة " نواديبو " العاصمة الاقتصادية للموريتان ، والجد قريبة من مدينة الگويرة ، مما سيجعل الگويرة ونواديبو عصب الاقتصاد المورتاني ، في مرمى أسلحة البوليساريو .. وهذا سيؤثر طبعا على اقتصاد كل الدولة الموريتانية ، وستكون له انعكاسات على الأمد القريب ، على استقرار الوضع والنظام العام للحكام الجدد ...
لكن هل هذا التبرير مقنع من قبل النظام الجديد ، للحفاظ على الگويرة بعد ان تخلى النظام عن كل إقليم " تيرس الغربية " ..
والسؤال الذي سنطرحه هنا : ما العلاقة بين الگويرة التي احتفظت بها موريتانية ، وبين إقليم " تيرس الغربية " الذي انسحبت منه ، في الحفاظ على استقرار ووضع النظام الموريتاني الجديد ، والحال ان موضوع الصفقة ، أي الانسحاب من إقليم " تيرس الغربية " وادي الذهب ، كان موضوع مشاورات واتفاق مع جبهة البوليساريو ، وتحت غطاء الجزائر لحفاظ موريتانية بالگويرة ، مقابل تسليمها إقليم " تيرس الغربية " الى جبهة البوليساريو ...
ثم كيف نتصور ان تحصل مثل هذه الصفقة بين موريتانية وبين جبهة البوليساريو، وتحت غطاء الجزائر ، وهي توزيع غنيمة ، لو لم تكن موريتانية التي وقعت اتفاقية مدريد الثلاثية ، قد قسمت الصحراء كغنيمة مع النظام المغربي ، ومع الدولة الاسبانية ، حيث احتفظت موريتانية بإقليم " تيرس الغربية " وادي الذهب ، واستولى النظام المغربي على إقليم الساقية الحمراء الجزء الأكبر . أي حصل على نصيب الغولْ ..
واذا اخذنا بعين الاعتبار ان اتفاقية مدريد الثلاثية ، إضافة الى انها لم تكن قانونية ، ومع ذلك تم تقسيم الصحراء على أساسها ، لان لا احد من برلمان النظام الموريتاني ، وبرلمان النظام المغربي قد صادق عليها ، واسبانية لم تنشرها في جريدتها الرسمية .. فان صفقة النظام الموريتاني الجديد مع الجبهة في الانسحاب من وادي الذهب ، وفي احتفاظ النظام الموريتاني بالگويرة ، لم تكن كذلك قانونية ، لأنها تصرفت تصرف السراق وقطاع الطرق ، حين يقتسمون ما غنموه من غنائم بالقوة ....
عندما استشعر الحسن الثاني بالمخطط الذي كان يفبرك بغطاء جزائري ، بين الجبهة وموريتانية .. وحتى لا يُوضع امام الامر الواقع ، خاصة اذا شرعت الدول تعترف بالدولة الجديدة ، الجمهورية الصحراوية التي ستصبح تسيطر على إقليم " تيرس الغربية " وادي الذهب ، باستثناء الگويرة التي ستبقى تحت سيطرة الجيش الموريتاني ، وتسيطر على المنطقة العازلة التي تصول فيها وتجول اليوم ... حتى باغث الجميع ، عندما دخل جيش النظام الى إقليم " تيرس الغربية " ، قاطعا الطريق على الجبهة ، وعلى الجيش الجزائري ، وحائلا دون نجاح المخطط المحبوك ، والذي كان يمكن اعتباره في حينه ، لو قبل به النظام المغربي بالسكوت ، او لو وافق عليه ، بمثابة تقسيم جديد للمنطقة ، مثل تقسيمها بواسطة اتفاقية مدريد الثلاثية ، والتي ماتت منذ إبرامها ...
وهنا كيف يجري ترتيب أوضاع ستصبح قانونية ، على إجراءات وتصرفات غير قانونية ، سواء تقسيم الصحراء بين النظام المغربي ، والنظام الموريتاني ، واسبانيا ، او تقسيم مجددا المناطق الخارجة عن سيطرة النظام المغربي ، ومن دون استشارته بين موريتانية التي ستحتفظ بالگويرة ، وبين جبهة البوليساريو التي سينتقل اليها إقليم " تيرس الغربية " وادي الذهب .. والخطورة هنا ان كلا التقسيمان . تقسيم اتفاقية مدريد الثلاثية ، وتقسيم / صفقة الجبهة والنظام الموريتاني بغطاء جزائري .. تصرفا على أساس صعاليك يقتسمون الغنائم التي سيطروا عليها بالقوة .. مع العلم ان المنتظم الدولي الذي كان يتابع كل ما يجري ، رفض وضعه امام الامر الواقع ، حين لا يزال كل الإقليم تحت الاشراف المباشر للأمم المتحدة .. فما بني على باطل فهو باطل ... أي لو كان النظام المغربي يعتبر الصحراء مغربية .. هل كان له ان يقتسمها مع النظام الموريتاني ، ومع الدولة الاسبانية .... ولو كان النظام الموريتاني يعتبر إقليم " تيرس الغربية " وادي الذهب موريتانيا .. هل كان له ان ينسحب منه في سنة 1979 ، وهل كان له ان يبرم صفقة مع الجبهة ، وبغطاء الجزائر، لينسحب من جزء من الإقليم لفائدة البوليساريو ، ويحتفظ لنفسه فقط بالگويرة ... ثم كيف يعترف النظام المغربي بموريتانية إقليم " تيسر الغربية " وادي الذهب في سنة 1975 ، ويعترف بجنسية سكانه كموريتانيين ، لكن في سنة 1979 سيعود وسيعتبر الإقليم مغربيا بعد ان اعتبره قبل هذا التاريخ موريتانيا ، وسيعتبر سكانه مغاربة بعد ان اعتبرهم موريتانيين قبل سنة 1979 ... بل كيف ان النظام المغربي عندما فطن للمؤامرة التي كانت تحاك بين النظام الموريتاني الجديد ، وبين جبهة البوليساريو ، وبإشراف النظام الجزائري ، اسرع بالدخول الى " تيرس الغربية " وادي الذهب ، واستثنى الگويرة التي ظلت تحت سيطرة الجيش الموريتاني الى اليوم ... فهل الگويرة هي جزء من وادي الذهب .. ومن ثم هل وادي الذهب والگويرة هما جزء من أراضي ما قبل 1975 ، او ان لهم وضع خاص ، وهذا يربك النظام المغربي الذي يعتبر الصحراء مغربية ، ويربك النظام الموريتاني الذي لم يعد يعترف بموريتانية " تيرس الغربية " ، لكنه يعتبر الگويرة موريتانية ..
ان كل ما حصل من تصرفات ، بداءً باقتسام الصحراء كغنيمة بين النظامين المغربي ، والنظام الموريتاني ، واسبانيا التي باعت حقها الذي اعترفت لها به اتفاقية مدريد .. وصولا الى الانسحاب الموريتاني من " تيرس الغربية " وادي الذهب ، واحتفاظها بالگويرة ، ودخول النظام المغربي الى " تيرس الغربية " وادي الذهب ، وتنازله ومباركته احتفاظ النظام الموريتاني بالگويرة ... مع العلم ان النظام الذي كان يسيطر على المدينة المهجورة ، هو نظام معادي للنظام المغربي كنظام إمبراطوري ، تخشاه موريتانية التي تفضل ان تكون حدودها مع الجزائر ، ومع الجمهورية الصحراوية حيث لا أطماع تاريخية تهددها .. ومن هنا يأتي تأكيد الرئيس الموريتاني الحالي محمد ولد الغزواني ، اعتراف موريتانية بالجمهورية الصحراوية .. وذهب بعيدا عندما اعتبر الاعتراف هذا استراتيجيا ....
كل هذا يبين ان تعامل الأطراف . النظام المغربي ، والنظام الموريتاني ، وحتى النظام الجزائري مع قضية الصحراء ، هو تعامل وقاية واحتياط ، وتعامل درءٍ للخطر .. كما انه تعامل افتراس غير مشروع لثروة الصحراء .. لان الصحراء بالنسبة للصراع بين هذه الأنظمة ، هو صراع وجود قبل ان يكون صراع حدود ... فما يهم الأنظمة ، خاصة النظام المغربي من قضية الصحراء ، من جهة دفع الاخطار التي تطيح بالنظام ، وهي اخطار بابها الصحراء .. وهنا فان جميع القبائل التي حكمت المغرب جاءت من الصحراء ، وسقطت من الصحراء ... ومن جهة ما يهم الأنظمة بعد تثبيت وجودها ، هو ثروات الصحراء ، وليس شعبها ، ولا رمالها المتموجة التي لا يتقن دروبها غير أصحابها ...
ان جميع الأنظمة تورطت في صراع فاق طاقتها ، وأصبحت اسيرته ، لأنه في خسارته خسارة نظامها ، وحتى خسارة دولتها ..
النظام المغربي يسيطر على ثلثي الأرض ، والجبهة تسيطر على الثلث الذي بدء يتقلص ، وموريتانية تسيطر على الگويرة المهجورة التي كان على النظام المغربي ان يدخلها حين دخل " تيرس الغربية " وادي الذهب .. سيما وان النظام الموريتاني الذي كان بصدد تسليم الإقليم الى جبهة البوليساريو ، هو نظام موالي للنظام الجزائري ، ومعادي للنظام المغربي ...
منذ 1979 والنظام المغربي يكذب على المغاربة برفعه لشعار " من طنجة الى الگويرة " ، في حين ان هذه تخضع لسيطرة الدولة الموريتانية ، ولا تخضع لسيادة النظام المغربي ..
واذا كان النظام المغربي يجد نفسه اليوم في وضع حرج بالنسبة لمدينة الگويرة المهجورة ، الاّ من الجيش الموريتاني ، والاشباح ، ونوارس البحر .. فان بوار شعار " المغرب في صحراءه ، والصحراء في مغربها " ... قد اربكه من جهة ، خرجات النظام المغربي غير المسؤولة ، كاقتراحه في سنة 2007 لحكم الذاتي دون استشارة الرعايا بواسطة الاستفتاء ، وعندما اعترف صراحة بالجمهورية الصحراوية في يناير 2017 ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار ، ونشر اعترافه متحديا الرعايا الجاهلة المغلوب على امرها ، في جريدته الرسمية عدد 6539 ..
ومن جهة ، فقضية الصحراء لم تحسم بعد ، لأنها لا تزال بيد الأمم المتحدة .. وموقف كل دول الفيتو بمجلس الامن ، والاتحاد الأوربي ، وروسيا الاتحادية ، والصين ، وكندا ، والولايات المتحدة الامريكية ، وإسرائيل الصهيونية صديقة النظام المحبوبة ... كلهم ضد مغربية الصحراء .. وكلهم عارضوا، بل رفضوا اعتراف Donald Trump المقلب ، بمغربية الصحراء ... فتبخرت القنصلية الافتراضية ، وتبخرت اكثر من خمسة مليار دولار امريكي كاستثمارات في الصحراء ... واكيد ان النظام المغربي يندب حضه التعيس ، من المليارات من الدولار التي لن تأتي يوما الى الصحراء .. وكغيرها من الملايير التي دخلت الى المغرب .. كانت ستعرف طريقها الخاصة الذي سلكته ملايير الدولارات السابقة ..
الصراع سيبقى مفتوحا .. والاستفتاء وتقرير المصير لن يكونا .. والنظام لن ينسحب من الصحراء ... و موريتانية ستبقى تسيطر على الگويرة .. ولا احد في العالم سيعترف بمغربية الصحراء ... لكن لا يجب استبعاد الحرب بين النظامين المغربي والنظام الجزائري ، وقد تتورط موريتانية فيها ، اذا حاول النظام المغربي الدخول الى الگویرة ...
ان المشروع الذي تم التخطيط له بالمنطقة ، سينتهي بتفتيت الدول الحالية ، وتغيير الجغرافية .. باستعمال النعرات الاثنية والعرقية .. من بربرية مختلفة ، و" ماكاوية " Le Mak / Le mouvement pour l’autonomie de la Kabyle ..
وليسأل النظام المغربي الذي اخرج علاقاته مع إسرائيل الى العلن نفسه ..
-- لماذا لا تعترف إسرائيل بمغربية الصحراء ؟
-- لماذا لا يعترف الاتحاد الأوربي بمغربية الصحراء ؟
-- لماذا لا تعترف فرنسا واسبانيا بمغربية الصحراء ؟
-- لماذا لا تعترف روسيا الاتحادية ، والصين ، وكندا ... بمغربية الصحراء ؟
-- لما كان اعتراف Donald Trump بمغربية الصحراء مقلبا ... ولماذا تراجع البيت الأبيض بخطوات عملية ، ورمى ما يسمى باعتراف Trump في سلة المهملات .. بل ان John Biden ، والولايات المتحدة الامريكية ، اعتبروا الاعتراف كأنه لم يكن أصلا ..
-- ورغم هرولة النظام الى مؤتمر Aipac الصهيوني ، وتقديمه فروض الطاعة والولاء ، واعرابه التام للانخراط كحليف ضد ايران ، وضد حزب الله اللبناني ، واتهام هذا بالتعاون مع البوليساريو ... فلا إسرائيل ، ولا الولايات المتحدة الامريكية ، ولا الاتحاد الأوربي ، وكندا .... صنفوا جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية ، ولا اعترفوا بمغربية الصحراء ... بل ان جبهة البوليساريو تتوفر على تمثيليات ، ومكاتب مفتوحة طبق القوانين في كل عواصم ودول الاتحاد الأوربي ، وبواشنطن ، وبنيويورك .. وكندا ..
ولو كانت جبهة البوليساريو منظمة إرهابية ، كما أراد النظام المغربي توريطها من خلال ( العلاقات ) مع ايران ، وحزب الله ... هل كان سيكون لها تمثيليات ، ومكاتب بعواصم ودول العالم .. وهل كان للعديد من الدول ان تعترف بالجمهورية الصحراوية .. وهل كان لها ان تكون دولة عضوا كامل العضوية بالاتحاد الافريقي ، وتحضر اللقاءات بين الاتحاد الافريقي وبين الاتحاد الأوربي ، وبحضور الرئيس الفرنسي Emanuel Macron شخصيا ، وبحضور رؤساء افارقة ، وممثل عن الأمين العام للأمم المتحدة ، وبحضور الملك محمد السادس شخصيا ...
ومرة أخرى :
-- لماذا لا تعترف إسرائيل بمغربية الصحراء ؟
-- لماذا لا تعتبر إسرائيل جبهة البولساريو منظمة إرهابية ، كما أراد النظام المغربي ذلك ؟
النظام المغربي بعد ان فقد بوصلة الاتجاه الصحيح ، تاه في الصحراء ، وبداء يطرق جميع الأبواب والدفوف ، عله يتمكن من انقاد ما يمكن انقاذه .. وما الوضع الذي اضحى عليه دوليا حيث التهميش والعزلة ، وتزلفه للصهاينة بتقديم فروض الطاعة والولاء في Aipac ، وهو اكبر عدو لأية وحدة ... ليثير الحزن والشفقة اللهم لا شماتة ...





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


اخر الافلام

.. بالفيديو - لحظة إنقاذ قطة تشبثت بباب سيارة خلال فيضانات الإم

.. استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا، أي تداعيات لها؟| المسائية




.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات جديدة على إيران


.. لماذا أجلت إسرائيل ردها على الهجوم الإيراني؟ • فرانس 24




.. مواطن يهاجم رئيسة المفوضية الأوروبية: دماء أطفال غزة على يدك