الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القضية الفلسطينية من سياق حركات التحرر الوطني إلى اليوم: أي سياق للقضية الأن؟

ياسر مكوار

2021 / 5 / 15
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


عرفت القضية الفلسطينية أوجها السياسي والثقافي، مع بروز حركات التحرر الوطني النضال وضد الاستعمار، وكانت للقضية الفلسطينية داخل هذا الشرط المتسم بصعود الحركات المسلحة الوطنية، اشعاع ثقافي وسياسي كبير استطاعت معه صياغة بنية خاصة جعلت منها قضية " ملهمة " استطاعت تسويق نفسها " كرمز، "للثورة و التحرر في كل بقاع العالم.
اليوم ومع الاضمحلال الذي عرفه نسق " حركات التحرر الوطني " وتراجع الكفاح المسلح " وغيره من أساليب المقاومة الرائجة خلال السبعينيات نتيجة لأخد أغلب الشعوب استقلالها، وجدت القضية الفلسطينية نفسها أمام صعوبة التموقع داخل السياق الحالي، خاصة مع الانكماش" الذي عرفه الخطاب اليساري على وجه التحديد والذي لطالما أعطى للقضية بعدها " التحرري " و «التقدمي .
الشعب والأرض مقابل الدين والعرق
استطاع الجميع فيما سبق حركات و جماعات أن، يجد لنفسه موطئ قدم داخل هاته القضية، باعتبارها قضية حاملة لشعار " تحرر الشعوب من الإمبريالية العالمية ، وحق الشعوب في "تقرير مصيرها"، فكان هذا الشعار مخترق لشعوب و الأقليات و الهويات، لكن مع صعود " حركات الإسلام السياسي"، و التي سحبت البساط من الخطاب السابق، لتعوضه بخطاب يضع "القضية الفلسطينية " ضمن قالب "ديني" و كأن القضية تخص جماعة دينية معينة، فأفرغ هذا الصراع من بعده الكوني ، مما سمح لهاته " الجماعات " من ترويج خطاب " اضطهاد الإسلام" من البوابة الفلسطينية، نفس الأمر بدء بالظهور مؤخرا و لكن هاته المرة في بعده " الاثني " خاصة في أوروبا ، ويركز هذا البعد على تحويل القضية إلى قضية إثنية" تخص عرقا معينا و ليس " شعبا" بالمفهوم الواسع للكلمة.
أي سياق للقضية اليوم؟
في ظل هذا السياق وفي ظل تراجع ما كان يسمى " بالتضامن الأممي " والذي كان يعطي للقضية الفلسطينية الزخم الأممي والعالمي، يبرز سؤال مكانة وسياق القضية اليوم. خاصة أنها أصبحت توجد داخل صراع إقليمي تركي سني" وإيراني "شيعي"، إضافة إلى مستجد التطبيع و الذي أضحت مواجهته الشغل الشاغل للمدافعين عن القضية اليوم ، مما جعل القضية الفلسطينية اليوم تائهة و غير واضحة المعالم إضافة إلى عدم قدرتها على الإنتاج و الابداع على مستوى الشكل "الثقافي" و " السياسي"، وقد مثل "الربيع العربي" الفرصة الأكبر ربما لإعادة إدماج القضية في نسق " تحرر الشعوب " بصيغته الجديدة و الذي دشنته الانتفاضة العربية، وإن كانت رمزية فلسطين قد حضرت في بعض المظاهرات ، إلا أنها لم تكن حاضرة بتلك الكثافة و الرمزية السابقة خاصة مع انشغال الشعوب المنتفضة بداخل و ابتعادها عن أي "رمزية" تذكر .
إعادة إنتاج" القضية اليوم
لا شك أن إعادة انتاج القضية اليوم ثقافيا وعالميا كقضية تحمل هم تحرير الشعوب و مواجهة الاستعمار، ليس بالأمر الهين، سيما في ظل تفكك "سرديات" "مناهضة الامبريالية" و "الاستعمار"، لكن عودة هاته السرديات في قوالب جديدة حقوقية مثلا، و وجود "طيف عالمي يناهض الوضع الحالي تحت شعارات "مناهضة العولمة" و "تحكم القوى العالمية" بمصائر شعوب العالم الثالث ،قد يمكن القضية الفلسطينية من إعادة التموقع كقضية تناهض "الامبريالية" سواء الاستعمارية أو بصيغها الحديثة المتمثلة في سيطرة الشركات المالية أو التكنولوجية". لكن مسألة " إعادة الإنتاج"، تبقى رهينة بالقوى السياسية الموجودة الفلسطينية بالتحديد، ثم عموم القوى اليسارية والتقدمية على المستوى العالمي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: حماس تمارس إبادة جماعية ورفضت جميع المقترحات المتعل


.. الدكتور مصطفى البرغوثي: ما حدث في غزة كشف عورة النظام العالم




.. الزعيم كيم يشرف على مناورة تحاكي -هجوماً نووياً مضاداً-


.. إيطاليا تعتزم توظيف عمال مهاجرين من كوت ديفوار وإثيوبيا ولبن




.. مشاهد جديدة وثقتها كاميرات المراقبة للحظة وقوع زلزال تايوان