الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القناة الناطقة بالأمازيغية, اللسان الحالي للنظام العسكري الدكتاتوري

كوسلا ابشن

2021 / 5 / 13
الصحافة والاعلام


الاعلام جزء لا يتجزء من الصراع الحضاري والايديولوجي والسياسي الذي يدور بين القوى المتناقضة المصالح, ولهذا لا يوجد إعلام محايد, فهو بطبيعته يخدم مصلحة هذه الجهة أو تلك,إما مصالح طبقية أو إستعمارية أوتحررية.
ظل الإعلام الناطق بالأمازيغية والمعبر عن القضايا الامازيغية, مقصي من الساحة الاعلامية لأكثر من نصف قرن لما بعد إنسحاب الاستعمار الفرنسي وتمرير السلطة السياسية للقوى البربرية (المرتزقة), الشوفينية العروبية.
الإعلام المرئي والمسموع (أكثر من الصحافة المكتوبة, بسبب إنتشار الأمية ) يلعبان دورأ كبيرا في التاْثير على الجماهير الشعبية, فهو أكثر فعالية في نشر ايديولوجية النظام والتعبير عن أرائه ونقلها الى أوسع الجماهير, و هو أسلوب ناجع للإستلاب الثقافي, وجهاز فعال لتبرير السياسة القمعية للنظام العسكري والنهب الفاحش لثروات الشعب, كما هي وسيلة لتهييج الشعب. لهذه الاسباب إضطر النظام الديكتاتوري عن التنازل في الملف الأمازيغي والسماح لقناة ناطقة بالأمازيغية تكون أداة ايديولوجية لصالح السلطة, أكثر مما هو عليه لصالح الأمازيغ و الامازيغية, و على هذا الاساس تمت الولادة القسرية للقناة الأمازيغية (الرابعة), نتيجة للعامل الإيديولوجي سبق ذكره و نتيجة لعامل دولي, متمثل في الإنتقادات الدولية للتمييز العنصري الذي ينتهجه النظام العسكري ضد الأمازيغ.
الولادة القسرية للقناة الناطقة بالأمازيغية من رحم العروبة جعلها عقيمة, لا يربطها شيئ بالشعب الأمازيغي وقضاياه الاقتصادية و معاناته الاجتماعية وإقصاء ثقافته ولغته وحضارته. إيديولوجية القناة تستهدف الى تمييع الحقل الاعلامي المرئي بمحتواها الفلكلوري و الإستهلاكي و إعادة إنتاج ثقافة التبريرات لعنصرية النظام العسكري الدكتاتوري, وإعادة إنتاج ثقافة الخضوع و الخنوع والتبعية والايمان بالإنتاج الخرافي المشرقي.
القناة الناطقة بالأمازيغية هي الواجهة الايديولوجية للنظام لاختراق العقل الامازيغي و إحتواء شرائحه النضالية أو اللامبالية بالصراع أو فئاته الإصلاحية والوصولية, بهدف صناعة كتلة بشرية قابلة للركوع والخضوع في خدمة النظام القومجي العسكري الدكتاتوري و معادات الكيان الذاتي, وزرع التفرقة بين المكونات الامازيغية في الأقطار المجزأة.
القناة الناطقة بإسم العسكر, و في أوج الحراك الشعبي, والقمع الممنهج للعسكر والإعتقالات التعسفية, والحملات القمعية للأجهزة البوليس في منطقة لقبايل, تمهيدا ربما للتصفيات الجسدية أو لإرتكاب مذبحة عرقية (جينوسيد أمازيغ), في هذه الظروف اللاطبيعية, تشرفنا القناة الناطقة بالأمازيغية للترويج لإسطوانة السلطة العسكرية, حول إحباط العسكر لمخطط إرهابي لحركة "الماك", (لتنفيذ تفجيرات وأعمال إجرامية وسط مسيرات وتجمعات شعبية بعدة مناطق من الوطن), هذه المخطط الوهمي الذي خططت له السلطة العسكرية وأرادت أن ينفذ بأيدي عملائها , لكن بإسم "الماك", ليس فقط بهدف منع إستمرارية الحراك الشعبي, وإنما لهدف أعظم وأخطر وهو إبادة شعب لقبايل تحت ذريعة تنقية منطقة لقبايل من عناصر حركة "الماك".
القناة الناطقة بالأمازيغية عوض إخبار الناطقين بالأمازيغية عن الفساد الذي ينخر جسد دزاير بسبب السياسة اللاوطنية للسلطة العسكرية, وإخبارهم عن الأزمة الهيكلية والاستبداد المطلق بإسكات الأصوات الحرة والتضييق على الحريات العامة, و إخبارهم عن الأسباب الحقيقية لإندلاع الحراك الشعبي, وإخبارهم عن قمع المظاهرات الاحتجاجية الجماهيرية والاعتقالات الواسعة في صفوف الطلبة و في صفوف الحراك الشعبي عامة. القناة الرابعة الناطقة بالأمازيغية عوض النزول الى الميدان لمعرفة هموم الشعب دزايري عامة و معانات اليومية للأمازيغ خاصة, تقوم القناة الرابعة بترويج للأكاذيب عن النعيم الدزايري المتخيل. القناة الربعة لم تسكت عن الحقائق المؤلمة فحسب وإنما تجاوزت الخط الأحمر بالترويج للأطروحة القومجية للنظام العسكري التوسعية في خلق جمهورية عربية سادسة في بلاد الامازيغ, خلق شعب عربي في أرض أمازيغية. الواقع أن القناة الناطقة بالأمازيغية هي قناة عروبية بقناع "أمازيغي". القناة ناطقة بالأمازيغية و لكن لا علاقة لها بالشعب الامازيغي ولا تعبر عن آلامه ولا عن أهدافه ولا عن ثقافته وحضارته, فالقناة تكرس للسياسة والثقافة العروبيتين في البلاد, ومهمتها الاساسية تخدير الامازيغ و إستقطاب الناطقين بالامازيغية (خصوصا الكتل الانتهازية والوصولية) للمشروع الشوفيني للسلطة العسكرية القومجية العروبية, وتوجيه الوعي الأمازيغي الى معادات الذات وخلق التفرقة والصراع بين الأمازيغ لضرب وحدة النضال الامازيغي بتامازغا.
ايمازيغن عليهم فضح إيديولوجية القناة الرابعة الرامية للترويج للأطروحة الاستعمارية في خلق كيان عروبي جديد ينضاف الى الكيانات المعادية للحقوق الامازيغية, فضح تعامل القناة مع القضية الامازيغية كعنصر فولكلوري مشوه, فارغ من محتواها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي الملتزم, فضح العناصر المأجورة العميلة للنظام العسكري وخداعها للأمازيغ بالخرافات الرجعية والفولكلور المشوه المتناقض مع المضمون الحقوقي للعهد الدولي الخاص بالحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير