الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مايسمى بالانظمة العربية العلمانية

حسن نبو

2021 / 5 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


المقصود بهذه الانظمة هو: نظاما البعث في كل من سوريا والعراق والنظام الليبي ايام حكم القذافي والنظام المصري سواء في عهد عبد الناصر او في عهد من حكموا مصر بعده .

التيارات الاسلامية السياسية وغالبية الأئمة وشيوخ الدين المسلمين يعتبرون هذه الانظمة هي انظمة علمانية ، وان كل الكوارث الويلات التي تسببت بها هذه الانظمة هي بسبب تبني قيادات او انظمة الدول المذكورة للعلمانية .

فهل كانت هذه الانظمة حقا انظمة علمانية ، على غرار فرنسا وبريطانيا والمانيا وكندا واستراليا والولايات المتحدة ودول اوروبا الغربية الاخرى ؟

للإجابة على هذا السؤال لابد اولا ان نتعرف على مقومات العلمانية او النظام العلماني ، ومن ثم البحث في مدى توفر هذه المقومات في الانظمة المذكورة .

العلمانية في الانظمة الاوروبية الغربية كما هو معروف للكثيرين تقوم على فصل الدين عن الدولة ، اي بمعنى عدم نص الدستور نصوصا تنص على اعتبار دين غالبية السكان هو دين الدولة ، وان التشريع الديني هو المصدر الاساسي للتشريع في الدولة . كما ان العلمانية الاوروبية لاتسمح بتعلم الدين في المدارس الرسمية(الحكومية)، وتحظر احياء المناسبات الدينية من قبل الدولة، وارتداء المرأة الحجاب في الاماكن العامة ...الخ .

اما في الدول العربية المذكورة كانت دساتيرها تنص ان الاسلام هو الدين الرسمي للدولة ، وان الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع (القوانين) ، وكان يتم احياء او الاحتفال من قبل الدولة بكافة المناسبات الدينية كعيدي الفطر والاضحى وعيد المولد النبوي ..الخ . وكان قانون الاحوال الشخصية المستمد من الشريعة الاسلامية هو المعتمد في قضايا الزواج والطلاق والارث والوصية . وكانت شهادة امرأتين بشهادة رجل امام المحاكم في قضايا المال كالبيع والحقوق المالية التي تشترط فيها الضمان والخيار في البيع او الاجل وقضايا النكاح والنسب ...

من جهة اخرى : في الانظمة العلمانية الاوروبية وغيرها من انظمة التي تعتمد العلمانية يسمح الدستور بحرية الاعتقاد الديني وحرية التعبير عن الرأي في القضايا السياسية والاجتماعية وغيرها ، كما يسمح بحرية تأليف الاحزاب والجمعيات السلمية ، وحرية اصدار الصحف والمجلات وتملك المنابر الاعلامية ، وبوجود المعارضة للنظام الحاكم...الخ

فهل كانت الامور تسير في الدول العربية المشار اليها وفق الآليات المعتمدة في الانظمة العلمانية الغربية وغيرها من الدول العلمانية ؟

بالتأكيد لا ، اذ لم يكن هناك حرية العقيدة الدينية ، وحرية الرأي والتعبير في القضايا السياسية والاجتماعية ، وحرية تأسيس الاحزاب والجمعيات السلمية واصدار الصحف وتملك المنابر الاعلامية ، كما لم يكن هناك وجود للمعارضة السياسية.

وعليه لايمكن اطلاق صفة العلمانية على هذه انظمة هذه الدول ، بل يمكن القول انها انظمة استبدادية شمولية ، تستخدم الدين وفق مايؤدي الى تعزيز سلطتها وقبضتها على المجتمع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإيراني يحتفل بيومه الوطني ورئيسي يرسل تحذيرات جديدة


.. زيلينسكي يطلب النجدة من حلفائه لدعم دفاعات أوكرانيا الجوية




.. الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة 14 جنديا جراء هجوم لحزب الله الل


.. لحظة إعلان قائد كتيبة إسرائيلية عن نية الجيش اقتحام رفح




.. ماذا بعد تأجيل الرد الإسرائيلي على الضربة الإيرانية؟